نساء الأحزاب ينقسمن تبعاً لمواقف الرجال

نساء الأحزاب ينقسمن تبعاً لمواقف الرجال

- «النداء»
عقمت ممثلات الأحزاب.
بعد ثلاثة أيام من المداولات والسجالات والاعتذارات في قاعة فندق تاج شمسان في مدينة تعز، خرجن برسالة موجهة إلى قادة أحزابهن تلتمس منهم «التفهم لمطلبنا الملح (...) وتحويله إلى واقع ملموس خدمة لليمن وتقدمها»، حسب نسخة من الرسالة حصلت عليها «النداء» مساء الاثنين.
«اليمن تتقدم بمشاركة النساء»، فسرت الرسالة الممهورة بتوقيعات 38 مناضلة حزبية، السبب الذي يجعل من تفهم «رجال أحزابهن» لمطلبهن خدمة لتقدم اليمن!
نساء الأحزاب اللواتي شكلن قبل نحو 3 سنوات لجنة تشبيك نسوية تضم ممثلات عن المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) والحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الناصري والتجمع اليمني للإصلاح، ذكَّرن رؤساء أحزابهن بتعهداتهم المتكررة بالمساعدة على   حل المشكلات  و(تجاوز) العوائق التي أدت إلى تدني نسبة ترشيح النساء (إلى المجالس والهيئات المنتخبة) وتراجع تمثيلهن في تلك الهيئات والمجالس قبل ان يحددن في السطر التالي مطلبهن الذي من شأن تفهمه أن يخدم اليمن وتقدمه: العمل على تعديل التشريعات التي تحول دون (تمثيل لائق للمرأة).
هذا حصاد بائس لحصيلة ورشة العمل التي نظمها المعهد الديمقراطي الوطني (NDI) على مدى 3 أيام في المدينة الحالمة (من محض الأحلام المستدامة لا من فرط التمرد!).
تعبير «تعديل التشريعات» يبدو مرضياً لأذواق قادة الأحزاب كافة، وبالتالي للقطاعات النسوية لهذه الأحزاب. وقياساً إلى الإعلان التأسيسي الطموح للجنة التشبيك النسوية،  تتمظهر في رسالة تعز الإحباطات التي علقت باللجنة على إثر التجربة الكارثية في الانتخابات المحلية الأخيرة (سبتمبر 2006).
علاوة على توابع التجربة الانتخابية فإن مشاركة قياديين من الأحزاب الأربعة وأعضاء من مجلس النواب، كان لها مفعولها على  المشاركات اللواتي استمعن لمداخلات أصحاب الكلمة الفصل في أحزابهن. ثم ما لبثن أن تحولن إلى متغيرات توابع، يضبطن ايقاعهن على نغمات «الثوابت» الذين يتوزعون داخل القاعة.
ممثلو اللقاء المشترك دعوا إلى كوتا قانونية تضمن «حصة تليق بمكانة المرأة في المجتمع». بينما ألح عبدالرحمن الأكوع (ممثل المؤتمر الشعبي) على الأخذ بالكوتا (الحصة) الاختيارية على اعتبار أنها السبيل الأكثر واقعية لرفع  تمثيل المرأة.
محمد الصبري رئيس الدائرة السياسية للتنظيم الوحدوي الناصري أكد في تصريح لـ«النداء» بأن الجهد ينبغي أن ينصرف إلى تغيير جوهري في النظام الانتخابي لمعالجة المشكلات الرئيسة التي تعترض المرأة، ثم الانتقال إلى المعالجات المتصلة بالثقافة الاجتماعية  ومكافحة الأمية بين النساء.
وأثنت جوهرة حمود الأمينة المساعدة للحزب الاشتراكي على جهود ال NDI، ورأت في البيان (الرسالة) الذي خرجت به الورشة، خطوة أولى لضمان حصول المرأة على تمثيل لائق في الانتخابات القادمة.
وعاشت لجنة التشبيك عقب تأسيسها قبل عامين ونصف زخماً كبيراً، لكن فاعليتها ضعفت مع دنو الاستحقاقات الانتخابية (الرئاسية والمحلية) في الخريف الماضي، والتي شهدت استقطابات حادة أدت إلى شلل اللجنة.
ولاحظت «النداء» أن مواقف النساء ومداخلاتهن في «الورشة الحالمة» كانت رجع صدى للمواقف النهائية لأحزابهن. وكان لافتاً أن الرسالة المكسوة بحياء يليق حقاً بمناضلات مخلصات لأحزابهن، لم تتوجه بأي نقد لقادة الاحزاب السياسية الذين أفرطوا في بذل الوعود لهن، ثم ما لبثوا ساعة  القرار الانتخابي أن أداروا لهن ظهر المجن!
على أن الرسالة المكسوة بالحياء، المكللة بالقنوط، لا تعبِّر بدقة عن خلجات قلوب القوارير، إذ أنهن في خلواتهن لم يوفرن  السادة الرجال في تعليقاتهن اللاذعة، ورحن يستدعين البارونة التي تمكنت في غمضة عين من كلفتة القادة واستدراجهم إلى التوقيع على اعلان مبادئ بشأن تمثيل المرأة في نوفمبر الماضي، في حين أخفقت مناوراتهن العديدة في الورشة في انتزاع مكسب صغير لقاء صبرهن على مداخلاتهم المطرزة بالجلافة.
وعلمت «النداء» أن المشاركات أعددن بمساعدة من ال NDI خطة عمل لتحقيق  مطلبهن العتيد أعلاه. والمؤكد أن الخطة ستمضي قدماً في التنفيذ، حتى حين، إذ أن موعد الانتخابات النيابية المقبلة ما يزال بعيداً نسبياً.