الجوف: تجدد المواجهات بين قبيلتي شولان وهمدان بالمدفعية وصواريخ الهاون

الجوف: تجدد المواجهات بين قبيلتي شولان وهمدان بالمدفعية وصواريخ الهاون

- الجوف - مبخوت محمد
قبل أسبوعين تجددت المواجهات المسلحة بين قبيلتي شولان وهمدان بمحافظة الجوف. لكنها هذه المرة هي الأعنف منذ 25 عاماً والتي نشبت جراء مشاكل الثأرات.
قذائف المدفعية والآربيجي وصواريخ الهاون حضرت بقوة في هذه المواجهات وطالت شظاياها المباني والمزارع والمواشي، إذ اضطرت مئات الأسر في العديد من القرى الى ترك منازلهم نازحين إلى «الحزم» (عاصمة المحافظة) وهي مدينة اعتقد الأهالي أنها آمنة برغم أنك تشعر فيها بارتجاج قذائف المدفعية.
وطبقاً للمصادر فإن أهالي القرى التابعة لقبيلة همدان (الخربة، ضمام، المناسب، العصلات، وحصن آل حمد) وكذلك أهالي القرى التابعة لقبيلة شولان (حرزان، حصن الرعية،. معيمرة. آل عايض. والخراشف) جميعهم نزحوا بعيداً عن المواجهات.
وقدرت المصادر أن ما ييد عن 450 اسرة نزحت كما وأحرقت 47 مزرعة بفعل القذائف والعيارات النارية ومئات معرضة للجفاف لصعوبة سقايتها.
وأضافت أن عشرات المباني دمرت وتعطل التعليم في أكثر من 20 مدرسة إثر سقوط القذائف عليها.
محمد القحيف أحد مدرسي مدرسة «حصن الدعية» التي تهدم الجزء الأكبر منها جراء القذائف، «النداء» في «الحزم» ضمن النازحين وقال: «هؤلاء لا يعرفون مصالحهم. - التقته الامتحانات على الأبواب والطلاب يريدون التعليم لكن الحرب تتجدد دائماً يجعلهم يعشيون أغلب أيام العام الدراسي خارج المنطقة» القحيف محتار بين البقاء في الجوف لقرب موعد الامتحانات وبين السفر إلى محافظة تعز مسقط رأسه.
مئات الطلاب في المرحلة الابتدائية والإعدادية يقضون يومهم ذهاباً وإياباً للاستعلام عن آخر المواجهات مترقبين حلاً يمكنهم من العودة إلى مدارسهم مجدداً.
أغلب النازحين من هم الأطفال والنساء وكبار السن، بعضهم لجأ إلى أقارب له في مناطق بعيدة عن المواجهات وآخرون لاذوا بمرافق حكومية (مدارس ومعاهد) واقاموا فيها. حسن علي (57 عاماً) يعمل مزارعاً ويمضي اسبوعه الثاني بمفرده، منزله -قرية معيمرة، بعد أن نقل عائلته إلى منزل عمه مضطراً يخاف على حياتهم في حالة بقائهم في المنزل. جلس هنا وعلى الله».
سنجد أن منزلاً واحدا استقبل ما يزيد عن ثلاث اسر نازحة، كما أن كثيراً من الأسواق التجارية تعطلت ونتج عنه اختفاء كثير من السلع الغذائية وارتفاعاً في اسعارها.
المواجهات المسلحة بين شولان وهمدان الناجمة عن مشاكل الثأر ما تزال مستمرة حتى الآن.
علي حيدر يملك مزرعة قريبة من مديرية المقول، قال: «لم نستطع جني محصول الحبحب والطماط لهذا العام لكثرة القذائف التي تسقط على رؤوسنا»، واضاف أن ثلاثة عمال في المزرعة اصابتهم شظايا تلك القذائف.
وتأتي المواجهات المسلحة بين شولان وهمدان وهما من أكبر قبائل الجوف، على خلفية ثأرات يمتد عمرها إلى ما قبل 25 عاماً راح خلالها 69 قتيلاً ومئات الجرحى.
وكانت المواجهات شهدت خلال الشهور العشرة الماضية هدوءاً نسبياً لكنها ما لبثت ان تجددت قبل اسبوعين، بعد عودة مشائخ القبيلتين من المملكة العربية السعودية برفقة الرئيس في زيارته الأخيرة قبل شهر ونصف، والتي ما تزال تواصل نشر الدمار والخراب في المحافظة امام صمت جميع الأطراف ذات العلاقة.