سام في مكتب «النداء» متنهداً: هل كتب عليَّ أن أتحمل وزر هذا الخطأ

تنهد الشاب المثقف الآتي من السجن حين وصل الى مكتبنا ظهيرة الإثنين الماضي: «أُففف أربع سنوات و3 أشهر راحت من عمري ولن أستطيع إعادتها».
وأضاف سام أبو أصبع، وهو المحتجز منذ سنتين وشهر على ذمة حكم ابتدائي صدر بحقه من محكمة جنوب غرب الأمانة قبل عام وفنَّدته محكمة استئناف الأمانة قبل شهر، لكون القضية مدنية وليست جنائية : «أنا لا أدري لماذا أصرت النيابة حينذاك على إحالة قضية تجارية بحتة الى محكمة غير مختصة! هل كُتب عليَّ أن أتحمَّل وزر هذا الخطأ».
الحكم الملغي هذا لم يقض بحبس سام كل هذه المدة داخل السجن المركزي، إنما حكم باكتفاء المدة التي قضَّاها سام في الإحتياطي (9 أشهر).
ورغم حكم الإستئناف الذي ألغى الإبتدائي إلاَّ أن المحكوم له (سام) ما كان له أن يغادر السجن لولا جهد أخيه نصر والضمانة الحضورية التي قدمها، والتي بالكاد قبلت.
لقد خرج سام شديد الإنهماك بقراءة الروايات والسيِّر. وسمعته ظهر الإثنين الفائت يقول: « هناك في السجن ما يصلح لكتابة عشرات الروايات تراجيدية وهزلية».
الأسبوع الماضي، نشرت «النداء» خبر الحكم الإستئنافي الذي صدر لصالحه وأبطل الإبتدائي. وكانت الصحيفة ستمثل للمرة الرابعة أمام نيابة الصحافة والمطبوعات بشأن ما نشرته عن مأساة سام لولا تدخل النائب العام.
يتحسر سام على سنوات عمره المهدورة داخل السجن، وتلك التي قضَّاها بين أروقة المحاكم منذ بداية النكبة، وما يزال ينتظر سنوات قادمات حتى يعود الملف ليحال على التجارية.