اسبوع آخر من الانفلات في أبين

اسبوع آخر من الانفلات في أبين

التدهور الأمني الذي تشهده محافظة أبين يسير صوب المزيد من الفلتان بخطى حثيثة. وقد تصبح أي أجراءات في المستقبل غير قادرة على مجاراة حالة الانهيار.
هذا ما تحكيه المعطيات في الواقع، فاتساع رقعة الحوادث الأمنية يعد تطوراً جديداً دخلته حالة الانفلات الامني.
فمنذ الاربعاء الفائت فقط شهدت مناطق ومدن مختلفة في المحافظة أعمال اختطاف وتقطع واطلاق نار وقتل.
جعار أكبر مدن محافظة أبين عاصمة مديرية خنفر كانت الخميس الفائت مسرحاً لحادثي اختطاف سيارات تابعة لمؤسسات حكومية صباح الخميس مجموعة مسلحة تقدم على اختطاف سيارة هايلوكس تابعة لمؤسسة الكهرباء بالمحافظة كانت متوقفة في أحد شوارع المدينة.
تم تخليصها بعملية عسكرية صباح الجمعة بمنطقة البوح شرق مدينة جعار بعد اشتباك مسلح لأطقم عسكرية تابعة للأمن المركزي مع الخاطفين انتهت بفرار الخاطفين تاركين خلفهم السيارة المخطوفة.
سيارة هايلوكس أخرى في اليوم نفسه مجموعة مسلحة أخرى اختطفتها عند مدخل مدينة جعار.. السيارة التابعة لإدارة وقاية المزروعات كانت تحمل برميل رش وهي الوحيدة في المحافظة التي تقوم بهذه المهمة, ما زالت رهن الاختطاف دون معرفة هوية الخاطفين ولا الجهة التي اتجهو إليها.
الخميس مساء اشتباكات مسلحة بين مواطنين بمدينة الحصن في ضواحي مدينة جعار.. الاشتباك الذي استمر ما يقرب من ساعة كاملة لم يسفر عن اصابات وتوقف بعد تدخل بعض أهالي المنطقة.
«باتيس» المنطقة التي يجري فيها التأسيس لثلاثة مصانع اسمنت كانت جماعة مسلحة تترصد للعمال الصينيين الذين يعملون في أحد مصانع الاسمنت هناك الذي بدأ العمل فيه قبل ما يقرب من ستة أشهر.. فحين وصل عمال الشركة الصينية صباحاً إلى موقع المصنع فوجئوا بإطلاق نار كثيف بشكل عشوائي لم يسفر عن خسائر أو إصابات.. الهجوم الذي نفذته جماعة مسلحة مجهولة لم يعرف بعد أسباب ومرتكبي الحادث.
الجدير ذكره أن هذه ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها عمال المصنع لعمليات إطلاق نار؛ فقد سبقها عدة هجمات منذ بدأ العمل في المصنع.
القائمون على مصنع الاسمنت الذي يتبع مستثمر يمني مغترب بالمملكة السعودية.. تقدموا بذكره لمحافظ المحافظة يطالبون السلطة المحلية بتوفير أجواء آمنة في المنطقة مالم فإن الشركة سترفع أعمالها في المنطقة في إشارة إلى إغلاق المصنع.
العاصمة زنجبار أيضاً لم تكن بمنأى عن الاحداث مساء الجمعة الفائتة عُثر على جثة مواطن مرمية على رصيف الخط الدائري الذي يمر بالضاحية الجنوبية للمدينة.
القتيل الذي تم التعرف عن هويته هو أحد مواطني حي سواحل بمدينة زنجبار كان قد تعرض لإصابة بطلاقات نارية في رأسه.
لم يتم بعد معرفة أسباب ومرتكبي الحادث.
 على صعيد آخر حركة الاحتجاجات التي دخلتها المحافظة منذ أسبوعين أصبحت الساحة الواقعة أمام بوابة مبنى ديوان المحافظة مزاراً شبه يومي لأهالي المحافظة وتنظيم الاحتجاجات.
الاثنين بينما كانت أعداد من مناضلي الثورة ينفذون اعتصاماً أمام مبني المحافظة احتجاجاً على ضياع إعاناتهم التي تصرف لهم من فرع دائرة رعاية الشهداء بالمحافظة.
وصلت إلى تلك الساحة أعداد كبيرة من عمال النظافة وعائلاتهم.. ومناصرين لهم لتنظيم اعتصام آخر.. قالوا فيه إن القائمين على صندوق النظافة بالمحافظة يجتزون أكثر من نصف معاشاتهم في إجراء تعسفي لا يعرفون له مبرراً.
بينما ذهب بعضهم لاتهام قيادة الصندوق بالممارسات العنصرية تجاههم بممارسات تنتقص من آدميتهم.
أعتصام عمال النظافة كان قد أخذ طابعاً كرنفالياً بعد أن حاولوا التعبير عن رفضهم لتلك الممارسات التي يتعرضون لها بالرقص على دق الطبول والمزامير التي أحضروها معهم... الطريقة تلك التي اتبعها عمال النظافة دفعت المتواجدين في تلك الساحة إلى المشاركة معهم في هذا الاعتصام.