مهرجان لـ"الصحوة" الشبوانية في "صعيد" رئيس الحكومة.. الفعاليات الاحتجاجية تدعو إلى صلح عام في شبوة وتتهم السلطة بتأجيج الفتن

مهرجان لـ"الصحوة" الشبوانية في "صعيد" رئيس الحكومة.. الفعاليات الاحتجاجية تدعو إلى صلح عام في شبوة وتتهم السلطة بتأجيج الفتن

* النوبة يشدد على المقاومة السلمية المشروعة لأصحاب مشروع "الثروة أو الموت"
- شبوة - شفيع العبد
شهدت مدينة "يشبم" (العاصمة الثانية تاريخياً لدولة أوسان) بمديرية الصعيد بمحافظة شبوة، الخميس الماضي، مهرجاناً جماهيرياً حاشداً شارك فيه الآلاف من أبناء شبوة ومحافظات الجنوب. المهرجان الذي دعت إليه جمعية المتقاعدين العسكريين والأمنيين بالمحافظة هو الأول في شبوة، من حيث كثافة الحضور منذ بداية الاعتصامات والمهرجانات بشأن القضية الجنوبية. وقد تم الاتفاق على تسميته بـ"يوم الصحوة"، في إشارة إلى أنه الانطلاقة الحقيقية لاحتضان القضية الجنوبية في شبوة.
حضر المهرجان قيادات من خارج شبوة، أبرزهم: حسن باعوم، ناصر الخبجي، حسن البيشي، المحامي يحيى غالب، حسين زيد بن يحيى، جمال عبادي، وغيرهم, وألقيت فيه كلمات شددت على أولوية تحرير الجنوب واستعادة دولته. كما ألقى شعراء من حضرموت ويافع وأبين وشبوة قصائد حماسية عن "القضية الجنوبية".
واستمع المشاركون إلى برقيات تأييد من شخصيات معارضة في الخارج، أبرزهم: حيدر العطاس، صالح عبيد احمد، شعفل عمر علي، مثنى سالم عسكر، صالح شائف حسين، احمد عبد الله الحسني، وعدنان البيض.
واتهم المنظمون السلطة بمحاولة إعاقة المهرجان، من خلال الدفع بمجموعة قبلية لاستحداث نقطة على الطريق العام لمنع القادمين من المحافظات الأخرى من الوصول إلى موقع المهرجان وذلك في الليلة التي سبقت المهرجان (مساء الأربعاء)، إلا أن تدخلات شخصيات في السلطة المحلية وأخرى اجتماعية حالت دون إحداث فوضى، وتم رفع النقطة المستحدثة ليصل الجميع إلى منطقة "يشبم" بسلام.
ومنعت اللجنة الأمنية الخاصة بالمهرجان عناصر قبلية من تعكير أجواء المهرجان, بعدما قاموا باستخدام مكبرات صوت على سيارتهم لبث أغان مؤيدة للرئيس علي عبد الله صالح كانت أُنتجت أثناء حملته الانتخابية عام 2006.
يشار إلى أن شخصيات رفيعة في الدولة تنتمي إلى مديرية الصعيد, أبرزها: رئيس الحكومة علي مجور، وقائد القوات البحرية والدفاع الساحلي رويس مجور، وقائد المنطقة المركزية اللواء عوض محمد فريد, ونائب رئيس هيئة الأركان العامة لشؤون الأفراد سالم علي قطن.
وكان لافتاً غياب فروع المشترك عن المهرجان, لكن العشرات من أعضاء الإصلاح والاشتراكي شاركوا فيه.
وألقى ناصر النوبة، رئيس الهيئة الوطنية العليا لقيادة الحراك السلمي في الجنوب ورئيس مجلس التنسيق الأعلى لجمعيات المتقاعدين, كلمة أكد فيها أن جنود الخيل ستهزم "مثلما هزمت جنود الفيلـ". وشدد على المقاومة السلمية المشروعة والتصدي الحازم لأصحاب مشروع "الوحدة أو الموت", أو بالأصح مشروع "الثروة أو الموت".
وقال إن شبوة تتعرض منذ حرب 1994 لأكبر عمليات النهب والسلب المنظم والمدروس, حيث قُسمت الأرض إلى "بلوكات" لذوي النفوذ وكبار القادة. وحذر شركات النفط العاملة في الجنوب, وشبوة خاصة, من الاستمرار في أعمال التنقيب، لأن هذه الأرض تعتبر محتلة على حد وصفه.
واعتبر حسن باعوم، عضو المكتب السياسي للاشتراكي، أن مشاركة أحزاب المشترك في الانتخابات العامة السابقة اعتراف بنظام ما بعد حرب 1994, وجدد رفضه محاولات المشترك "الالتفاف على القضية الجنوبية".
وأعلن بيان صادر عن المهرجان ما وصفه بصحوة شبوة "للحاق بالركب الجنوبي والتواجد الفاعل جنباً إلى جنب: عدن ولحج وأبين وحضرموت والضالع والمهرة وكل الجنوبـ". ولفت إلى معاناة "شبوة" وحرمان أبنائها من المناصب التنفيذية والأمنية في شبوة، وحقهم في العمل لدى الشركات النفطية التي ليس لشبوة منها شيء.
وانتقد ما يحدث في منطقة "مره" من استحداث وحدات سكنية للقادمين من خارج الجنوب، "ما يتطلب وقفة صلبة من أبناء المحافظة".
وبشأن ظاهرة الثأر دعا البيان إلى وقف النزيف الذي يراق عبثاً دون وجه حق. متهماً السلطة بالوقوف وراء تفشي الظاهرة، لأنها "تريد لنا أن نتقاتل ونتناحر لننشغل بأنفسنا عما تقوم به في الجنوب من نهب للثروات وتعطيل للمقدرات".
وناشد المشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية والمثقفين والسياسيين وكل أبناء شبوة الاستماع لصوت الحق الجنوبي، والتحرك الجاد لعقد صلح عام بين مختلف قبائل المحافظة لبدء صفحة جديدة من الإخاء والتسامح والتصالح.