إحداهن في عمر ال100 وحالتها حرجه.. إصابة خمس نساء في حريق بناية ظفار

إحداهن في عمر ال100 وحالتها حرجه.. إصابة خمس نساء في حريق بناية ظفار

-  عدن- «النداء»
بدت بناية «ظفار» في الشارع الرئيسي بالمعلا ليل أمس الثلاثاء وكأنها جزء من لوحة كرنفالية تعيشها المدينة.
في بناية مجاورة كان الإعداد جارياً لحفل حنَّاء في مناسبة زفاف، وكان عمال صيانة تابعون لمؤسسة الكهرباء منهمكين في صيانة التمديدات الكهربائية لـ«ظفار»: البناية المكونة من 10 شقق تتوزع على 4 أدوار وسطح، فضلاً عن أربعة محلات تجارية تطل على شارع مدرم، أحد أهم وأعرق شوارع عدن.
غادر فريق الصيانة الكهربائي البناية، وبعد نصف ساعة، أي عند الساعة الثامنة وخمس وثلاثين دقيقة مساءً، سُمع صوت التماس كهربائي قبل أن يندلع حريق في مدخل «ظفار» ويتمدد في السلالم الخشبية باتجاه الأعلى.
لم يكن أنيس عبدالعزيز عوض سالم، الشاب الثلاثيني، متواجداً في شقة أسرته الواقعة في الدور الثاني. وقد وصل متأخراً إلى المكان بعدما كان رجال الإنقاذ قد تمكنوا من إطفاء النيران. لم يجد أحداً من أسرته في النيابة. وفي المستشفى أكتشف أن جميع أفراد الأسرة قد أصيبوا جراء الحريق. جدته التي أتمت للتو عامها المئة أصيبت بحروق جسيمة. وطبق أنيس فإن حالتها خطرة. وإلى جدته، أُصيبت والدته وشقيقتاه، وشقيقه الذي يصغره نايف.
كان مايزال ذاهلاً وهو يلخص لـ«النداء» الكارثة: مصيبة، لقد اكتشفت أن جميع من كان في الشقة أصيب.
5 من أسرة أنيس، فضلاً عن إمرأة من شقة أخرى، ورجلي إطفاء، أحدهم من الدفاع المدني، كانوا ضحية الليلة النارية التي سهرت على أضوائها مدينة عدن.
كانت «حفلة الحناء» قد تأجلت الى موعد لاحق، وكانت حفلة النار تلف بأجوائها الجنونية الشارع، وكانت كارثة حريق حي الخساف- مدينة عدن في اكتوبر الماضي ماتزال ماثلة لدى السكان الذين تجمعوا حول المبنى والألم يكويهم.
كان العديد من سكان «ظفار» قد خرجوا الى الشرفات طالبين النجدة. ومع مرور الوقت كاد البعض يختنق، وقد شاهد الجمهور المتزايد رجالاً يناشدون رجال الإطفاء بإيصال أنابيب أوكسجين لإنقاذ آخرين يختنقون في الداخل.
وطبق محمد علي الكازمي، رئيس لجنة الخدمات بالمجلس المحلي للمعلا، فإن شباب الحافة المتواجدين، قاموا بالدور الأكبر فور اندلاع الحريق.
وطبق شهود عيان فإن أول شاحنة إطفاء قدمت إلى المكان بعد 25 دقيقة.
ومعلوم أن النيابة تقع على مبعدة 4 دقائق على الأكثر من مقر الدفاع المدني.
وقد ساهمت سيارات إطفاء تابعة للدفاع المدني ومصافي عدن ومطار عدن والميناء في إخماد الحريق. وقد بدَّد رجال الإطفاء أية هواجس لدى الأهالي من احتمال تكرار ماجرى في عدن العام الماضي حيث أودى حريق بعشرات الضحايا جراء تقاعس وإهمال الجهات المختصة.
كانت سيارات الإطفاء مزودة بالمياه هذه المرة، وقد أصيب رجلا إطفاء جراء مثابرتهما على إنقاذ السكان العالقين داخل الشقة.
علاوة على ذلك، فإن المسؤولين في السلطة المحلية، وفي المقدمة محافظ عدن سارعوا لتفقد الضحايا وأسرهم. وقد صدرت توجيهات عاجلة بإعادة السكينة وتوفير المأوى للمتضررين.
«كل شيء تمام الآن»، قال محمد الكازمي لـ«النداء» بعد منتصف ليل أمس. كان مايزال ساهراً في موقع الحريق الذي أُخمد. وهو أضاف: نقلنا المصابين الى غرف مكيفة في مستشفى الجمهورية بعدن، ووضعنا النساء في قسم النساء. ومعلوم أن مستشفيات مدينة عدن تخلو من أقسام خاصة بمعالجة الحروق.
و تابع: «وزعنا أعضاء المجلس المحلي على شقق العمارة لحصر الأضرار».
وسئل ما إذا كان المجلس تبلغ بأية سرقات أو جرائم، فأكد بأن المجلس لم يتبلغ بأية سرقة. وأفاد بأن المجلس حجز للأهالي غرفاً في فندق بمعلا دكة. موضحا بأن التنسيق جار مع المواطنين لمعالجة الأمور.
وإذ نفى تلقي المجلس المحلي أي بلاغ من سكان البناية بشأن مشاكل متصلة بتمديدات التيار الكهربائي، قال إن المجلس سيعقد دورة خاصة صباح اليوم الأربعاء لبحث الكارثة، ومناقشة أسبابها.
وكان مصدر في المجلس المحلي أفاد مندوب «النداء» في وقت سابق بأن أهالي الحي تقدموا ببلاغ إلى قسم شرطة المعلا عن سرقة أحد كابلات الكهرباء في البناية. ولم يستبعد أن يكون الحريق مترتب على واقعة السرقة.
وعبَّر شهود عيان عن ارتياحهم للإجراءات التي اتخذها المجلس المحلي بالمديرية، والمسؤولون في السلطة المحلية. وعُلم أن لجنة تضم الأمين العام لمديرية المعلا ومدير الأمن شرعت بالتحقيقات في الحادث. ومن المرجح أن يناقش المجلس المحلي تقريراً بشأن أسباب الحادث في اجتماعه المقرر اليوم.