60 ألف ريال لمراسيم دفن حمار.. أهلاً بكم في أمن جامعة تعز

60 ألف ريال لمراسيم دفن حمار.. أهلاً بكم في أمن جامعة تعز - فكري قاسم

< بإمكان الولاء للحزب أن يستقطب أيضاً أشخاصاً جيدين، خصوصاً حينما يكون المكان بحجم الحرم الجامعي.
«لا يمكن لعاقل أن يتصور ما يحدث لنا من أمن جامعة تعز».. قالها طالب، ومضى متأففاً من سؤالي عما حدث ويحدث بالضبط.
قبل شهور تعرض «سمير الصغير» مدير الامتحانات في الجامعة إلى ضرب مبرح داخل الحرم، وكانت الأداة أيادي وبيادات أفراد أمن الجامعة.
«حمود رسام» الموظف في الحاسوب، ناله قسط من الركل و«الهزورة» داخل ساحة جامعة تعز. «حبيل سلمان» والأداة نفسها، أفراد يتممون كل صباح لـ«محمد البداي» الله يحفظه!!
مطلع التسعينيات، دخل «البداي» بشاربه المفتول وبزته «الميري» إلى الجامعة كضابط أمن، ثم أصبح الآن إلى جوار وظيفته السابقة، عضواً في هيئة التدريس، وامسكوا الخشب.
برسالة من جامعة تعز إلى وزارة التعليم العالي، حصل البداي على شهادة الماجستير ثم حصل من عدن على منحة من الجامعة نفسها «تعز» لدراسة الدكتوراه، في جامعة «النيلين» بالسودان.
وذلك أمر طيب وبديع أن يطور المرء نفسه.
 وها هو الآن يحاضر في القانون، ويحرس الأخلاق في ساحة الجامعة!!
«سوزان» الطالبة في احدى كليات «حبيل سلمان» تعرضت قبل أسابيع للضرب داخل احد مكاتب الجامعة، والتهمة حقيبة لطالبة ضاعت، واتهمت «سوزان». وفي الجامعة ذاتها فضلاً عن سرية أعفاط «البداي» توجد شرطة نسائية سريعة الغارات، ولو لم تكن الحكاية مجرد اشتباه حتى تثبت الإدانة.
«الصوفي»، رئيس الجامعة، وجه بالتحقيق في الحادثة، ورفض «الفندم الدكتور» الاستجابة لذلك!!
ما يحدث في حرم الجامعة بتعز، شيء مُخجل ،ويثير التقزز.
«البداي» الذي أصبح دكتوراً، ورئيساً لقسم القانون الدولي في كلية الحقوق، ومديراً لأمن الجامعة أيضاً (لما ذا لا يُضم المقصف إلى رصيده النضالي؟)، يهتم أيضاً بشؤون الحمير التي تدخل إلى ساحة الكلية في الحبيل لتأكل الذرة.
حصل مرة أن دخل إلى الساحة حمار تائه على ما يبدو. أفراد من الجامعة طاردوه ببسالة، وأردوه قتيلاً. ليحصل «البداي» على مبلغ 60 ألف ريال استلمها من أمين الصندوق من أجل مراسيم دفن الجثة، جثة الحمار طبعاً. فيما يتقاضى الموظف قرابة 20 الف ريال مساعدة «دفن» حال وفاته أو وفاة قريب له.
إلى ذلك، كانت إدارة الخدمات الطلابية في الجامعة وفرت باصات مجانية لنقل الطلبة من البوابة إلى مباني الكلية. ولما تعطل بعضها، وفَّر د/ البداي باصات أخرى للنقل، وهذه المرة بفلوس.
جلب في البداية 4 باصات، ثم صارت مع الأيام قرابة 40 باصاً، (أين أنت يا زاهر؟).
إدارة الخدمات طالبت بإخراج الباصات مدفوعة الأجر، إذ هي التي من واجبها توفير الخدمة، وبالمجان. غير أن ضابط أمن الجامعة، رئيس قسم القانون الدولي، رفض ذلك!! (ما دخل القانون الدولي بالباصات؟! والله ما لي علم!).
«عامر محمد عبده» سائق أحد الباصات المجانية، سُجن ليوم بأكمله، ثم ضاق به الحال وطفش.
كما أن أحد الباصات مدفوعة الأجر، صدمت طالبة في الساحة، (ساحة الجامعة مش التحرير)، وأصيبت بكسر في الحوض!!
قضية «سوزان» لم تزل طازجة، كما سابقات القضايا الصبيانية. لكن أحداً في الجامعة لا يجرؤ على فعل شيء، أو هكذا على ما يبدو.
كما أن على البداي، وأحترم فيه مثابرته، للأمانة، عليه أن يختار و«بلا هوشلية» إما سبورة الدرس، واحترامها، وإما أمن الجامعة وبذهنية أفضل من ذهنية العُكفي.
يستطيع «فيصل البحر» رئيس جهاز الأمن السياسي في تعز أن يغير ما تكون لدى الطلبة في الجامعة من انطباع غير لائق ببعض أفراده.
يستطيع المحافظ والأمين العام، أن يتخيلا فداحة ما يحدث من استهتار.
وإن لم يستطع ثلاثتهم فعل شيء -وهذا ما لا أضنه- فلينشروا على الأقل تعزية متواضعة للحمار الذي مات في الجمامعة، فلربما يكون قد مات قهراً، الله يرحمه!!
fekry