الضالع في يومٍ عاصف

الضالع في يومٍ عاصف

- الضالع - فؤاد مسعد ضيف الله
عاشت الضالع يوم الأحد الماضي حدثين هامين, أشعل الأول بيان دعا الجماهير إلى الخروج في مظاهرة للتنديد بالاعتداء الذي طال القيادي في اللقاء المشترك، علي العود، عضو الهيئة الإدارية في محلي محافظة الضالع، من قبل جنود الأمن. فيما تمثل الحدث الثاني في سلسلة انفجارات مدوية شهدتها المدينة إثر حدوث صواعق رعدية كانت كفيلة بإيقاظ كمية من صواريخ الكاتيوشا الموجودة في معسكر "الجرباء" المرابط في الأطراف الشرقية لمدينة الضالع.
الضالع التي أفاقت يومها على هتافات الآلاف من المتظاهرين ضد ما اعتبروه "عسكرة البلاد"، نامت ليلتها –أو هكذا يبدو– على دوي الانفجارات الهائلة التي سمع دويها لمسافات بعيدة, كما أمكن رؤية اللمعان الناجم عنها بوضوح في مناطق تقع خارج نطاق الضالع. وبين مظاهرة الصباح وبين انفجارات المساء، عاشت الضالع ومواطنوها حالة من الغليان نادرا ما تفارق شوارعها الملتهبة ضد ما أسموها "انتهاكات السلطة المستمرة لحقوق المواطنين". وقد عبرت المظاهرة عن الاستياء من خلال اللافتات التي رددها المتظاهرون على امتداد ما يقارب عشرين كيلومترا، مشوها سيرا على الأقدام وهم يرددون:
يا حكومة الحصان.. ما هكذا تبنى الأوطان
نحن والشرطة والجيش.. ذلونا برغيف العيش
تكوينا نار الأسعار.. وانتم يا سلطة تجار...
ومع أن المظاهرة حطت رحالها أمام بوابة المجمع الحكومي، إلا أنها تظل مفتوحة على احتمالات عديدة.
وبين الحدثين ساعات قليلة تخللها مطر غزير أخمد الغليان الشعبي إلى حين. فيما أشعلت رعوده فتيل كمية من الصواريخ لتستيقظ الضالع من جديد وهي تطرح أسئلة جديدة.