«هذا حرام».. الأضرعي يلملم ثياب الأطفال في حرض

- غمدان اليوسفي
يا سامعين الصوت ردوا علينا!
من ضيع الأطفال من يدينا!؟
هذا الأسبوع سيتنفس محمد الأضرعي الصعداء.
لم يكن له أن ينتهي بسهولة كما توقع حين قرر قبل عام أن يمسح من على أكتاف الطفولة غبار الصحارى والحدود.
«حرض» هي بداية طريق تهريب الأطفال، وبداية عمل فني سينزله الفنان الشعبي، محمد الأضرعي، حيث انتهى مؤخرا من تسجيل 13 أغنية عن تهريب الأطفال يحكي فيها الأطفال والأضرعي معاناتهم.
عاش الأضرعي مع أطفال نفضتهم شوارع السعودية إلى مركز للإيواء في منطقة حرض، حيث أمضى هنالك أسبوعاً ألهمه كتابة أغاني الاسطوانة الجديدة التي ستنزل الأسبوع القادم بعنوان (هذا حرام) وذلك بالتعاون مع منظمة اليونيسيف.
في حديث قصير مع “النداء” قال الأضرعي إنه حمَّل المسؤولية في عمله الجديد آباء الأطفال وحمير التهريب. لكنه قال إن الآباء مسؤولون بالدرجة الأولى عن تهريب أطفالهم.
لم يكتف الأضرعي بذلك حيث أشار إلى أن أسباباً أخرى تقف إلى جانب ذلك وأسباباً عند الآباء أنفسهم. لكنه أبدى تحسره بشكل أكبر على الفتيات الصغيرات والأطفال المعاقين.
يعرف الجمهور محمد الأضرعي بأنه فنان يناقش قضايا الناس، لذا تلقى أعماله، ذات الطابع الفكاهي الحذق، طرقها إلى آذانهم. وهو بهذا الصدد يبدي تأزمه من التعامل في وزارة الثقافة حيث يتحدث عن أنها تمنح التراخيص بسهولة لأشرطة تفسد الذوق العام، والأسوأ من ذلك أن توضع كلمات من هذا النوع على أغلفة الأشرطة وبوستراتها ك “جغيص” وقريناتها.
تلك الجهات لا تقدر حسب رؤيته عملا توعوياً يمكن أن يساند الحكومة في معالجتها لمشكلة استعصى حلها.
ولم تفلح الحكومة في الحد من الظاهرة، حيث تظهر الأرقام المتتالية لعدد العائدين من المملكة الجارة وضعاً لم يتحسن فيه الشيء الكثير برغم تصريح محافظ محافظة حجة الأسبوع الماضي بأن الظاهرة تراجعت بنسبة 90 % نتيجة محاكمة المهربين.
وبالرغم من عدم دقة أرقام الحكومة حول العائدين من المملكة، غير أن الأمر لا يعني أن 697 طفلاً عدد قليل وهذا العدد هو للعائدين خلال العام 2006م. لكن الخبر غير المبشر أن يكون عدد الأطفال العائدين خلال فبراير الماضي 103 أطفال حاول تهريبهم أشخاص بينهم نساء.
وعلى ما يبدو فإن الأضرعي يملك جانبا من الحق في تحميل الأٍسر مسؤولية مغادرة أبنائهم برفقة مهربين لم تحد القوانين من عملهم نظرا للأحكام الخفيفة التي تصدر في حقهم.
إلى جانب باكستان والصومال تتصدر اليمن قائمة الدول التي “يقيم أطفالها في السعودية بمفردهم بطرق غير نظامية. وتشكل نسبة الأطفال من الجنسية اليمنية، والذين يدخلون السعودية بطرق غير نظامية، 10 في المئة من إجمالي الأطفال”.
خلصت لجنة تشاورية يمنية سعودية بالتعاون مع اليونيسيف بعد اجتماعات ولقاءات للحد من ظاهرة تهريب الأطفال، إلى ضرورة تجريم أي شكل من أشكال تهريب الأطفال، وإعداد برامج توعوية حول المشكلة وآثارها ومخاطرها في البلدين، وتأكيد أهمية استمرار دور منظمة اليونيسيف في اللجنة التشاورية كشريك استراتيجي، وتحديد منسق من البلدين (كان المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ممثل اليمن).
للمشاركة في التوعية تستعد مؤسسة «شوذب للطفولة والتنمية» حاليا لإنتاج أول فيلم كرتوني يتناول قضية تهريب الأطفال اليمنيين، بعنوان: «عودة أحمد».
الفيلم بلغت كلفته نحو 30 ألف دولار بتمويل مشترك بين المؤسسة ومنظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (اليونيسيف).
الفيلم الكرتوني، (من تأليف عبدالرحمن عبدالخالق ورسوم وفاء الأشول) حكاية أحمد، الطفل الذي يسلمه والده إلى تاجر يمارس تهريب أطفال إلى السعودية. ويعرض الشريط في 20 دقيقة، صنوف المعاناة التي يلاقيها احمد ورفاقه أثناء هذه العملية. وأمام هذه الظروف القاسية التي يواجهها احمد، لا يكون أمامه إلا الهرب والعودة الى الديار