بعد عامين من تسليمها للمنتفعين.. مياه المجاري تهدد مباني المدينة التقنية في عدن

بعد عامين من تسليمها للمنتفعين.. مياه المجاري تهدد مباني المدينة التقنية في عدن

- عدن - «النداء»:
أكد لـ«النداء» عدد من سكان مشروع المدينة التقنية في منطقة «كابوتا» بمحافظة عدن أن المباني اصبحت مهددة إثر ظهور تصدعات وتشققات في جدران المباني واسطحها ،تزداد توسعاً يوماً بعد يوم بالإضافة إلى تسربات مياه المجاري من انابيب وتوصيلات شبكة الصرف الصحي؛ الأمر الذي ادى إلي تشبع واجهات وخلفيات المباني بالرطوبة.
وقالت احدى الساكنات في هذه المدينة، إنها استلمت شقتها قبل نحو عامين بعد دفع اقساطها، وانها اضطرت بعد فترة وجيزة؛ بسبب تسرب مياه المجاري إلى داخل الحمامات إلى تغيير البلاط، واستخدام مواد بناء مقاومة للرطوبة، ودفعت نفقات الاصلاحات من حسابها، موضحة ان تشطيبات وتجهيزات المباني من الداخل لم ترق إلى المستوى المطلوب جراء تنفيذها على عجل، كما ورافقها الكثير من العيوب الانشائية والهندسية، بحسب إفادة متخصصين في هذا المجال.
ساكن آخر في مبنى مجاور أفاد بأن اسرته باعت منزلها، الذي كانت تمتلكه في منطقة الشعب، لتشتري منزلاً جديداً في هذا المشروع بعد كثرة الاعلانات عن مواصفاته ونمطه الحديث، ولكن المفاجأة على الواقع كانت عكس ما هو موجود على الملصقات الدعائية. واكد ان مساحة الشقق صغيرة وغير مضبوطة؛ إذْ أن مساحة كل شقة أقل مما هو موجود في المخطط بمقدار خمسة عشر متراً مربعاً وهذا يعني وجود غش في المواصفات.
واشار شخص ثالث، التقته الصحيفة في موقع المشروع إلى أن المساحة التي كانت محددة في المخطط لبناء حديقة اطفال تحولت إلى مقلب الرمي القمامة ومخلفات البناء كما لم تلتزم الشركة المنفذة للمشروع ببناء روضة للأطفال ولا مستوصف لتقديم الخدمات الصحية. وشكا ساكنون آخرون من انقطاع المنطقة عن مركز المدينة بسبب عدم وجود خط مواصلات أو التنسيق مع نقابة النقل لتحديد موقع لسيارات الاجرة، وتقديم خدمة نقل المواطنين من وإلى المدينة التقنية السكنية.
وتحدث للصحيفة أحد الساكنين: «بعت كل ما أملك بحرقة من ذهب ومجوهرات فضلاً عمّا أدخرته في حياتي من مال كسبته من مصدر عيشي الوحيد». لاشتري شقة وكان نصيبي الدور الأخير». وهنا كانت المصيبة قد حلت عليه بسبب تسرب المياه التي تفيض من الخزانات على بيته بفعل التشققات الواضحة في السطوح ما جعله يتكبد تكاليف ترميم واصلاح هذه الاخطاء الانشائية ولكنه لا يزال يعاني من ظهور تشققات داخل الشقة ما جعله يتخوف من السقوط والانهيار الكامل للمبنى اذا ما استمرت هذه الوضعية دون معالجات -حسب قوله.
وقبل ان نغادر سمعنا صوتاً نسائياً ينادي من خلف شرفة إحدى الشقق وكانت توجه خطابها إلينا قائلة: «ان كنتم صحفيين فانقلوا معاناتنا مع هذه المباني التي حلمنا انها ستكون مدينة حضارية راقية، ولكنها حتى هذه اللحظة بقيت محرومة من سفلتة الشوارع الداخلية وعمل الارصفة والبلاط حول المباني لحمايتها من الاتربة وتسربات المياه وزحف الحشرات.
هذه خلاصة معاناة منتفعي المدينة التقنية السكنية الذين تحولت احلامهم في الحياة في أحد الاحياء الراقية الى سراب، بعد بروز هذه المشكلات التي تحتم على المستثمرين للمشروع القيام بواجبهم والوفاء بالتزاماتهم تجاه السكان وإكمال ما بقي من مواصفات المشروع!!