بين مطرقة إشكالية التخطيط وسندان سوء التنفيذ: طرقات عدن.. شوارع تئن تحت وطأة الاهمال!

بين مطرقة إشكالية التخطيط وسندان سوء التنفيذ: طرقات عدن.. شوارع تئن تحت وطأة الاهمال!

- عدن -  «النداء» - خاص:
إشكالية غياب التخطيط الميداني وتحديد الاحتياجات، وعدم تفعيل مهمة لجنة الخدمات في المجلس المحلي لمحافظة عدن أو فلنقل تقاعسها عن القيام بالدور المنوط بها لسبب أو لآخر، ترك أثاره السلبية في مشاريع الطرق التي اصبحت تنفذ كما يبدو بدون دراسات توضح الأولويات والاهم فالأهم!!
هكذا تبدو الصورة للوهلة الأولى لما يعتمل في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن في قطاع الاشغال العامة والطرق التي وإن كانت قد حققت بعض النجاح الملموس في شق خطوط جديدة وتوسعة خطوط قائمة وتحديث القديم منها مع إدخال التحسينات واللمسات الجمالية من تشجير وتبليط ورصف باللونين الأبيض والأسود؛ إلا أن الشوط الذي قطعته مشاريع تطوير الطرقات من شق وسفلتة إعادة تأهيل، لا يزال يقتصر على الشوارع الرئيسة التي نالت كل الاهتمام والرعاية في حين تركت الشوارع الداخلية الطرقات الفرعية وبشكل خاص تلك المؤدية إلى الاحياء الشعبية المزدحمة بالسكان لتعبث بها يد الاهمال واللامبالاة وكأنها ليست جزءاً من مسؤولية وزارة الاشغال العامة والمجلس المحلي في محافظة عدن.
ومع أن السواد الأعظم من الطرقات الرئيسة في المحافظة والتي تسلكها الوفود الزائرة وموكب رئيس الجمهورية، قد تمت إعادة سفلتتها قبل بضع سنوات قليلة معدودة إلا أن عيوباً كثيرة شابت سير العمل في تنفيذها ولإصلاح هذه العيوب تطلب الامر اعتماد مشاريع جديدة لتصحيح الاخطاء وهذا يعني اعتمادات مالية اضافية لمشاريع يفترض انها لم تعد في أجندة تخطيط المدن ولكن المسؤولية هنا تقع على عاتق الجهة التي تشرف على المشاريع، والتي تغط في سبات عميق.
أحد الظرفاء علق على هذه الاشكالية بقوله: «الموضوع ليس غياب الاشراف ولكن في تعمد ترك بعض الفجوات حتى يعتمد لها مشروع جديد وإلا كيف يستمر النزيف من المال العام!!؟».
شخص آخر التقته «النداء» وكان يمعن ويطيل النظر في مشروع إعادة تبليط الرصيف على جانبي الطريق الرئيس الممتد من جولة القصبة إلى منطقة القلوعة مروراً بالخط الدائري لمديرية المعلا، قال: «بالله عليكم يا جماعة الخير ليش يتم استبدال البردورات وهي في حالة سليمة ومتينة ولا تحتاج إلى تغييرها بأخرى وأقل منها جودة وصلابة!!؟».
مواطن آخر كان يقف على قارعة الطريق، التي تركت عليها مخلفات المشروع قبل أن يحل فخامة رئيس الجمهورية ضيفاً على عدن وأهلها الطيبين فاستيقظ النائمون من سباتهم وعملوا على إزالة ورفع المخلفات وتنظيف الطرقات من الاتربة، رد على تعليق الشخص السابق قائلاً له: «انتم ولا يعجبكم العجب، إذا صلحوا الطرقات قلتم ليش، وإذا تركوها اقمتم الدنيا ولم تقعدوها!»، وهنا دار حوار بين الشخصين وصاحب هذه الاسطر مفاده ان التركيز على الطرقات العامة مستمر لان العين عليها أما ما توارى خلف الانظار ف«محلك سر» و «عين ما شافتك ما لامتك». وعلى الرغم من ان العمل جار في الايام الراهنة لاعادة تأهيل الارصفة واستبدال البردورات فإنه لا يحمل اي اهمية، لانها في حالة لا تستدعي كل هذه الهمة والنشاط والسرعة في الانجاز في الوقت الذي لا تزال الطرقات الداخلية تئن تحت وطأة الاهمال والوعود الكاذبة التي يقطعها المرشحون للانتخابات في كل مرة بإصلاح الطرقات الفرعية وتحسين الاحياء الشعبية وبمجرد وصول هؤلاء إلى كراسي السلطة، بفتح اللام، تذهب الوعود أدراج الرياح وتصب أقلام السلطة الرابعة- بفتح اللام ايضاً - لاطلاق صرخات النداء ولسان الحال يقول: «مُغني جنب اصنج».
المشهد المثيل والذي تزامن مع المشهد الأول في وقت العرض هو مشروع مياه الصرف الصحي «المجاري» من خلف المباني السكنية على طريق المعلا -جبل حديد- وربطها بالشبكة الرئيسة، الأمر الذي استدعى قص جزء من الطريق وقلع الطبقة الاسفلتية مع أن هذه الطريق ايضاً حديثة وهذا يؤكد صحة الاستنتاج حول غياب التخطيط لتحديد الخدمات المطلوب استبدالها او تحديثها قبل الشروع في تنفيذ مشروع السلفتة والتبليط للارصفة والجزر الوسطية التي قال عنها احد الاختصاصيين انها لا تراعي المعايير والمواصفات الفنية. وهذا يؤدي إلى صعوبة استخدامها والارتقاء عليها من قبل العجزة والمعاقين الذين يجدون مشقة كبيرة عند الصعود أو النزول من الارصفة نتيجة لارتفاعها اكثر من 20 سنتمتراً عن الطريق.
واخيراً نقول بأن مواصلة العمل بهذه الكيفية سيجعل من طرقات عدن بعد سنوات قليلة كقطع الشطرنج نتيجة لاستمرار استقطاع وسفلتة اجزاء منها وفي كثير من الاحيان دون ضرورة ولكن لغرض في نفس يعقوب!!