بطولات كأس العالم مرهونة بإبداعات النجوم الشباب

 
علقت دول كثيرة آمالها على أكثر نجوم كأس العالم 2006 شباباً، وبصورة أكبر من أي بطولة ماضية، ومنذ أول بطولة لكأس العالم (1930) كثيراً ما يصبح اللاعبون الشباب وبخاصة الذين يظهرون لأول مرة على المسرح العالمي، النجوم البارزين في البطولة، ففي مونديال 1958 أذهل الجوهرة السوداء «بيليه»، البالغ حينها 17 عاماً، العالم بتمريراته الدقيقة، وفي عام 1982 عرض دييغومارادونا، البالغ حينها 21 عاماً، مهاراته التي لا تضاهي في ضربات الكرة القصيرة السريعة في الملعب، وكان بمنزلة تحذير لذرف كثير من الدموع في السنوات التالية حينما طرد في الجولة الثانية.
دائرة أضواء
قبل عدة سنوات كان يعتمد على مثل اولئك الشباب كأبطال في بعض الأحيان، تاركين العبء الثقيل على عاتق زملائهم الأكبر سناً و«أكثر خبرة، وبصورة متزايدة يجد اللاعبون الجدد الصغار اليوم انفسهم في موقع المسؤولية والقيادة، وكثيراً ما يتوقع الجمهور بصفة، خاصة انهم سيحملون فرقهم على اعناقهم، كما تزدادالتوقعات بظهور لاعبين شباب من طراز بيليه ومارادونا وكرويف وباكنباور في كل بطولة لكأس العالم، وفي المونديال الأخير كانت التوقعات تصب نحو لاعبين من أمثال ليونيل ميسي من الارجنتين ولوكاس بودولوسكي من ألمانيا وكريستيانورونالدو من البرتغال، والإيطالي جيلاردينيو، وسيسك فابريغاس الإسباني والكرواتي نيكوكرانيكار والغاني تاغو والكوري الجنوبي بارك سونغ.
نجومية متوهجة
بإمكان عضلات البطولة الشابةوالفاعلة في مونديال كرة القدم الأخيرة في ألمانيا الارتقاء بالفعل إلى مرتبة السمعة التي تقال عنهم، فقد قاد ميسي (19 عاماً) والذي بات يقارن باللاعب مارادونا، منتخب الأرجنتين تحت سن (20) لإحراز كأس البطولة بمفرده تقريباً (بعد أن أحرز ستة أهداف ليصبح متصدر البطولة بأكبر عدد من الأهداف، وكان على المدرب بيكرمان إعطاء نجمه الشاب المتألق دوراً رئيسياً في المونديال الأخير، حيث يمتلك هذا اللاعب نجومية متوهجة وموهبة كبيرة وجرأة عالية في اللعب أمام النجوم العمالقة، حيث يستطيع ميسي اللعب في أكثر من مركز، كما تتجلى موهبته عند اشتراكه في مركز اللاعب الحر كمساند للمهاجمين، مساهمة ميسي بتتويج نادي برشلونة بلقبي الليغا وكأس الأندية الأوروبية لأبطال الدوري، أثرت ايجابياً على عقليته واستيعابه مدى اهمية المسؤولية عند تمثيل منتخب بلاده.
كما برهن المهاجم الألماني لوكاس بودولوسكي (21عاماً) على أنه زعيم ماهر حينما تخاذلت قدم القائد مايكل بالاك الذهبية. موهبة بودولوسكي قادته خلال مونديال المانيا 2006 إلى أن يحظى باختيار اللجنة الفنية للفيفا وبتصويت انصار وعشاق المستديرة على موقع الفيفا على الشبكة الالكترونية كأفضل لاعب ناشئ في نهائيات مونديال 2006، وسجل بودولوسكي أو الأمير بودو -كما تلقبه الجماهير الألمانية- ثلاثة أهداف في هذه النهائيات، رافعاً رصيده إلى 15 هدفاً في 31 مباراة دولية، وتفوق بودولوسكي في انتزاع هذا اللقب، الذي يمنح لأول مرة في تاريخ بطولات كأس العالم، على البرتغالي كريستيانورونالدو والارجنتيني ميسي والإكوادوري لويس فالنسيا والسويسري ترانكيوبارنيتا.
قبل مونديال 2006 ظلت انظار وقلوب البرتغاليين تراهن على امكانيات داهيتها وفتاها الذهبي كريستيانو رونالدو (21 عاماً) بعودة أمجاد برتغال الستينيات التي قادها الفهد الأسمر اوزيبيو. كريستيانو الفنان يمتاز بمزيج من المهارات الفردية بعد ان وصل إلى قمة مستواه مع منتخب بلاده التي قادها للمرة الثانية منذ 40 سنة إلى الدور النصف النهائي لمونديال المانيا 2006م.
فيما يعد نجم أحلام الأزوري الإيطالي المتوج بذهب مونديال ألمانيا 2006 المهاجم المشاكس جيلاردينيو (22عاماً) والذي صعد بقوة إلى مصاف كبار الهدافين وصار اسماً يراهن عليه عشاق الكرة الطليانية. كما يعقد الإيطاليون آمالاً عريضة على الموهوب جيلاردينيو، حيث يشبهه البعض بالشهير باولو روسي في واقعيته التهديفية، ويمتاز هذا اللاعب بمهارات عالية وسرعة كبيرة في الملعب إلى جانب عدم تفويته للفرص امام شباك الخصم.
على الرغم من إمتلاك الماتادور الإسباني لعدد كبير من لاعبي الوسط والمهاجمين المتميزين، إلا أن المدرب اراغونيس راهن في البطولة الأخيرة لكأس العالم على لاعب الوسط الشاب سيسك فابريغاس (19 عاماً) والذي يتميز بأدائه الفائق في مركز الإنتباه من خلال إنطلاقاته السريعة بالكرة وسيطرته عليها وردة فعله السريعة في اتخاذ المواقع الصحيحة في صناعة الألعاب وتسجيل الأهداف بمهارة عالية.
يضفي لاعب الوسط الكرواتي نيكوكرانيكار (22عاماً) قوة إضافية على فريقه خلال رحلة التصفيات المؤهلة للنهائيات وكذلك المنافسة على إحراز مركز متقدم لكرواتيا في المجموعة السادسة لمونديال 2006، فقد تمكن هذا اللاعب من فرض ادائه العالي على خصومه واصبح يشار إليه من جانب النقاد الرياضيين بأنه نسخة مصغرة من الاسطورة الفرنسية زين الدين زيدان.
كما ساهمت وبشكل كبير مهارة وتألق لاعب فريق غونغ الغاني، برينس تاغو (19عاماً) على دفع منتخبه إلى المشاركة لأول مرة في بطولة كأس العالم وإضافة شرف تحقيق الصعود إلى المرحلة الثانية في نهائيات مونديال المانيا 2006م.
وحافظت أهداف الكوري بارك سونغ (20عاماً) على استمرار تواجد منتخب كوريا الجنوبية في نهائيات بطولات كأس العالم. كما دفعت موهبة بارك في منافسة الفريق الكوري ضمن إطار المجموعة السابعة في المونديال، كما يعتبر بارك افضل لاعب انجبته الكرة الكورية على مر التاريخ وذلك لامتلاكه مواصفات اللاعب المثالي في خط الوسط، حيث تشكل مهاراته العالية وقدرته الكبيرة على اختراق المدافعين خطورة حقيقية على المنافسين.