الناطق باسم الصليب الدولي لـ«النداء»: دورنا في صعدة محصور في مساعدة النازحين، وتحركاتنا مرهونة بالأوضاع الأمنية

الناطق باسم الصليب الدولي لـ«النداء»: دورنا في صعدة محصور في مساعدة النازحين، وتحركاتنا مرهونة بالأوضاع الأمنية

- بشير السيد:
دخلت المواجهات المسلحة في محافظة صعدة شهرها الثالث.. ومن حينها يعاني السكان المدنيون آثار عنف تلك المواجهات المتواصلة، وترتب على ذلك اضطرار آلاف المدنيين لترك منازلهم لاجئين إلى مأوى النزوح، أفراداً، وأسراً تمزقت أوصال المئات منها.
إنهم يدفعون ثمن تلك المواجهات.
وفي مخيمات النازحين يحاول فريق من المتطوعين في العمل الانساني بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، تقديم المساعدات للنازحين.
الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، هشام حسن، قال لـ«النداء»: «إن ظروف النازحين سيئة، فهؤلاء لم يعتادوا مغادرة منازلهم. والنساء والأطفال لم يألفوا المبيت في المخيمات؛ إنهم قلقون».
منذ اندلاع الحرب في صعدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالاشتراك مع جمعية الهلال الأحمر اليمني تعمل على تقديم المساعدات للضحايا المدنيين من الذين نزحوا. هشام أفاد: «عملنا محصور على توفير الخدمات والمعونات للنازحين. قدمنا لهم الخيام والبطانيات وفرش النوم وجالونات المياه إضافة للصابون وأدوات الطبخ».
ولهذا السبب، حد هشام، فإن اللجنة لا تمتلك أي معلومات عن عدد القتلى والمصابين أو الدمار الذي لحق بمناطق مأهولة بالسكان المدنيين جراء المواجهات. «حركتنا مربوطة بالأوضاع الأمنية في صعدة». واستطرد: «نحن نعمل وفق الامكانيات المتاحة».
وأضاف: «إن عمل اللجنة محصور في غوث النازحين بالمخيمات فقط، إضافة إلى تزويد بعض المستوصفات والمراكز الطبية في مديريات صعدة ببعض الادوية والمستلزمات الطبية المتعلقة بالاسعافات الأولية».
هشام اشار في حديثه لـ«النداء» إلى أوضاع النازحين في المخيمين اللذين تشرف عليهما اللجنة الدولية (العناد، والعشول) واللذين بلغ عدد النازحين فيهما مطلع الاسبوع الماضي 2858 أسرة غالبيتهم في مخيم «العناد» بحسب احصائية اللجنة. و«النساء والأطفال هم الفئة الأكبر من النازحين وهم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض والارهاق. وكانت النساء يعانين من ازمة نفسية قبل أن تقوم اللجنة باستحداث 24 حماماً داخل المخيمات نصفها لهن».
بالنسبة للأطفال فقد أبدى تخوفه «من انتشار بعض الحالات المرضية كالإسهال والرشح التي بدأت تتزايد».
يتكون فريق اللجنة الدولية في صعدة من ثلاثة اعضاء: سويسري، عراقي، ويمني. إضافة إلى 50 متطوعاً من جمعية الهلال الأحمر في صعدة.
هذه الفرق ترفض التحرك في المنطقة رفقة المظاهر المسلحة. وحد هشام: «نتواصل مع الطرفين المتقاتلين: الحكومة والحوثيين، عندما نريد زيارة منطقة معينة، وبناءً على ردهما علينا. الوضع آمن أو غير آمن، نقرر التحرك أو البقاء». هشام لم يذكر أن الفرق سبق وأن سمح لها بزيارة أي منطقة ملتهبة. كما وأن عمل الفرق محصور في تقديم المساعدات للنازحين في المخيمين. لكنه اضاف: «نحن ندعو الطرفين المتقاتلين إلى تفادي مهاجمة المدنيين، وحمايتهم واتخاذ كافة الاحتياطات الممكنة عند القيام بعمليات عسكرية، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان المدنيين».
إعلان القيادة العسكرية حسم الأزمة في صعدة عسكرياً جعل مراقبين يتوقعون ان الجيش سيكثف حملته العسكرية وهجومه على المناطق التي يتمركز فيها الحوثيون. ما يعني ان المخيمات في صعدة ستشهد موجات متواصلة من النازحين المدنيين، ومزيداً من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين المتقاتلين. لكن هشام أكد أنه من الصعوبة التكهن بالأمر، وقال: «الوضع مرهون باستقرار الأوضاع الأمنية، ونحن لسنا جهة عسكرية أو سياسية ولسنا طرفاً في النزاع، ولا نمتلك قرار ايقاف الحرب. نحن سنواصل تقديم العون الانساني بحسب الامكانات المتاحة».
وواصل: «اللجنة في صدد اصدار بيان عن الوضع المأساوي لضحايا المواجهات الأخيرة في صعدة خلال العشر الأيام القادمة (الاسبوع القادم). وسيتضمن البيان، إلى جانب الضحايا، الاعمال التي قامت بها اللجنة الدولية والهلال الأحمر والصعوبات التي واجهتها».
وحول سؤالنا له عن صحة الأنباء التي حصلت عليها الصحيفة عن ظهور معونات خاصة بالنازحين تباع في اسواق صعدة كما وأن لجان توزيع تلك المعونات ترفض تسليم النازحين تلك المساعدات إلا بعد حصولها على مبالغ رمزية، نفى علمه بالأمر نهائياً وأكد أن فرق اللجنة الدولية والهلال الأحمر، تقوم بتوزيع المعونات للضحايا بشكل مباشر وشفاف. لكنه أفاد أن جهات عدة تعمل في تقديم المساعدات للنازحين بمعزل عن اللجنة الدولية.
مخيما: «العناد»، و«العشول» يشهدان موجات من النازحين، الرجال والنساء والأطفال، يومياً لكن الرجال هم الأكثر مغادرة فيما تبقى النساء والأطفال.
وتعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمعية الهلال الأحمر اليمني، في تقديم الخدمات الانسانية للنازحين والتي لن تفي بالكاد بمطالبهم ولن تعوضهم عمَّا فقدوه في ديارهم في كارثة انسانية خلقتها المواجهات المسلحة بين قوات الجيش وجماعة الحوثيين، التي دخلت شهرها الثالث، وأوشكت السنة الثالثة على الانتهاء منذ اشتعال فتيل الأزمة.