بإمكانات ذاتية وإرادة من فولاذ جمع كل نباتات وأشجار سقطرة في متحف ومضى ينتظر التقدير... الرجل الأخضر عمو «أديب»

بإمكانات ذاتية وإرادة من فولاذ جمع كل نباتات وأشجار سقطرة في متحف ومضى ينتظر التقدير... الرجل الأخضر عمو «أديب» - فكري قاسم

يبدو أن ابتسامة أمل عريضة ارتسمت على وجه عاشق الزرع "أديب عبدالله" حال تولي د/ مجور رئاسة الوزراء مؤخراً.
المواطن "السقطري" أديب بدأ وحيداً العام 1987، بجمع نماذج من نبات وأشجار سقطرة النادرة، وضعها جميعاً في مشتلٍ شخصي وبدأ الحياة ولا أجدعها عالم نباتات «لكن.. لا يوجد اهتمام من المسئولين» حد قوله.
ويضيف أديب البالغ من العمر (66 عاماً) "سنة 87 أتو بواحد غيني يدعى "ساميون" في مهمة لتدريب الناس في الجزيرة على الزراعة" وكانت الإنطلاقة من هناك.
ساميون الغيني كان أول من فتح في الجزيرة مركزاً للزراعة وكان "أديبـ" نابهاً، ومحباً بما يكفي للاستفادة من تجربة جاءت على الطائر. بإمكانات ذاتية وإرادة من فولاذ أصبح لأديب الآن بعد "20" عاماً متحفاً أخضر يحوي كل أنواع النباتات السقطرية.
كما أصبح لديه (7) من الأبناء وزوجة يشترك جميعهم في العناية بمشتلٍ لم يكن أهالي الجزيرة يخفون سخريتهم في وجه عاشقٍ ظل طويلاً يحفر الأرض وحيداً إلاَّ من زوجة تبتسم وتقاسمه لحظة بلحظة أيام التعب ووجع لا مبالاة الآخرين. "كانت الناس تضحك علينا، لأننا لسنوات نعمل بلا مردود".
بمرارة قالها "أديبـ".. وفي جانب من المشتل الأنيق الآن، ظهرت "طمة سالم نصيبـ" وأشَّر بإحدى يديه فخوراً "هذه زوجتي"..
مُذ سنة "58" وهُما لصق بعض، لصق الأرض، ولأحاديتهما رائحة الليمون.
وكما لو أن خلية نحل هي التي تعمل أمامك، يتوزع الزوجان والأبناء السبعة مهام إدارة حياة النباتات في مشتلٍ يخسر الزائر لجزيرة سقطرة كثيراً من المتعة، فضلاً عن درس مهم في المثابرة لو لم يعرج عليه.
أحد الأبناء يجمع البذور من أجل الزراعة، وآخر يهتم بالتربة، وثالث مسئول عن صناعة سياجات لكل مربع ينبت فيه زرع. ورابع، وخامس، بصمة زوجاتهم أيضاً، وبضعة من الأحفاد الصغار.. جميعهم أياد تعمل في المشتل، والمشتل يوزع للأهالي –بالمجان- أصصاً وبذوراً من كل الأشجار والنباتات الموجودة في الجزيرة ناهيك عما تقوم به (طمة) من عمل ميداني بين فينة وأخرى وإلى مديريات مختلفة من الجزيرة لتدريب النساء على إعداد وتجهيز الحدائق المنزلية.
وهذه الفكرة حسب (أديب) هي ل(عبدالرحمن الإرياني) رئيس الهيئة العامة لتنمية وتطوير الجزر (حينها) حال زيارته للمشتل ذات جولة قام بها قبل عامين تقريباً إلى الجزيرة. وبمكافأة زهيدة نظير التعب والنوم لأيام في غير محل، كما أن السفير الياباني حال زيارته العام 2003م شده الإخضرار الشخصي في مشتلٍ لرجلٍ أسمر وناحل، فتبرع له بسيارة، خسر من أجلها قرابة (100) ألف ريال ليجلبها من صنعاء إلى الجزيرة، وفي هذا يقول أديب: "كان ممكن أحصل على سيارة جديدة، لأن السفير الياباني متحمس لي، لكن التباطؤ في المعاملة، وأنا غريب لا أعرف أحداً في صنعاء، جعلني في الآخر، أحصل على سيارة خردة نوعاً ما، لكنها تؤدي الغرض".
رئيس الوزراء السابق الأستاذ/ عبدالقادر باجمال، زار المشتل، ووجه الجهات المختصة بتسويره، وتم ذلك فعلاً، ولو بعد حين.
د/ علي محمد مجور، هو الآخر زار المشتل في غير وقت، قبل أن يصبح رئيساً للوزراء، أعجب بما وجده في المشتل حينها، وبحماسٍ عال وعد مجور بأن يوظف أحد أبناء "أديبـ" في مكتب الزراعة. خبط صدره ومضى، غير أن شيئاً من الوعد –حتى اللحظة- لم يُنفذ. ربما هي زحمة المشاغل.
والعم "أديبـ" الذي يرعى كل أنواع الأشجار والنباتات في الجزيرة الآن، يعيش هو وأسرته جميعاً على راتب "30000" ألف ريال فقط يتقاضاه شهرياً من مشروع حماية البيئة في الجزيرة (u.n.d.b).
fekry