مساعي المصالحة اليمنية في الصومال تصطدم بالنفوذ الاثيوبي

مساعي المصالحة اليمنية في الصومال تصطدم بالنفوذ الاثيوبي

تعثرت مساعي الوساطة اليمنية بين المحاكم الاسلامية التي تتجه نحو السيطرة على معظم الاراضي الصومالية والحكومة الانتقالية التي يقودها الرئيس عبد الله يوسف احمد بعد انباء عن دخول قوات اثيوبية الى الاراضي الصومالية لمساندة الحكومة الانتقالية المدعومة من اديس أبابا والاتحاد الافريقي.
وبعد يومين من إعلان قيادة المحاكم الاسلامية موافقتها على اللقاء بالرئيس الانتقالي، استجابة لمبادرة يمنية لم تكشف عن مضامينها، عادت هذه القيادة لإعلان رفضها اللقاء مع جماعة عبد الله يوسف لاتهامهم باستقدام قوات اثيوبية الى داخل الاراضي الصومالية..
وقال مراقبون ان المساعي اليمنية، التي تلقى قبولا من الفرقاء في الصومال، اصطدمت بالنفوذ الاثيوبي داخل الصومال , اذ ان اثيوبيا تدعم بقوة الرئيس الانتقالي عبد الله يوسف وكانت صاحب الموقف الحاسم في اسقاط حكومة الرئيس عبد القاسم صلاد، الذي اتهم بالارتباط بحزب الاتحاد الاسلامي المتشدد، كما ان اديس ابابا تقف موقفا عدائيا من قوات المحاكم الاسلامية, في حين ان صنعاء لاتعارض وصول الاسلاميين الى السلطة في مقديشو، لكنها لاتريد التفريط بتحالفها القائم مع اثيوبيا في اطار "تجمع صنعاء" في مواجهة نظام حكم الرئيس الاريتري اسياسي افورقي.
الحكومة الصومالية الانتقالية برئاسة عبد الله يوسف نفت من جانبها انباء قالت إنها تلقت شحنتي اسلحة من اليمن بينها دبابات وآليات مدرعة، كما نفت دخول قوات اثيوبية الى الصومال واتهمت المحاكم الاسلامية بالترويج لهذه الانباء لتبرير اقتحام مدينة بيدوا آخر معقل للحكومة الانتقالية بعد سقوط مدينة جوهر التي اسميت عاصمة مؤقته الى حين استعادة السيطرة على العاصمة مقديشو.
تطورات الوضع في الصومال تركت صدى واسعاً على الشاطئ المقابل للصومال حيث استنفرت اليمن أمنيا وسياسيا فقد استنفرت بشدة قوات خفر السواحل فيما كثفت الاتصالات مع الادارة الامريكية والاثيوبية بغرض احتواء الاوضاع في الصومال خشية تكرار تجربة حركة طالبان في افغانستان, حيث شاركت قوات بحرية امريكية وبريطانية في مناورة لقوات خفر السواحل اليمنية استمرت ثلاثة ايام وانتهت امس، حضرها الجنرال "ابي زيد" قائد القوات الامريكية في منطقة الشرق الأوسط.
 ومع ان "اديس ابابا" نفت أنباء تفيد أن القوات الأثيوبية عبرت الحدود إلا أن الناطق باسم وزارة الخارجية الأثيوبية لم يتمكن من تأكيد أو نفي الأنباء التي تحدثت عن تزايد الحشود العسكرية على الجانب الأثيوبي من الحدود.
وكان الشيخ شريف شيخ احمد، رئيس تحالف المحاكم الاسلامية في الصومال قد قال إن ثلاثمائة جندي اثيوبي قد عبروا الحدود ودخلوا إلى غرب الصومال، في وقت مبكر من صباح السبت. فيما اعلن عن فراراثنين من زعماء الحرب في الصومال هما بشير راجحي وموسى سودي يالاهاو، الى خارج البلاد بعد هزيمتهما امام ميليشيا تحالف المحاكم الاسلامية بواسطة قارب مساء الجمعة، الا ان وكالة رويترز ذكرت ان الرجلين فرّا الى سفينة حربية امريكية اقتربت الى الساحل الصومالي.
وقال متحدث باسم البحرية الامريكية ألا معلومات لديه في هذا الشأن مضيفا انه يجب التعامل مع هذا التقرير بحذر.
وكان تقارير غربية قد قالت إن الولايات المتحدة قدمت الدعم المالي الى امراء الحرب الذين شكلوا ما عرف باسم تحالف مكافحة الارهاب. واتهمت المحاكم الاسلامية التي تسيطر على اجزاء واسعة من وسط الصومال، بتلقي مساعدات من السعودية ودول الخليج...
وكانت المحاكم الاسلامية اعلنت قبولا مبدئيا بالمبادرة اليمنية التي اعلنها الرئيس علي عبد الله صالح لإحلال الاستقرار.
وقال الشيخ شريف شيخ احمد بأن المحاكم الاسلامية قبلت مبدئيا المبادرة اليمنية وأنها تقبل المصالحة وتطلب من الحكومة الدخول في مفاوضات.
واضاف: موقف المحاكم الاسلامية يقوم على أساس ان الصومال لا يحتاج الى إراقة دماء ولا الى قوات أجنبية، وانما إلى جمع الشمل بين الفرقاء.
وقال إن تحالف مكافحة الارهاب قد خرج من الدائرة السياسية نهائيا، لكنه اشار الى أن لديهم الفرصة للتوبة وطلب العفو من الشعب الصومالي. غير ان شريف نفى وجود اي اتصال مع الولايات المتحدة، وإن ألمح الى أن المحاكم الاسلامية لا ترفض مثل هذا الامر شريطة ان يكون هناك جدول اعمال للمحادثات.