طهران تستغرب وطرابلس تنفي دعم الحوثيين: عبدالملك الحوثي بصدد إعلان مبادرة لوقف إطلاق النار من جانب واحد

طهران تستغرب وطرابلس تنفي دعم الحوثيين: عبدالملك الحوثي بصدد إعلان مبادرة لوقف إطلاق النار من جانب واحد

وصل أمس إلى صنعاء سفيرا اليمن في كل من طرابلس وطهران، بعد استدعائهما للتشاور، على إثر تصعيد الحكومة اليمنية لهجتها تجاه كل من ايران وليبيا، واتهامها الدولتين بدعم التمرد في محافظة صعدة، إلا أن البلدين ردا باستغراب على الخطوة التي اتخذتها اليمن.
وفيما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية ان يحيى الدين الضبي وكيل وزارة خارجية بلادنا ابلغ السفير الايراني بصنعاء ان استدعاء السفير من طهران هو إجراء روتيني للتشاور فقط، وان العلاقات بين الدولتين أقوى من اي طارئ، نفت صحيفة «الجماهيرية»، التي تعكس في الغالب وجهة نظر القيادة الليبية، تقديم طرابلس أي دعم لأتباع الحوثي.
وكان وزير الخارجية الليبي قد نفى وجود اي توتر في العلاقات مع اليمن، وأعطى انطباعاً بأن علاقة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بالرئيس علي عبدالله صالح استثنائية. وقال إن بلاده لم تكن طرفاً فيما يجري في محافظة صعدة. وكرر ما سبق عن أن الزعيم الليبي تدخل شخصياً في احتواء المشكلة مع أتباع الحوثي بناءً على طلب من الرئيس صالح، واوقفت هذه الجهود بعد ان ظهر عدم امكانية نجاحها.
من جهته رد المتحدث الرسمي بإسم الخارجية الإيرانية باستغراب من قرار صنعاء  باستدعاء سفيرها في طهران. وقال انه يستغرب ان يحاول اليمن ترحيل مشاكله الداخلية إلى الخارج بدلاً من حلها.
وكان لافتاً تأكيد الدكتور ابو بكر القربي مساء الجمعة، وهو يوم اجازة رسمية، خبر استدعاء السفيرين بناءً على قرار من اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي الحاكم، اتخذ في اجتماع عقدته برئاسة الرئيس علي عبدالله صالح. لكن القربي أعاد القول أن اتهام ليبيا بدعم التمرد مرده سماح السلطات هناك للنائب يحيى الحوثي بالتواجد على اراضيها، وقوله ان هناك دعماً من منظمات شيعية في ايران لأمن الحكومة الايرانية.
على ذات الصعيد اعلنت نقابة المهن التعليمية التي يسيطر عليها حزب المؤتمر الشعبي الحاكم، اعتزامها تنظيم مسيرة شعبية إلى كل من السفارتين الليبية والايرانية بصنعاء احتجاجاً على الدعم الذي تقدمه الدولتان لأتباع الحوثي.
ميدانياً قالت مصادر قبلية ان معارك ضارية تشهدها مناطق جنوبي وغربي محافظة صعدة بعد نحو اسبوع على انحسار هذه المواجهات خصوصاً في مديريات: الصفراء وسحار ومجز وقطابر وغمر.
ووفق هذه المصادر فإن هجوماً شاملاً تنفذه قوات الجيش في وقت واحد ابتداءً من مديرية رازح غربي المحافظة مروراً بمديريات: الصفراء وسحار ومجز، وحتى ضواحي مدينة صعدة، بهدف حسم المواجهة عسكرياً على أمل ان يتم ذلك قبل موعد الاحتفالات بالعيد السابع عشر للوحدة.
ونقل عن الأهالي الفارين من جحيم المعارك القول ان نحو مائتين قتلوا في مواجهات يومي الاثنين والثلاثاء، وان الجثث شوهدت ملقاة وسط المزارع وعلى الهضاب، إلا أن الطرفين: الحكومة والمتمردين، يدعيان تحقيق تقدم في تلك المواجهات.
ومع قول مصادر حكومية أن قوات الجيش في الجبهة الغربية استطاعت التقدم كثيراً داخل مديرية رازح، وأنها استعادت مناطق متعددة من المديرية وتزحف باتجاه مديريتي: غمر وشدا، قال أتباع الحوثي إنهم دحروا القوات في منطقة  الطلح،  وانهم ما زالوا يسيطرون على مدينة القلعة: عاصمة مديرية رازح.
مصادر مقربة من عبدالملك الحوثي، الذي يوصف بأنه القائد الميداني للمتمردين، قالت لـ«النداء» إنه يستعد لإطلاق مبادرة تتضمن الإعلان عن وقف اطلاق النار من جانب واحد، واستعداده وأتباعه للحوار مع السلطة، وان مطالبهم لا تتجاوز الحقوق المنصوص عليها في الدستور.
واكدت المصادر ان هذا الموقف بات متفقاً عليه بين بدر الدين الحوثي وبين نجله الآخر يحيى الذي يقيم في المانيا منذ مدة، وقبل ان ترفع عنه الحصانة البرلمانية بتهمة الدعم والمشاركة في عملية التمرد على السلطات, حسب التوصيف الحكومي.