نافذة.. لوزير الداخلية.. الكهرباء

نافذة.. لوزير الداخلية.. الكهرباء - منصور هائل

سأتحدث هذا الاسبوع إلى وزير الداخلية لأني لست في مستوى الحديث عن «المنعطف» الخطير الذي يمر به «الوطن» ولاعتقادي بأن الالتهاء بقضية تفصيلية صغيرة سيقيني شر الانسياق المعتاد وراء اغواء الانجراف مع التيار العام لهذه الأيام، وهو تيار يمكن ان يغويك بالمزيد من الكتابة التي تزيد من أكداس الكآبة، والمزيد من التحويم والطفو على سطح القضايا الكبرى، وعدم القبول بالتنازل عن أقل من مناطحة رئيس الجمهورية، أو مطارحة الماراثون التنافسي على الكرسي الرئاسي. وحسبي ان القارئ في غنى عن تكهناتي الخرافية بشأن سيناريوهات اليمن القادم من بوابة قصر الحاكم القائم أو القادم على كف يوم غائم.
ولأني احسب بأن القارئ قد طفح من كتابة الطفو والسباحة في المجردات والتعميمات لانها كتابة تنطوي على إعفاء الذات من التجذر في الحضور والحياة، وتصب في مجرى تعويم الفساد وتعويم المسؤولية عنه، فقد اقتنعت -كضحية إدراك متأخر مع الاسف- باهمية مناوشة الشيطان الكامن في التفاصيل الصغيرة التي تشكل أساس وحجارة عمارة السياسة والرئاسة.
وإلى مهب التفاصيل سوف اذهب لأسأل معالي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اللواء الدكتور رشاد العليمي عمَّا إذا كان بإمكان «الجمهور» متابعة منافسات المونديال القادم لكأس كرة القدم في العالم بمنأى عن رهاب وإرهاب وعنف انقطاع تيار الكهرباء؟
ربما بدا السؤال سخيفاً بسبب انسلاله أو تسلله من تحت ظلال «مونديال» المانيا، أو لأنه موجه لوزير الداخلية بدلاً من وزير الكهرباء!!
ربما كان الامر كذلك على من لا يدري كيف تدار الامور في البلاد، وعلى من يصر ان لا يدري بأن سؤال الجمرك -أي جمرك، وفي حالات كثيرة- يطرح على طاولة رئيس الجمهورية وليس على مدير الجمارك!!
إنما.. ما علينا!
ما علينا غير سؤال وزير الداخلية بالاستناد إلى شكوى وزير الكهرباء -استعرضتها «النداء» قبل اسبوعين- عن العوائق التي اعترضت تنفيذ مشروع تغذية عجز الكهرباء في صنعاء وغيرها ب(300ميجا) اسعافياً، ومن اعمال القرصنة والنهب والابتزاز والاختطاف التي طالت ممتلكات وعمال وقيادة الشركة المنفذة لخطوط نقل الكهرباء من المحطة الكهربائية الغازية بمأرب إلى صنعاء؟
ولأننا نعلم بأن الدكتور العليمي يولي عناية لما ينشر ويلتفت إليه بالتشاور والتحاور أو بالمتابعة من موقع مسؤوليته و انسجاماً مع ثقافته ومؤهلاته، فقد كنا على قناعة متفائلة بأنه لن يتعاطى مع هذا السؤال بأي قدر من التسخيف والاستغباء، ولن يقول: ماذا أفعل؟ أو ما علاقتي بالكهرباء؟
ومعه ومن خلاله سوف نسأل معالي رئيس الحكومة عبدالقادر باجمال عن القصد من إهدار وقت الحكومة في الدعوة للمستثمرين المحليين والعرب والاجانب بالمجيء للاستثمار بتكرار مسرف ومقرف ومستفز وهي -أي الحكومة- لا تستطيع حماية استثماراتها!
.. نعم اذا كانت الحكومة لا تستطيع حماية استثماراتها فما هي جدوا...ها؟
وثمة سؤال تفصيلي صغير وتافه: ترى هل تحتاج الحكومة لـ«شريك» متنفذ يساعدها على تنفيذ مشاريعها ويتحصل على نسبة النصف، وإذا كان الامر كذلك فما الذي يمنع من ان تدار الامور بالوجه العاري ويكف القناع عن مراوغتنا وخداعنا ليسمح لنا بأن نتساوق مع من يقول: أيَّن حكومة؟ أيَّن طلي؟ (بالصنعاني طبعاً).
mansoorhaelMail