باعوم في زنزانة تحت الأرض يواجه خطر الموت

*  طلب نظارته الطبية وكتابا لحسين مروة
*  سأل بلهفة عن فادي وفواز وسالم، وقال: أنا فخور بكم
*  زارته ابنته في السجن ولم تتعرف عليه بعدما فقد نصف وزنه
*  طبيبة استثنائية زارته في الأمن السياسي ورجحت إصابته بجلطات خفيفة في الدماغ والقلب
*  محاموه يتهمون النيابة بارتكاب مخالفات جسيمة
 
 

 
 
 
 
 
في غمرة الاحتجاجات الجنوبية استدعى باعوم الفتى القومي العربي الذي كانه، وهتف: لا حزبية بعد اليوم!
في زنزانة تحت الأرض يواصل نضاله ضد سلطة لا تترفع على الأهواء

سامي غالب
Hide Mail
 
زار حسن باعوم المعتقل مراراً. والفترة الأطول التي أمضاها في غيابة السجن كانت عقب الإطاحة بالرئيس اليمني الجنوبي الأسبق سالم ربيع علي (سالمين) في 26 يونيو 1978. كان باعوم ليلتها في عدن. وتقول الرواية المتواترة إن باعوم وعلي صالح عباد مقبل وعبدالله البار رفضوا إقالة سالمين، ولم يقتنعوا بأنه تقدم باستقالة حسبما أبلغهم عبدالفتاح اسماعيل وقد دخل الثلاثة السجن بعد مقتل الرئيس.
في أحداث 1986 كان باعوم يصطف مع الخاسرين مجدداً، وقد نزح إلى الشمال مع الآلاف من أنصار الرئيس السابق علي ناصر محمد.
بعد حرب صيف 1994، تصدر «أبو سبأ» تيار إصلاح مسار الوحدة، إلى جانب محمد حيدرة مسدوس. وقاد أول تحرك شعبي احتجاجي ضد نتائج الحرب في حضرموت، وبات المطلوب الأول للسلطات الأمنية.
تيار إصلاح مسار الوحدة مثل منذ 1999 الأقلية داخل الهيئات القيادية للاشتراكي. وبفعل انسداد الحياة السياسية، واليأس الشعبي (وبخاصة في الجنوب) من التغيير عبر الآليات الديمقراطية، تحولت الأقلية الحزبية بدءاً من ربيع العام الماضي إلى «طليعة شعبية»، وقد ساهم التيار الأقلوي داخل النخبة السياسية الجنوبية في قيادة وتوجيه الاحتجاجات. وقياساً إلى أطراف أخرى منخرطة في حركة الاحتجاجات، لاح التيار الاشتراكي الراديكالي معتدلاً. لكن الأمور تعدلت في فبراير الماضي عندما اتفق باعوم وناصر النوبة رئيس المجلس الأعلى لجمعيات المتقاعدين العسكريين والامنيين (قسرياً) على تشكيل الهيئة العليا لقيادة الحراك في الجنوب.
ظل باعوم محتفظاً بعضوية المكتب السياسي للاشتراكي، خلاف ناصر النوبة الذي غادر صفوف الحزب في الخريف الماضي. ومعلوم أنه التحق في سن مبكرة بحركة القوميين العرب، ثم انخرط أسوة بإخوته من شباب الحركة في العمل الفدائي ضد البريطانين منتصف الستينات. ولا ريب في أن باعوم استحضر مؤخراً «الحركي» الرومانسي الذي كانه في الستينات، ومعه استحضر نفور حركة القوميين العرب من العمل الحزبي، تحت تأثير القيادة الناصرية التي كانت الحركة تسير على هداها قبل أن تنحو يساراً باتجاه الماركسية.
وفيما يشبه «العودة إلى البداية» في ظل تصاعد الاحتجاج الجنوبي ضد «المستعمر الوطني» ومع حدة الميل لدى بعض قيادات «الحراك الجنوبي» إلى احتكار التمثيل (في نسخة ثانية لتجربة حركة القوميين العرب)، فقد دعا باعوم مراراً إلى إبعاد الأحزاب (المعارضة) من النضال السلمي في الجنوب، وما يزال ماثلاً المشهد الردفاني في الخريف الماضي عندما هتف في الجموع: لا حزبية بعد اليوم. لكن الشعار الحركي لم يعد جذاباً كما كان مطلع الستينات بفعل الكاريزما الناصرية، ويقينيات الخطاب القومي العربي في ذروة فاعليته، وقد استدعت صرخة باعوم العديد من علامات الاستفهام حول وجهة «الحراك الجنوبي» في عالم ينفر من الخطاب الأحادي الاقصائي، أياً تكن الدوافع الأخرى التي أملت على باعوم اطلاق الشعار الستيني!
سجن باعوم الخريف الماضي، ومثل أمام المحكمة بتهم تتعلق بالمساس بالوحدة وإثارة النعرات الانفصالية. وقد تم تعليق المحاكمة بقرار من الرئيس علي عبدالله صالح في ذكرى الاستقلال.
المرجح الآن أن يمثل قريباً أمام المحكمة الجزائية المتخصصة بتهمة الإساءة إلى الوحدة اليمنية والدعوة إلى الانفصال وإثارة الفتنة. وطبق المحامي منير السقاف، أحد المحامين المكلفين بالدفاع عن المعتقلين من المرصد اليمني لحقوق الانسان، فإن النيابة الجزائية المتخصصة وجهت إلى علي هيثم الغريب ويحيى غالب الشعيبي التهمة ذاتها، التي تخضع عقوبتها لتقدير القاضي.
 الحالة الصحية لباعوم ساءات قبل 3 أسابيع ما أضطر السلطات إلى نقله إلى مستشفى الشرطة بالعاصمة. هناك حسبما تفيد مصادر طبية، أخضع إلى عناية مركزة، وفحوصات لمستويات السكر والضغط كل نصف ساعة. وتم تخديره أحياناً لكسر الإضراب عن الطعام الذي تشبث به، وقد قرَّر المسؤولون عن أمن البلد وحماية الوحدة إعادته إلى الزنزانة الانفرادية، منعاً للبلبلة! مصادر طبية عبَّرت عن خشيتها من تعرض حياته في الخطر داخل الزنزانة الانفرادية (2 متر في متر، حسب سياسيين نزلوا في ضيافة الجهاز في الماضي)، وكان غالب القمش رئيس جهاز الأمن السياسي وعد المحاميين محمد المخلافي ومنير السقاف بإخراج باعوم وغيره من المعتقلين من الزنازين الانفرادية إلى عنابر جماعية، لكن الوعد لم يتحقق. علماً بأن النائب العام سبق أن وجه بعدم إبقاء المعتقلين في زنازن انفرادية.
وإلى اضرابه عن الطعام، رفض باعوم الإجابة على أسئلة المحققين في الأمن السياسي، ثم في النيابة الجزائية المتخصصة، منطلقاً من أن أجهزة التحقيق هي جزء من دولة الاحتلال التي لم يعد يعترف بشرعيتها.
المحقق أن النيابة ترتكب مخالفات جسيمة جراء الاجراءات الاستثنائية التي اتبعتها حيال صاحب رأي يحظى بتأييد واسع في المحافظات الجنوبية والشرقية. والشرعية التي لا يعترف بها باعوم، مثل مئات الناشطين، تنحسر يومياً بسبب المعاملة السيئة التي يلقاها في السجن، فعندما لا تترفع السلطة على الأهواء الانسانية تتضاءل شرعية الدولة التي تتوسل حمايتها.
 
 
***
 

تعرف الدكتورة سبأ ما ينبغي فعله: نقل أبي  إلى المستشفى فوراً لأن حياته في خطر
المريض الاستثنائي
 

في منتصف الثمانينات كانت جذوة الوحدة مشتعلة في قلب حسن أحمد باعوم، وقد أطلق على المولودة السعيدة إسم «سبأ». عندما تخرجت من الثانوية العامة، قررت الالتحاق بكلية الطب. «كانت تلك رغبته، ووقتها كانت مشاكله الصحية قد بدأت»، قالت لـ«النداء». وأضافت: «كأنه أراد أن أعتني بحالته الصحية بعد تخرجي».
المحقق أن بعضاً من أحلام باعوم الصغيرة تحققت، فقد تخرجت ابنته من كلية الطب في حضرموت، وهي تعمل حالياً في قسم الأطفال في مستشفى عمومي بالمكلا.
حتى نهاية مارس الماضي كانت الطبيبة تتولى رعايته في البيت، وتتابع يومياً وضعه الصحي، وتقوم بالتشاور مع الأطباء الاختصاصيين الذين يعاينون حالته دورياً.
بعد منتصف ليل الاثنين 30 مارس اقتاد رجال أمن «باعوم» من مرقده في منزل صديقه جمال عبادي بعدن، إلى أحد المعتقلات في عدن. ولاحقاً تم نقل القيادي البارز في حركة الاحتجاجات إلى زنزانة انفرادية في مقر جهاز الأمن السياسي في عاصمة الوحدة.
تعرف «سبأ» جيداً السجل الصحي للمريض الاستثنائي. ومساء الأحد الماضي قدمت لـ«النداء» عرضاً سريعاً لأبرز متاعبه: «إلى الارتفاع في ضغط الدم، يعاني والدي من السكر الذي أصيب به قبل 20 سنه، واحتساء في القلب، ما يعرضه باستمرار لخطر الجلطات، وقد أجرى عملية قلب مفتوح في القاهرة قبل عامين. وخلال السنوات الأخيرة أصيب بجلطات خفيفة عديدة، آخرها أثناء استضافته في السجن المركزي بالمكلا الخريف الماضي، حيث أصيب بجلطة خفيفة في الدماغ وأخرى في القلب».
تتابع: «مشاكله في القلب أدت إلى اصابته بمياه الرئة، ما يعرضه إلى اختناقات خلال النوم. ومضاعفات السكر أدت إلى إصابته بقصور في وظائف الكلى».
تعرف الطبيبة الشابة الحد الأدنى من احتياجات المريض الاستثنائي: يحتاج إلى فحص دوري للسكر وضغط الدم، وإلى نظام غذائي خاص ودقيق، وإلى رعاية صحية ليلاً ونهاراً، وإلى تجنيبه الضغوط النفسية، وإلى العيش في مكان مفتوح.
منذ اعتقاله لم تتمكن الطبيبة من معاينة مريضها البتة. لكنها استطاعت مشاهدته عن قرب لمرة واحدة ظهيرة الخميس قبل الماضي (1 مايو).
بعد اجراءات معقدة جداً، تكرم المسؤولون الأمنيون بالسماح لسبأ ووالدتها وخالها بزيارة باعوم لمدة عشر دقائق. دخل الزوار الثلاثة إلى ممر ضيق في مقر الأمن السياسي في الحادية عشر والنصف. بعد دقائق قدم عدة أشخاص من الطرف الآخر للممر. حَّدق الزوار في الأشخاص القادمين الذين دخلوا متتابعين. كانوا 4. كانت سبأ تستعجل مشاهدة أبيها، وهي تجاوزت صاحب الترتيب الأول في طابور القادمين الذي يستحيل من هيئته أن يكون أباها، محاولة البحث عن حيز في الممر الضيق لمشاهدة الشخص الثاني لعله المقصود. لكن الواصل أولاً فاجأها بالسلام.
«ما عرفته»، قالت لـ«النداء»، ثم قدمت ملخصاً سريعاً لحالة المريض الاستثنائي: «بدا شاحباً جداً، وقد فقد الكثير من وزنه». «ما عرفته» قالت مجدداً بصوت مكسو بمرارات. ثم تابعت: «لاحظت أنه يعاني من صعوبة في النطق، وثقل في اللسان، وكان صوته مبحوحاً، كان يرتعش طول الوقت». واستطردت: «كان مغيباً عن أية معلومات، وفي البداية سأل بإلحاح وقلق عن الأهل، وبشكل خاص عن فادي وسالم». توضح الطبيبة التي تعرف جيداً مريضها أسباب قلقه، ففادي (النجل الأكبر لباعوم، 34 سنة) هو رئيس المجلس الأعلى لجمعيات الشباب والعاطلين عن العمل في المحافظات الجنوبية، وسالم (22 سنة) كان معه في عدن لحظة اعتقاله، واعتُقل لساعات قبل إطلاق سراحه. وهي ترجح أن يكون والدها تعرض لتعذيب نفسي. «كان يسألنا بلهفة عن اخواني، وكلمنا في البداية لكأن كارثة لحقت بهم». وختمت: «كان قلقان علينا».
وماذا أيضاً؟ رنة اعتداد سبقت صوتها إذ قالت: «معنوياته عالية... وطمنَّا بأنه متماسك، وسيستمر في مواقفه». «ألححنا عليه أن يوقف إضرابه عن الطعام، كلنا (الزائرون الثلاثة) حاولنا معه، وقد نصحته بضرورة ذلك، فسايرنا قليلاً، ثم أكد بأنه سيواصل الإضراب».
بصوت مكسو بالخطر، هذه المرة، تعرض «سبأ» الظروف المستجدة التي يعيش في ظلها المريض الاستثنائي: «يفتقر للرعاية الطبية اللازمة، يعيش في زنزانة قد تكون تحت الأرض، مضرب عن الطعام، وفي حال توقف عن الاضراب فقد يتناول أطعمة دسمة أو نسبة السكر فيها عالية». وإذ تحمد الله إذ وجدت والدها رافعاً رأسه، حذرت من احتمال تعرضه لجلطات جديدة، واحتمال دخوله في غيبوبة في أية لحظة جراء انخفاض السكر، واحتمال اختناقه ليلاً جراء متاعب رئتيه، واحتمال انتكاس وظائف كليتيه.
يصعب الانغماس في «لعبة احتمالات» تخص مريضاً في حالة حرجة يقبع في زنزانة انفرادية داخل معتقل محصن يتعالى على الرقابات والحصانات من كل صنف، ويندر أن يطرق ممراته زوار يتمتعون بالحصانة، مثل أعضاء مجلس النواب، الذين منعوا الأحد الماضي من زيارة المعتقلين الجنوبيين داخله. لكن الطبيبة الاستثنائية تعرف بالضبط ما يجب عمله: «حياة والدي في خطر، ويجب نقله فوراً إلى المستشفى».
 

***
 
 
أسرته قلقة على مصير فادي، وفواز طليقاً بعد 25 يوماً في السجن
طلب كتاباً لحسين مروة وقال لزوجته وابنته: أنا فخور بكم

في المرة الوحيدة التي استطاعت أسرته زيارته في المعتقل، قال باعوم: «أنا فخور بكم». كان يقصد أبناءه الستة، وزوجته. كررها 5 مرات، خلال الدقائق العشر التي استغرقتها الزيارة. لا غرابة! فخلال الحديث الخاضع لرقابة 3 من رجال الأمن لم يسمع باعوم من زوجته وابنته، و(عبرهما) من أبنائه أية توسلات لتغيير قناعاته السياسية أو مواقفه بشأن القضية الجنوبية. وقد حمل زواره إليه جرائد محلية ونظارته الطبية ومستلزمات شخصية، وكتاب «النزعات المادية في الفلسفة العربية الاسلامية» للمفكر اللبناني حسين مروة الذي اغتيل نهاية الثمانينات في بيروت. وكان في وقت سابق قد طلب من محاميه إبلاغ أسرته إحضار الكتاب عند زيارته.
عاش باعوم على الدوام في قلب الأخطار، وعلى الأرجح فإن السياسي العنيد أورث أولاده (وابنته) جينات الشجاعة. وخلال اتصالات «النداء» بالأسرة تكررت نغمة واحدة في تصريحاتهم: «نحن فخورون به».
ولد حسن باعوم في اثيوبيا مطلع الأربعينات وبعد عقدين التحق، في عدن، بحركة القوميين العرب، ومطلع السبعينات ارتبط بإحدى قريباته من آل باعوم، وأنجب منها 5 أبناء وبنتاً واحدة: فادي (34 سنة)، فواز (32)، سبأ (27)، سالم (22)، عمر (17)، أحمد (15).
لحظة اعتقاله في عدن بعد منتصف ليل الاثنين 30 مارس كان سالم يرافقه. اعتقل رجال الأمن «سالم» عدة ساعات.
بعد دقائق من عملية الاعتقال كان الخبر قد بلغ أسرة باعوم في المكلا. وقد غادر «فادي» المنزل فوراً، ليتوارى عن زوار الفجر. وبحسب فواز وسبأ فإن آخر اتصال تلقوه من طرف النجل الأكبر لباعوم، كان بعد أيام من اختفائه. كان الاتصال غير مباشر، إذ أُبلغت الأسرة من أحد معارفه بأنه بخير. لم يتصل فادي ثانية. «لا أدري ما إذا كان معتقلاً أم لا»، قال فواز.
التحق فادي بالحزب الاشتراكي، ونشط في سكرتارية الحزب بحضرموت، قبل أن يجمد نشاطه الحزبي ليساهم في تأسيس أول جمعية للشباب والعاطلين في المحافظات الجنوبية. وقبل أشهر رأس المجلس الأعلى لجمعيات الشباب والعاطلين في المحافظات الجنوبية والشرقية. وهو واظب على تنظيم فعاليات أسبوعية في المكلا وغيرها من المدن للتوكيد على حقوق الجنوبيين وعدالة مطالبهم وتطلعاتهم.
بعد 5 أيام من اعتقال حسن باعوم وسالم، واختفاء فادي، اعتقل رجال الأمن فواز، واقتادوه إلى سجن البحث الجنائي في المكلا، حيث وضع في «زنزانة وضيعة»، على حد وصفه، وبُدئ بالتحقيق معه.
تخرج فواز من الثانوية العامة، ويعمل حالياً في الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس في المكلا. في «عالم متمرد»، تعلم فواز كيف يدقِّق في مقاييس ومواصفات المحققين وأساليبهم. وقد طلب عرضه على النيابة لكن رجال الأمن الموجودين في مقر البحث الجنائي في المكلا لم يأبهوا لهذيانه. فتولت الجينات توجيه الإبن الثاني لحسن باعوم. في 19 ابريل (أي بعد 13 يوماً من اعتقاله) بدأ فواز إضراباً عن الطعام. وبعد 11 يوماً اضطر الأمن إلى الإفراج عنه. وفي المحصلة النهائية فقد أمضى في المعتقل نحو 25 يوماً (من 6 إلى 30 ابريل). وقد تم التحقيق معه حول مشاركته في مسيرات واعتصامات غير قانونية، وواجهه المحققون بتهمة الدعوة إلى الكراهية والإخلال بالنظام.
قبل خروجه من «الزنزانة الوضيعة» ساوره قلق بشأن مصير الأخ الأكبر، وقد سأل رجال البحث عن فادي، فردوا عليه بضرورة مثوله أمامهم.
في تصريحاته عبر الهاتف لـ«النداء» لم ترشح من صوته نبرة كراهية. وهو انتقد بعض وسائل الإعلام الموالية للسلطة التي عرَّضت بأصل أبيه ولونه (تورطت وسائل اعلام في حملة «وضيعة» استهدفت شخص باعوم ارتكازاً على أنه مولود في اثيوبيا). وإذ اعتبر الحملة «إفلاساً من أدوات السلطة»، جدد القول بأنه فخور بأبيه، ومعتز بصلابته وتمسكه بآرائه ومعتقداته. وإذ قال: «نحن قلقون فقط على وضعه الصحي، لكننا نعرف أن عزيمته قوية، والتنكيل لن يؤثر عليه»، نوه بوالدته التي «يستند عليها والدي كثيراً»، مضيفاً أنها تأثرت كثيراً مؤخراً بسبب المصائب التي حلت بالأسرة، لكنها رغم كل شيء «امرأة قوية».