بناء على طلب من الحكومة اليمنية.. الأمم المتحدة تزود 20 ألفاً من نازحي صعدة بالغذاء

بناء على طلب من الحكومة اليمنية.. الأمم المتحدة تزود 20 ألفاً من نازحي صعدة بالغذاء

- بشير السيد
يبدأ اليوم برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة تقديم مساعدات غذائية ل20 ألف نازح تقريباً من الذين أجبرتهم المواجهات المسلحة بين الجيش وجماعة الحوثيين على ترك منازلهم في صعدة لاجئين إلى مأوى النزوح.
وأفاد بيان صادر عن برنامج الغذاء -حصلت الصحيفة على صورة منه- أن عملية المساعدات ستستمر شهرين وبتكلفة 443 ألف دولار وسيتم توزيعها وفقاً لأولويات الاحتياج.
وتأتي معونات برنامج الغذاء بعد خمسة أسابيع من توقف أعمال الاغاثة الانسانية في صعدة، كما وتعد الأولى لبرنامج الغذاء منذ اندلاع الحرب في صعدة.
وقال مدير برنامج الغذاء العالمي في اليمن القطري «محمد الكوهن» في اتصال هاتفي لـ«النداء»: «هذه المساعدات هي الأولى التي يقدمها البرنامج في صعدة»، وأوضح أن البرنامج تدخل بطلب من الحكومة اليمنية، علاوة على أن الأوضاع في صعدة أصبحت أكثر مأساوية وطارئة في آن.
وفي رده على سؤال النداء عن أسباب تأخر مساعدات البرنامج قال الكوهن: «ربما تأخرنا، ولكن نحن نعمل وفق قوانين وقواعد محدودة سلفاً وعملنا يستدعي الاعداد والتقييم له.
ونفى الكوهن ان تكون مساعدات البرنامج لها علاقة بالمبادرة القطري الرامية للوساطة بين الحكومة وجماعة الحوثيين.
وقال: «هدفناإنساني محض، ولا شأن لنا بالمبادرات السياسية أو النزاع القائم».
وكشفت مصادر خاصة لـ«النداء» أن السلطات اليمنية قدمت طلباً إلى برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة منتصف إبريل الفائت، وطالبته بالتدخل في صعدة، وتقديم خدماته الانسانية. وإن النازحين يعانون نقصاً في الامداد الغذائي.
وكان بيان برنامج الغذاء اورد تصريحاً لعبدالكريم الأرحبي، نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط والتعاون الدولي قال فيه: «إننا ممتنون للغاية لاستجابة البرنامج السريعة لهذه الحالة الطارئة التي نأمل أن تجد طريقها للحل قريباً».
وفي سياق متصل قال رئيس منظمة الإغاثة الاسلامية في اليمن خالد المولد: إن برنامج الغذاء العالمي أوكل مهمة توزيع معوناته الغذائية لمنظمة الإغاثة، وفق اتفاق بينهما. وأضاف في تصريح لـ«النداء» أن فريقاً من الإغاثة يتكون من 15 عضواً انتقلوا السبت الماضي إلى صعدة وأنهم سيبدأون اليوم، الأربعاء، بتوزيع المعونات للنازحين المتواجدين في مدينة صعدة وما حولها.
وأفاد «المولد» أن المعونات التي يتوقع توزيعها على 20 ألف نازح تتمثل ب: قمح، سكر، زيت، وفاصوليا.
ونوه إلى أن برنامج الغذاء يضطلع منذ فترة طويلة بتقديم المساعدات ولكن -حد علمه- أن لوائح متعارف عليها تفيد بعدم تدخل الأمم المتحدة إلا في الحالات الطارئة، وعندما تقدم السلطات طلباً رسمياً تدعوها للتدخل.
المولد أكد أن المرحلة الثانية لتقديم المساعدات لنازحي صعدة و المقدمة من منظمات محلية ودولية، ستبدأ الاسبوع القادم.
وأوضح أن اللجنة التنسيقية لإدارة الكوارث مكونة من منظمة الإغاثة في اليمن وكير العالمية، وICS، وأطباء العالم، وأكسام البريطانية، والمنظمة السويدية لرعاية الأطفال وجمعية الاصلاح الخيرية، ومؤسسة الصالح، والهلال الأحمر الإماراتي، اتفقوا على تدشين الحملة الثانية من المساعدات الاسبوع القادم، وهي عبارة عن مواد غذائية وطبية ومطبخية ومستلزمات العيش الضرورية. وستشمل 2000 أسرة تقريباً تتواجد في مدينة صعدة وضواحيها، أما المتواجدون في المناطق النائية قال: هذه هي المشكلة التي تواجهها فرق الغوث الإنساني. وأعرب عن اسفه لتعثر وصول المعونات لهم.
وطبقاً لإحصائية سابقة فإن عدد النازحين وصل إلى 60 ألف نازح، منهم 20 ألف توزعوا وسط مدينة صعدة والمناطق المجاورة لها.
في السياق ذاته ناشد آلاف النازحين إلى الحدود السعودية العاهل السعودي التدخل لإغاثتهم بعد توقف أعمال الإغاثة الإنسانية، واستمرار الحرب.
وقالوا في رسالة باسم 50 ألف نازح يمني نشرها موقع «الاشتراكي نت»: «نناشدكم خادم الحرمين الشريفين أن تتدخلوا لإنقاذ المئات من الأطفال والنساء من الموت المحقق بعد أن شردتهم الحرب وتركتهم بلا علاج ولا مواد غذائية ومن دون خيام أو أغطية وانتشار الأمراض بينهم».
وطبقاً لمصادر في المنظمات العاملة في الغوث الانساني فإن النازحين في المناطق النائية شمال صعدة يعيشون ظروفاً مأساوية بعد تعذر وصول المعونات لهم ونفاذ الأغذية واولويات العيش الضرورية.
يذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر اليمني أوقفا جهود الإغاثة الإنسانية في المناطق النائية وحصرتها على النازحين في المدينة والمناطق المجاورة لها، عقب تعرض قافلة إغاثة تابعة للصليب الدولي مكونة من 15 شاحنة، لإطلاق ناري كثيف في الثالث من مايو الفائت، وهي في طريقها إلي مخيم باقم المحادد للسعودية وأسفر عنها إصابة اثنان من فرق الغوث واحتراق إحدى الشاحنات.
وأفادت مصادر خاصة لـ«النداء» أن حمولة الشاحنات من المعونات تم إفراغها في مخازن الجيش في قطاع «آل الصيفي» عقب حادثة إطلاق النار.
وأكدت قيام السلطات بإبلاغ اللجنة الدولية للصليب الأحمر باليمن ثاني يوم الحادثة بإحتراق المعونات بعد إطلاق الحوثيين رصاص من نوع حارق إلى المخازن أسفر عنه اندلاع النار فيها.
وقالت المصادر إن اللجنة الدولية طلبت ضمانات كافية من طرفي القتال بعدم التعرض لفرق الإغاثة الإنسانية كشرط لاستئناف نشاطها في المناطق النائية في محافظة صعدة.