بن شملان تحفُّه جماهير تبحث عن التغيير والناخب الحضرمي وحده مسلح بالمطالب.. الأحمر وبن دغر في صف صالح الذي منح مأرب للسلفيين وحضرموت للصوفية وتعز للإخوان

بن شملان تحفُّه جماهير تبحث عن التغيير والناخب الحضرمي وحده مسلح بالمطالب.. الأحمر وبن دغر في صف صالح الذي منح مأرب للسلفيين وحضرموت للصوفية وتعز للإخوان

- نبيل الصوفي
بعد أيام من إعلان رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر أن مرشحه للرئاسة هو "علي عبدالله صالح الأحمر"، لوحظ رئيس الدائرة الإعلامية وعضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني د.أحمد بن دغر في منصة مهرجانات مرشح المؤتمر الشعبي العام في كل من سيئون والمكلا وتعز.
وفي جلسة مبكرة الاثنين في القصر الجمهوري بالمكلا التقى صالح بعدد من الذين انضموا للمؤتمر في الساحل والوادي "بين إخوانهم من الناصريين والاشتراكيين والإخوان المسلمين والمشائخ والعلماء" كما قال صالح الذي وصف المؤتمر بأنه "خليط" من الذين عجزت أحزابهم عن "منحهم فرص المشاركة في الرأي والقرار". والذين رفضوا التحولات "في القرارات السياسية للأحزاب التي كانت تكفر وتخون بعضها ثم تحالفت" دون أي مراجعات نظرية للماضي.
ويأتي ذلك بعد أن كان بدأ صالح حملته الانتخابية من جامعة الإيمان التي يرأسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس مجلس شورى الإصلاح، قبل أن تظهر مهرجاناته الانتخابية كل التيارات الدينية.
ففي صعدة حشد مرشح المؤتمر داخل القصر الجمهوري علماء الزيدية ورموز الهاشميين، ومعهم عدد من السلفيين.
وفي مارب تقدم مهرجانه الانتخابي أحد رجالات السلفية وهو أبو الحسن المصري، فيما برز الخطاب الديني المحافظ التقليدي في ريمة الحديدة من خلال كلمات الشيخ مرعي في الأخيرة وآخر في ريمه، وفي شبوة وحضرموت تصدى الصوفيون وعلى رأسهم عمر بن حفيظ أبرز رجالات الخطاب الصوفي في المنطقة.
وكانت المفاجأة في مهرجان تعز حيث تصدر المهرجان لإلقاء كلمة العلماء "الشيخ قاسم احمد عقلان" وهو من شخصيات الخطاب الديني في التجمع اليمني للإصلاح.
ويوجه صالح في خطاباته الشكر مقدما لـ"قيادات وقواعد في التجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني" لأنها ستصوت له "وعندي خبر بذلكـ" كما يقول.
ويحرص صالح دوما اصطحاب عدد من الرموز القبلية، كمحمد ناجي الشائف وجبران مجاهد أبو شوارب. وفي حضرموت وتعز بدى انحياز المجموعات التجارية للرئيس صالح. وفيما تقول المعارضة إن ذلك دليل على "عدم اطمئنان هذه المجموعات لاقتناع صالح بالديمقراطية ومن ثم تلجأ للانحياز الظاهري له درءا للمخاوف"، قيادي في إحدى هذه المجموعات قال لـ"نيوزيمن" إنهم "ليس لهم موقف سياسي ولكنهم أكثر اطمئنانا لمرشح المؤتمر الشعبي العام وطريقته في إدارة الحكم".
وفي المقابل فقد حرص الشيخ سنان أبولحوم الظهور إلى جانب مرشح اللقاء المشترك حيث دعاه لتناول الغداء في منزله بـ"وراف" في محافظة إب بعد مهرجان بن شملان في المحافظة.
ومبكرا أعلن الشيخ حميد الأحمر –وهو من رجال الأعمال- وقوفه في الصفوف الأولى لحملة اللقاء المشترك ومرشحه فيصل بن شملان للرئاسة، قبل أن ينضم له شقيقه حسين الذي لايزال يشغل عضوية اللجنة الدائمة للمؤتمر، وأعلن من محافظة المهره محمد سالم عكوش عضو مجلس الشورى وعضو اللجنة الدائمة للشعبي وقوفه إلى جانب المعارضة.
وفيما تقف المؤسسة الرسمية مدنية وعسكرية في صف مرشح المؤتمر وهي تضم آلاف النشطين الذين تركوا أحزابهم لمشكلات تنظيمية أو لخلاف فكري، أو اعترضا على تغييبهم من مؤسسات الأحزاب لصالح القلة القائدة تاريخيا.
يبدو واضحا الاندفاع الجماهيري التلقائي صوب مهرجانات المعارضة، التي توجه رسائل وإن على استحياء لمراكز القوى الاجتماعية والاقتصادية، ويبدو خطابها الذي توجهه للقوات المسلحة هو الأوضح من بين هذه المراكز، حيث تدافع عنها في مواجهة القائد العام لها المشير علي عبدالله صالح.
وفي مواجهة حيوية الرئيس صالح الذي يحرص على أن يتجاوز حراساته المدججة بالسلاح صوب ناخبيه، فإن منافسه فيصل بن شملان الذي هو أكبر سنا، يظهر للناخبين قربه منهم إذ لاتفصله عنهم أي حراسات ويصعد لمنصته بين جموعهم المتدافعة.
ويتابع الرئيس صالح باستمرار حملات منافسيه وبخاصة منافسه الرئيس فيصل بن شملان ثم القيادي في حزب الإصلاح الذي ترشح مستقلا د.فتحي العزب. وفيما تشكك المعارضة باستمرار من كل توجهات ومهرجانات الصالح، فإن حركة الأخير في الميدان تمنح مرشح المؤتمر حضورا حاسما إذ تذكر اليمنيين بعلي عبدالله صالح الذي جاء من بينهم وحقق معهم العديد من الانجازات قبل أن تصادره أجندة لاعلاقة لهم بها ومشكلات العالمين العربي والدولي التي تصدر للحديث حولها ناسيا وديان المهرة وجبال تعز وإب وصيادي الحديدة.
وتظهر آلاف الوجوه المتحمسة للهتاف لصالح من أعمار مختلفة، ويبدو الفقراء والبسطاء أصدق من يهتفون وسيصوتون لرئيس لايعرفون غيره في كل وسائل الإعلام منذ أكثر من ربع قرن.
إعلاميا فإن صالح يظهر اهتماما بالوفد الصحفي المرافق له، والذي يضم صحفيين من وسائل مختلفة التوجهات السياسية، وقال بعضهم لـ"نيوزيمن" إنهم يتلقون طلبات يومية من سكرتارية "الرئيس المرشح" بتقديم أي ملاحظات عن المهرجانات الماضية أو اقتراحات للقادم منها.
فيما تقول حملة المعارضة إنها "عملت كل ماقدرت عليه" بسبب شحة الإمكانيات. إذ لم تدع صحفيين إلا بعد أكثر من ثمانية مهرجانات، غير أنها جهزت فريقا خاصا ووفرت له تقنيات الاتصال ليعمل على صياغة المهرجانات وفق أهداف الحملة وإرسالها بمختلف وسائل الاتصال إلى مختلف الوسائل الإعلامية.
أما المرأة فإن الأفضلية النسبية لصالح أحزاب اللقاء المشترك ميدانيا، تختنق بعجز الخطاب النظري لذات الأحزاب.
ومع ذكر صالح لهن غير مرة فإن الناخبة وإن حضر عديد منهن المهرجانات مما يثير بهجة الرقابة الدولية –حسب أحاديث خاصة-، ستظل مع قطاع عريض من ذوي المصالح الحقيقية من الديمقراطية بانتظار خطاب مختلف عن السائد كثيرا.
ووسط كل المهرجانات والخطابات التي ألقيت كان ناخبو محافظة حضرموت وحدهم الذين تضمنت كلماتهم، وبخاصة التي ألقيت أمام مرشح المؤتمر مطالب كمقابل لأصواتهم. وأبرز مطالبهم اتجهت نحو مكافحة الفساد.