أهالي يقومون بمنع الكلاب من الاقتراب منها، والسلطات تكتفي بالتفرج.. العشرات من جثث للاجئيين ماتزال ملقية على طول شاطئ أحور

أهالي يقومون بمنع الكلاب من الاقتراب منها، والسلطات تكتفي بالتفرج.. العشرات من جثث للاجئيين ماتزال ملقية على طول شاطئ أحور

- فضل مبارك
لا تزال السفينة الصومالية التي أقلت العشرات من اللاجئين الأفارقة مطمورة منذ الخميس الماضي وسط مياه البحر قبالة سواحل مديرية أحور بمحافظة أبين، ولم تحرك السلطات المختصة ساكناً لانتشالها مما ينذر بحدوث كارثة بيئية في المنطقة جراء عشرات الجثث العالقة في جوف السفينة.
وكانت سفينة تهريب تقل على متنها مائة وأربعين لاجئاً من الجنسيتين الصومالية والأفريقية قد تعرضت للغرق يوم الخميس الماضي قبالة سواحل منطقة حناد بمديرية أحور وتقاذفتها الأمواج العاتية.
وقد تعرض العديد من ركابها للغرق. وبحسب الأحصاءات الأولية فلم ينج من اللاجئين سوى ثلاثين شخصاً. فيما قذفت الأمواج حتى مساء أمس الأول الاثنين بنحو خمسين جثة في مناطق متفرقة من الشريط الساحلي، اذ لا يزال هناك ستون شخصاً في عداد المفقودين. ويؤكد عديد من الصيادين وأبناء المنطقة أن هناك عشرات الجثث لا تزال عالقة بداخل السفينة، فقد حاولوا جر السفينة سواء بقواربهم أو بسياراتهم من خلال ربطها بسلاسل حديدية دون جدوى، لثقل حمولتها وانطمار أكثر من 90 ٪_ منها البحر.
الجثث أخذت تنتشر معها وتلقي بها الأمواج على الشاطئ، وهي متعفنة جداً والروائح تلف المكان وتوجد العشرات من الكلاب الضالة والحيوانات والطيور التي يخشى الأهالي أن تقوم بأكل تلك الجثث المتناثرة وتسبب لاحقاً خطراً على الناس من خلال أنتشار مرض «العناز» المعروف بمثل هذه الحالات.
منظمة «أطباء بلا حدود» المتعاقدة مع منظمة اللاجئين على إستقبال وإيواء اللاجئين تبرأت ورفعت يديها من الموضوع. ويقول المواطن ناصر باشبوة: «ذهبنا وأخبرنا المنظمة بوجود الجثث ولكنهم رفضوا حتى إعطاءنا كمامات. قالوا إنهم مسؤلون عن اللاجئين الاحياء أما الأموات فإن أمرهم لا يعني المنظمة. وأخبرناهم، وكذلك أخبرنا السلطة المحلية، بما يشكله وجود الجثث من مخاطر على المنطقة وإهلها ولم يحرك أحد ساكناً».
ويقول مسؤولون في أحور إنه تم تقديم طلب من قوات خفر السواحل لقطاع عدن بإرسال أحد قواربها الكبيرة لقطر السفينة إلى البر، لكنها تستجب لهذا الطلب.
وفيما لم تقم قوات خفر السواحل بتوفير زورق للقطر مع أن ذلك من مهامها، فقد تنصلت السلطة المحلية في المحافظة عن القيام بأي دور. فيما تعذرت السلطة المحلية في المديرية بشحة إمكانياتها، مع أن أحداً لا من قيادة المديرية ولا المحافظة، قام بزيارة الموقع سوى مندوب من جهاز الأمن السياسي متواجد هناك.
وهنا برز دور الأهالي الذين قاموا بما عجزت عن القيام به السلطات.. من حيث تجميع الجثث ودفنها ومحاربة الكلاب، والحيوانات من الاقتراب منها، والسعي لانتشال السفينة وجرها إلى الشاطئ.
وعلمت «النداء» أن عضو مجلس النواب السيد محمد بن علي المشهور تبرع أمس بأجرة «شيول» لسحب السفينة إلى الشاطئ لإخراج ما تبقى من جثث فيها ودفنها.
إلى ذلك ذكرت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة أن 157 شخصا لقوا حتوفهم أو اعتبروا في عداد المفقودين خلال الأيام التسعة عشر الأولى من السنة الجارية، ووصل خلال تلك الفترة 2452 شخصا إلى السواحل اليمنية.
وقالت المفوضية أمس الثلاثاء إن 130 مهاجرا معظمهم من الصوماليين لقوا مصرعهم في محاولات عبور خليج عدن خلال نهاية الأسبوع.
 ووفقا للناطق باسم المفوضية، وليام سبندلر، فإن مهربين طلبوا الجمعة الماضي من 135 راكبا في زورق، القفز في البحر هربا من خفر السواحل مع اقترابهم من سواحل اليمن.
وأوضح أن الذين قاوموا تعرضوا للضرب بالهراوات والسكاكين، فغمرت حينها موجة كبيرة الزورق ما أدى إلى مصرع 114 راكبا واثنين من المهربين.
وأضاف أن عشر نساء وستة أطفال قضوا في الأيام التالية في انقلاب قارب كان يقل 29 صوماليا عرض السواحل اليمنية. وقال إن "13 رجلا نجوا رووا أن 4 أطفال قضوا جوعا وعطشا من حرارة الشمس على مرأى من والديهم في حين قضى الآخرون غرقا".
وعززت المفوضية العليا تواجدها على ضفتي خليج عدن وتحاول ردع الصوماليين عن العبور. كما أضاف سبندلر مؤكدا أن "العديد من النازحين يقولون إن ظروفهم متدهورة إلى حد أنهم يفضلون المجازفة بحياتهم".