مجرد فكرة.. زق المِهرة

مجرد فكرة.. زق المِهرة - أحمد الظامري

< عزيزي القارئ:
ماذا لو قرأت إعلاناً في إحدى المطبوعات كتب فيه مايلي: مطلوب موظف لوظيفة محترمة على أن يكون المتقدم شديد الغباء، فاضي الدماغ، يسمع الكلام، منافق بدرجة امتياز، ويحبذ ان يكون خفيف الدم بدرجة زباج معترف به من مقايل رسمية. فعلى من يجد في نفسه المواصفات السابقة، الحضور إلى مقر الوزارة الفلانية التي يرأسها المسؤول قفل بن قفل وسيخضع المتقدم لاختبار عملي في الغباء.
عزيزي القارئ لا تستغرب فما سبق ليس «مزحة» لكنه طرح لظاهرة ادارية عجيبة لم تلفت انتباه احد اليها. فالكثير من المسؤولين في بلادنا يخشون الاستعانة بالكفاءات والعقول المحترمة في الوظائف الحساسة وهذا الخوف مبعثه خشية المسؤول الأول من تفوق موظفيه لذلك يستعين بالاعلان السابق للحصول على موظفين تتطابق معهم المواصفات السابقة. فتكون المحصلة محلك سر.
الاذكياء والقادرون على الابتكار واصحاب المؤهلات حالهم (واقف) بسبب رواج سوق «التنابلة» حتى في المجالات الابداعية كالفنون والتخصصات النادرة فيكفي ان تكون غبياً مع شوية نفاق على شوية زبج حتى تتبوأ مكاناً هاماً في إحدى المؤسسات وقد تكون محظوظاً لو «انزق»، مسؤولاً مهماً في الدولة بجمجمة فارغة لمحاربة كفاءة تبعث بإشارات خطر لعملية زق المهرة (بكسر الميم).
وحقيقة ان التسميات متعددة لهؤلاء مثل الديكور والدعاية واسماء أخرى غير أن «الكوز» هو اللقب الاكثر تداولاً لهذه العينات التي بدأت تتفشى في اجهزة الدولة واكثرها وضوحاً في النواب الذين لا يهشون ولا ينشون في مؤسسات الدولة لكن يعيشون في بحبوحة من العيش لا ينالها اصحاب الكفاءات والقادرين على زق المهرة.
لا ادري أن كانت هناك دراسة مسبقة قد تناولت هذا الموضوع الغريب ام لا، لكن الاكيد ان الكفاءات واصحاب المؤهلات العلمية مشفرون في اطار برنامج خليك في البيت لأن السوق هذه الايام يحتاج لاصحاب الجماجم الفارغة. واللهم لا حسد.

<<<
الهجوم المبالغ فيه من الدكتور عبدالله الفقيه القلم الجريئ في الزميلة «الوسط» على شخص الاستاذ عبده بورجي والزج به في كثير من مواضيعه، يقلل من اهمية المواضيع التي يطرحها ويضعها في برواز شخصي خالص.
aldameryMail