إب.. الاحتفال بمكان عبور الرئيس

إب.. الاحتفال بمكان عبور الرئيس

- إب - إبراهيم البعداني:
لأسباب غير معروفة ألغى مجلس الوزراء اجتماعاً كان مقرراً أن تعقده الحكومة في محافظة إب الاسبوع قبل الماضي بهدف الاطلاع على ما تم إنجازه من مشاريع ممهدة للاحتفال بالعيد الوطني السابع عشر في 22مايو القادم.
وفي انتظار اجتماع بديل قد يتم الاسبوع المقبل بدا أن التركيز أصبح على إصلاح وتلميع الطريق الذي سيمر فيه الموكب الرئاسي بدءاً من المدخل الشمالي للمدينة في «السحول» وانتهاء بساحة معسكر الحمزة في منطقة «ميتم» حيث ستقام منصة الاحتفالات. لا شيء هناك يمكن للمواطنين الرهان عليه، فكل ما يهم قيادة المحافظة هو أن تشاهد عين الرئيس ما ترتاح له وأن لا تصل إلى قلب المدينة لتعرف حجم الكذبة التي عاش عليها من قدموا سبعين شهيداً في مهرجانه الانتخابي. المستشفى الذي صعق بسوء الخدمات فيه وبحالته المزرية، هناك الكثير مثله، ولغة الفشل تطارد أجهزة الحكومة في كل مكان.
كان قرار رئيس الجمهورية بإقامة احتفال العيد السابع عشر للوحدة في محافظة إب فرحة كبيرة لدى أبنائها، وزاد الأمر كذلك اعتماد مجلس الوزراء العام الماضي 109 مليارات لتنفيذ مشاريع يتم افتتاحها في احتفالات العيد.
المبلغ المرصود أعطى أملاً كبيراً لدى المواطنين في أن المشاريع المتعثرة منذ سنوات سيتم انجازها، بالإضافة لإقامة العديد من المشاريع التي ستحدث نقلة نوعية للمحافظة. فرحة أبناء مدينة إب لم تدم كثيراً فبعد مرور شهر على الانتخابات قرر مجلس الوزراء تخفيض ميزانية تنفيذ المشاريع إلى 13 ملياراً وإلزام الاجهزة التنفيذية بسرعة إنجاز المشاريع وأن آخر موعد لذلك بداية شهر مارس القادم.
حكومة لم تكتف بتخفيض المبلغ إذ أقرت طريقة صرف المبالغ الخاصة بتنفيذ المشاريع مركزياً وكذا تعيين مقاولين ومهندسين في صنعاء لتنفيذ المشاريع وترك مهمة الإشراف والمتابعة لمهندسي مكتب الاشغال بالمحافظة.
السلطة التنفيذية والمحلية في إب لم تعترض على قرار مجلس الوزراء بل دعا الامين العام للمجلس المحلي في المحافظة إلى اجتماع مع مسؤولي المحافظة وطلب منهم في الاجتماع سرعة تنفيذ المشاريع والاهتمام والتركيز على مدخل المدينة والشوارع التي سوف يمر منها موكب رئيس الجمهورية من حيث سفلتة الشوارع والتشجير والانارة.
مدى التخبط والارتباك والعشوائية لم يقتصر على قرار مجلس الوزراء إذ تقرر نقل مكان إقامة الاحتفال من استاد 22 مايو داخل المدينة الى معسكر الحمزة خارج المدينة تخوفاً من تكرار الحادثة التي حصلت في المهرجان الانتخابي لرئيس الجمهورية والتي راح ضحيتها أكثر من سبعين شخصاً.
هذا القرار أصاب المسؤولين بالإرباك وقاموا بنقل العديد من المشاريع التي كان مقرراً إقامتها في المدينة إلى المنطقة التي سوف يقام عليها الاحتفال والتي تبعد 10 كيلو مترات عن المدينة.
تجدر الاشارة إلى أن تكلفة إنشاء منصة الاحتفال تبلغ 500 مليون ريال.
منهدسون أوضحوا لـ«النداء» أن ما يتم تنفيذه من مشاريع ليس له علاقة بما خطط له وأن التنفيذ يتم بطريقة عشوائية ومؤقتة لا تخدم عملية التنمية. وأضافوا أن نقل مكان الاحتفال أدى إلى حرمان المدينة من العديد من المشاريع الضرورية كمشروع معالجة تصريف السيول والمجاري الذي توقف العمل فيه جراء قرار نقل مكان الاحتفال.