يتساءل: ماذا يجري في صعدة؟

محمد الغباري يتساءل: ماذا يجري في صعدة؟

بالامس قال علي الآنسي، رئيس جهاز الأمن القومي، إن نحو ثمانمائة من أفراد الجيش قتلوا خلال الحرب في صعدة بمراحلها الثلاث، وان ستة آلاف جرحوا، واإن خسائر البلاد تعدت مبلغ الستمائة مليون دولار. هذا دون الاشارة الى الخسائر في صفوف اتباع الحوثي والمواطنين، ومع كل ذلك لم يقل لنا احد، لماذا ندفع كل هذا الثمن؟! وهل اليمن بحاجة لهذه التضحيات والخسائر أم اننا نتقاتل بالوكالة عن أطراف إقليمية، كما المح لذلك رئيس مجلس الشورى في الجلسة التي كانت مخصصة للِّقاء بالأحزاب لإطلاعها على الاوضاع في محافظة صعدة؟!
منذ ان اندلعت الموجهة الاولى بين اتباع الحوثي، بقيادة حسين بدر الدين، والقوات الحكومية لم نعرف لماذا القتال؟ او ماذا يريد هؤلاء؟! وماذا تريد السلطة؟
وفي المرحلة الثانية ظل الامر على ما هو عليه حتى وصلنا الى المرحلة الثالثة، وهو امر زاد من التكهنات حول تصفية الحسابات الإيرانية السعودية على الأراضي اليمنية.
واذا كان محافظ صعدة قد قال إن المحافظة باتت ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية والمذهبية فإنه لايوجد غير السعودية التي تحمل لواء الترويج للمذهب الوهابي في اليمن والعالم الاسلامي، وإيران التي تصدِّر ما بات يعرف بالثورة الشيعية في محيطها؛ لتثبيت نفوذها كلاعب اساسي في الاحداث التي تحاصر اهم مخزن للنفط في العالم.
منذ مطلع السبعينيات كانت السعودية أقوى الأطراف حضوراً في الشأن السياسي اليمني، ومع هذا التمدد والنفوذ اتسعت قاعدة الفقه الوهابي، واعتبرت محافظة صعدة بيئة مواتية للقلاقل على الجانب الجنوبي لحدود المملكة بسبب الموقف المذهبي فيها ولهذا دعمت بسخاء وقوة الجماعات السلفية وزعيمها “مقبل الوادعي”, الا انه ومع بزوغ فجر الثورة الايرانية القائمة على الفكر الشيعي الجعفري ازدادت المخاوف السعودية من الدور الذي قد تلعبه الجماعات المذهبية في صعدة، خصوصا وان الجنوب السعودي في غالبيته يعتنق المذهب الاسماعيلي؛ وهذه العوامل ضاعفت من حدة الاحتقان المذهبي بين الجماعات السلفية واتباع المذهب الزيدي المتحمسين لثورة الفقهاء في طهران.
اليوم، ومع اتساع قاعدة الصراعات المذهبية في المنطقة العربية ودخول الرياض في صراع واضح، بالنيابة عن واشنطن من اجل النفوذ في منطقة الخليج مع ايران، لا يوجد ما يقنع في هذه الحرب التي تحصد أرواح مئات اليمنيين وتدمر بيوتهم سوى انها حرب بالانابة عن تلك الأطراف، اذ لايعقل ان يستمر القتال ثلاثة اعوام ويسقط هذا الكم الكبير من الضحايا ولا تعرف الاحزاب، ولا حتى الاطراف المتصارعة، لماذا هذا الدمار؟! كنت اتمنى على اتباع الحوثي ان يقولوا بوضوح ماذا يريدون؟! ماهي مطالبهم السياسية؟ ولماذا يحملون السلاح حتى وإن كانوا مظلومين في وجه الدولة؟ كما اني كنت اتمنى على الحكومة ان تقول لشعبها لماذا تجددت الحرب بعد عام من توقفها؟ ولمصلحة من ما يجري في صعدة؟!
منذ مابعد الفشل الامريكي في العراق رفعت الرياض لواء مواجهة المد الشيعي في الجزيرة العربية، وبدا التحضير لصراعات داخلية في كل قطر لخدمة المشروع الامريكي وتغطية فشلها في العراق.
malghobariMail