شيء من الإنسانية!! إلى وزير الخارجية والمغتربين

شيء من الإنسانية!! إلى وزير الخارجية والمغتربين - فكري قاسم

* نائل فارع علي حاجب المعمري..
هذا الإسم الخُماسي خلفه أربعة أطفال وزوجة.. منذ أكثر من (60) يوماً لم يعد أحد منهم يسمع عنه شيئاً..
* اختفى صوت «نائل».. وكان هذا الأخير البالغ من العمر (30) عاماً قد غادر عدن إلى جدة قبل أكثر من عام بحثاً عن لقمة حلال، وعيش كريم.
عمل «نائل» في مسجد بديرة «رابغ الأبواء» حي «ملقي» في جدة.
* حدث زوجته كثيراً أن أبرز عنوان للمكان المجاور الذي يعمل فيه هو «بقالة التوفيق».
لكن زوجته، وأحد اطفاله لم يتوفقا برؤيته حسبما أخبرهم بأنه عائد إليهم في وقت قريب، قريب، قريب جداً، وشيئ من ذلك لم يحدث.
* هل مات نائل؟ لا قدر الله! هل ضاع في بلاد الله، والحبُ، والأمان؟ لا أعتقد.
هل استضافته غُرف الترحيل، فلربما دخل المملكة من دون فيزا؟
هل..وهل.. وهل؟ ليس بوسع رأسي أن يتحول نافورة أسئلة.
* الطريق إلى المملكة، ليس، في الغالب معبداً بالورود. المقيمون بطرق غير شرعية أكثر من يعرفون ذلك.. لكن .. أين نائل؟
* الشيخ النهاري رئيس الجالية اليمنية بجدة.. أبدى تفاعلاً طيباً في البحث عن مواطن يمني اختفى في محيطه، وطلب صورة من جواز الفتى، وبعض معلومات عنه، ذكرتها أول هذا المقال. والكورة الآن ليست في ملعبه لوحده، بل وفي ملعب سفيرنا في المملكة، وقبلهم جميعاً هي في ملعب معالي وزير الخارجية والمغتربين.
* للملكة قوانينها ويجب احترام ذلك..
وللقلق الآدمي قوانينه، وينبغي الإحساس بذلك.
إن قرابة (30) يوماً من الغياب المفاجئ، لا يسرق الإطمئنان من قلب عائلة واطفال «نائل» فحسب، بل ويغرقهم جميعاً في دوامة موجعة، ووحل من الهواجس.
من الإنسانية طمأنة الناس، حتى وإن كان الغياب لأسباب قانونية.
إن قانون الحياة لا يَحرِم حيواناً من الطمأنينة، فما بالكم حينما يكون الخائف والقلق قلب إنسان، كل ذنبه أنه حلم بمستوى حياة أفضل، وآخر! كل ذنبه أنه أدمن البكاء والسهر.. واحترف الإنتظار!!
fekry