تقرير النزاهة الدولية: اليمن ضعيفة في مكافحة الفساد

تقرير النزاهة الدولية: اليمن ضعيفة في مكافحة الفساد

- عبدالكريم سلام
صنف اليمن في تقرير منظمة "جلوبال انتيجرتي" في المرتبة الأكثر ضعفا في كل من: مؤشرات مكافحة الفساد، ومعايير الحكم الرشيد والديمقراطية.
 وطبقا لتقرير النزاهة الدولية للعام 2006 الذي حصلت "النداء" على نسخة منه وشمل ثلاثاً وأربعين دولة أعلن عن نتائج 41 منها الأربعاء الماضي في واشنطن، حصل اليمن على مؤشر عام بلغ (49 % ) وهو حاصل ما أحرزته الحكومة اليمنية في المستويات الستة التي تعتمدها المنظمة في قياس الفساد ومتطلبات الحكم الرشيد " الحكامة " مما يدرج اليمن ضمن الأضعف أداء في المحددات الستة الرئيسة الموزعة إلى 23 مؤشراً ثانوياً و290 مؤشراً تفصيلياً يقيس مدى الفساد والرقابة والتدقيق على الأموال العامة، المشتريات والشفافية في الصفقات العمومية، دور المجتمع المدني وفعاليته، تمويل الأحزاب السياسية. نزاهة السلطة القضائية ومدى الوصول إلى العدالة، الوصول للمعلومات، مسألة ومحاسبة السلطة التنفيذية، حرية الصحافة والإعلام، الحصول على التراخيص للأعمال، الخدمة المدنية، والتعيين في الوظائف العامة، ضعف الحماية لمن يبلغون عن قضايا الفساد ويحاربونه، مستوى التشريعات والقوانين النافذة المنظمة للعديد من السلط والوظائف الشفافية والنزاهة في الخصخصة، وغيرها من التفاصيل الدقيقة ذات العلاقة بأداء الإدارة والسلطات العامة.
ومنهجية الدراسة التي تتبعها المنظمة هي خلاصة منهجية لأبحاث ودراسات انتهى إلى وضعها باحثون متمرسون، وتتميز بالصرامة العلمية والموضوعية حيث يقوم الباحثون بإنجاز دراستهم بصفة منفصلة عن المقيمين للدراسة الذين لا يعرفون بعضهم بعضا ويكون تصويتهم على الجوانب النظرية والتطبيقية للقضية للمؤشر المعياري التفصيلي والثانوي شريطة أن تكون التقييمات سرية ومفردة ضمانا للترجيح بحيث يؤخذ بأغلبية الأصوات المتفقة وفي حالة الدخول في تفاصيل الموضوع المثار يطلب من الباحث إعادة النظر فيما ذهب إليه.
 وتلك المنهجية المتبعة تضفي قيمة اعتبارية دولية على التقارير التي تنجزها تؤثر في تشكيل سياسات المؤسسات الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وصندوق الألفية والفدرالية الدولية للتنمية، والبنك الدولي واحد من بين عدة مؤسسات ممولة لإعداد التقارير التي تنجزها النزاهة الدولية.
واستنتج التقرير أن ديمقراطيات حديثة كما في رومانيا وبلغاريا حققت مؤشرات عالية تجاوزت في بعض معاييرها الديمقراطيات العريقة كما في أمريكا وإسرائيل مما يؤكد أن العراقة ليست شرطا في تحقيق الأداء الجيد للحكم الرشيد.
وصنف التقرير البلدان إلى خمس مجموعات: في المقدمة الحكومات الأقوى وهي التي حصلت على 90 وما فوق وتعد حكومات قوية جدا في النزاهة والحكم الرشيد ومحاربة الفساد ومن 80 إلى 90 حكومات قوية ومن 70 إلى 80 بلدان متوسطة ومن 60 إلى 70 دول ضعيفة أما ما دون ال 60 في المائة فهي حكومات ضعيفة جدا وبحصول اليمن على 49 احتل ذيل القائمة متبوعا بكل من فيتنام (47 ) والكونغو (44).
 وبقراءة المؤشرات التفصيلية المتعلقة باليمن كشف التقرير في جوانب عدة أن ثمة بونا شاسعا بين التشريعات والقوانين من جهة وبين تطبيقها واحترامها من قبل السلطات، علاوة على أنها بعيدة عن تحقيق الفصل بين السلطات الأساس المعياري للدولة الحديثة والحكم الرشيد ومحاربة الفساد وهو ما يتعارض مع تنامي اتجاه عالمي واسع يدعم انتشار معايير أخلاقية تتضمنها القوانين والممارسة في آن واحد.
يشار إلى أن "جلوبال انتجرتي" هي منظمة دولية مستقلة غير حكومية، لا تهدف للربح، مقرها في واشنطن، أصدرت أول تقاريرها العام 2004 الذي شمل 23 دولة وتقرير العام 2006 هو ثاني تقرير تصدره المنظمة.