صحافيون في قبضة خفة رسمية

صحافيون في قبضة خفة رسمية

- جمال جبران
يستحق الصحافيون في اليمن حجماً أكبر من الانصاف، إذ ثمة مقدار من خفة تمارسه السلطات في تعاملها حيالهم. تطلبهم متى شاءت وكانت بحاجتهم لتمرير خبر ما، في حين تتعامل معهم في غير ذلك كمجموعة فائضة عن الحاجة.
لحظات ما بعد الافراج عن أربعة فرنسيين، كانوا محتجزين منذ العاشر من الجاري من قبل خاطفين ينتمون لقبيلة آل عبدالله، مديرية الصعيد بمحافظة شبوة، أثبتت واقع تلك الخفة التي تمتهنها السلطات المحلية تجاه صحافيي البلد. فبعد اتمام عملية الافراج عن المختطفين الاربعة «سالمين غانمين»، حد قول الرئيس صالح في تصريح سابق، تم إخبار الصحافيين بموعد وصول المختطفين لمطار صنعاء الدولي ظهر الثلاثاء. ذهب الصحافيون إلى هناك وظلوا مشتتين بين أقوال متضاربة عن مكان وجود الفرنسيين الاربعة، تارة يقال انهم في صالة التشريفات، وتارة أخرى يقال انهم نزلوا في القاعدة الجوية، وفي ثالثة يقال انهم سيخرجون من بوابة الخروج الاعتيادية التابعة للمطار. وما بين كل هذا يصل الصحفيين ما مفاده ان الفرنسيين الاربعة تم تهريبهم عبر مخرج ما تجنباً للقاء الصحفيين. بعد ذلك يتم اعلامهم ان غايتهم موجودة في مقر السفارة الفرنسية.
لكن حين الوصول إليها يخبرهم حراسها المسلحين ان لا مُختطفين مُحرَرين هنا محذرين من مغبة الاقتراب من مبنى السفارة. هذا في وقت لم تتوقف فيه هواتف عديد صحافيين عن الرنين كيما تذكرهم بموعد ذهابهم لمبنى مجلس النواب صباح اليوم، الاربعاء، لتغطية قسم الرئيس الدستوري. لاحقاً يتم إخبار الصحفيين بموعد عقد مؤتمر صحفي للمختطفين الاربعة في التاسعة مساءً بمطار صنعاء الدولي قبل عودتهم إلى باريس، لكن انتظار الصحفيين تطاول في زمنه وسط طقس شديد البرودة، ولا ظهور لأحد. غادرت الطائرة باتجاه باريس، الطائرة التي تسلل إليها المختطفون عبر صالة سرية عُرف لاحقاً انها تقع قرب صالة المغادرة وليس من السهل الاهتداء اليها.
في تصريح لـ«النداء» مساء أمس شرح صحفي عاش الواقعة وقال بنبرة أليمة وغاضبة: «يستحق الصحفي هنا معاملة أفضل من الحاصل له الآن»، مضيفاً: «لقد تركونا بلا أدنى قدر من اهتمام وسط برودة قاسية ذاهبين وعائدين من صالة المغادرة إلى صالة التشريفات وتكرر هذا كثيراً».
وأشار أنهم تلقوا في خاتمة رحلتهم ما يفيد أن الفرنسيين الاربعة في طريقهم الآن إلى باريس وسيعقدون هناك مؤتمراً صحفياً حال وصولهم في السابعة من صباح اليوم.