افتتحت معرضها الشخصي الثالث: بشرى المتوكل في جماليات الأسود

افتتحت معرضها الشخصي الثالث: بشرى المتوكل في جماليات الأسود

تسقط فنانة الفوتوغراف اليمنية بشرى المتوكل ضوءها على فراغ الاسود. تعمل على تضييق مساحاته مكونة صورتها.. أوضوء الاصابع في تحركها وتقاطعها. لا يتوقف الأمر عند حالة توجيه عدسة كاميرا نحو نقطة تركيز محددة، هو يتعداه إلى أمر اشتغال ومهارة في جانب إعطاء الاصابع حياتها.
في المعرض الشخصي الثالث لبشرى المتوكل، المولودة في 1969 والمقام حالياً في ساحة المركز الثقافي الفرنسي، نجابه مجموعة لوحات، لا صور ان جاز التعبير. تكرار عددي لأصابع على لوحات، اصابع في تحركات مطلقة بداخل حالات متفاوتة، اصابع مستكينة.. اصابع مستثارة.. اصابع في شكواها.. اصابع في طلبها تريث ما.. هو تكرار لوحاتي لمشاهد ينطلق من يمين واجهة عرض شرقية، بنماذج يسودها الاسود، ناطق فيها ومتكلم وذاهب في شروحاته الذاتية.
يستمر التكرار بنهاية لونية على شكل لوحات تبدو نافرة عن النظام الكلي اللافت للمعرض. يضيق المكان هنا باللون، يظهر نشازاً ببهرجة وفرح لا مبررين.
تجيد بشرى المتوكل لعبها في الاسود وتتسيده. لا يليق بها غيره، الالوان الذاهبة في بهرجتها وبهجتها. تظهر الاخيرة هنا ناقصة عن سواها في ضجيج مزيج وتناقضي بين الاحمر والاصفر. في الاسود يكمن فرح بشرى الخاص وإدهاشها لمتفرج لا يمكن ان يكون عابراً امام ما تصنعه من لحظات فارقة، يرسمها بياض الضوء على الاسود، وارضيته.
ليست مجرد لقطات مأخوذة بكاميرا وحسب، وليست مثبتة على لوحات. هي اصابع قائلة وناطقة، اصابع تشير إلى حياة في الاسود، اللون والحال، كما وجمالياته بكل تأكيد.