مواجهة انتخابية على مختلف المستويات وبأسلحة متنوعة.. بن شملان يطوفها على متن سيارة وصالح وقيادات المشترك عبر الطائرات

مواجهة انتخابية على مختلف المستويات وبأسلحة متنوعة.. بن شملان يطوفها على متن سيارة وصالح وقيادات المشترك عبر الطائرات

- رشاد الشرعبي
مع تصاعد حدة المواجهة الانتخابية بين طرفيها المتنافسين محلياً ورئاسياً تحولت مهرجانات مرشح احزاب اللقاء المشترك إلى مكان مناسب للرد على الاتهامات التي يوجهها الطرف الآخر او الشائعات التي يروج لها ولم تعد فقط تقتصر على نقد الاوضاع الراهنة وتروج لما سيكون وتصاعدت لتصل إلى الاختراقات والشتم والقذف بالحجارة والاحذية والطماطم.
تشابهت الردود والتأكيدات التي يوجهها مرشح المشترك المهندس فيصل بن شملان حسب ظروف وتاريخ كل محافظة, ففيما تحدث في ذمار عن السعي لإحلال السلام والمحبة بين اليمنيين وفي كل ربوع اليمن, متهماً النظام الذي يقوده منافسه الرئيس علي عبدالله صالح منذ 28 عاماً بإثارة الفتن والحروب بين المختلفين سياسياً وقبلياً. في حين خاطب جماهيره في لحج بأن: “بعض الناس يلوحون بالأمن والجيش لتهديد المواطنين الذين أجمعوا على التغيير ويثيرون الخوف والقلق لديهم”, مؤكداً بأن “الجيش والامن هم إخواننا وأبناؤنا وجزء لايتجزأ من الشعب اليمني وأخوة لنا ونحن اخوة لهم و لايخوفنا أحد بهم فهم منا في أمان ونحن منهم في أمان, ونشعر بالظلم لما يعانونه رغم دورهم العظيم في حماية الوطن والحفاظ على إستقلاله وامنه”.
رسائل لحج كانت متعددة لتتشابه مع شبوة وربما ابين فيما يخص الصراعات السياسية السابقة واعداً: بإعادة الأمور إلى نصابها ومعالجة كل المظالم والتشوهات التي لحقت بالثورة والجمهورية والوحدة وتصحيح كل الأخطاء”, مطمئناً من وصفهم “المخلصين في المؤتمر الشعبي” وبقية الأحزاب من خارج المشترك بأنهم لن يفقدوا شيئاً ماداموا يعملون في خدمة الوطن والشعب.
ذمار وعمران كانتا محطة للحديث عن صراعات القبائل التي وعد مرشح المشترك بحلها عبر قضاء عادل ومستقل, في رفدت المعارضة مرشحها بوسائل اخرى ك”مستقلون من اجل التغيير” المنظمة الحديثة النشأة ونجل الشيخ عبدالمجيد الزنداني، الذي يحضر تأكيداً لموقف والده، مع بن شملان والمشترك إلى جانب الشيخ حميد الأحمر كرمز لقبائل حاشد التي ينتمي إليها صالح “وزياراته” المفاجئة لرجل القبيلة الآخر في يمن مابعد سبتمبر 1962م شيخ بكيل (سنان ابو لحوم) في منزله بمنطقة (وراف) بإب.
حميد الأحمر (الذي أضطر السلطة، بحشده مع شقيقه حسين في عمران، للضغط على والده -بعد تلكؤ طويل-لإعلان صالح مرشحاً له كموقف شخصي) كان حاضراً بالكلمة التي صفق لها الجمهور في عمران وهو يؤكد وقوف حاشد وبكيل مع بن شملان وفي إب وتعز حيث ينتمي أخواله للأولى وعملاً بما كان يسمعه من والده عن الثانية بان “اليمن هي تعز”, ليؤكد من المحافظة ذات “الكتلة البشرية الكبرى وصاحبت الدور الريادي في حركات التغيير والتنوير” ان: “عقد الماضي انتهت ولم يعد هناك يمن اعلى ويمن أسفل ولازيدي ولاشافعي وصارت يمناً واحداً موحداً” يتطلع للتغيير.
وفي مقابل تصعيد المعارضة من مواجهتها وتطوير أدواتها وتجديدها كان الطرف الآخر لا يكتفي بالمعركة الكلامية فمعركة من نوع آخر يخوضها سواء من خلال التقليل من عدد أنصار المشترك كما حدث في تعز الذي قدرت إحدى وسائله الإعلامية عدد الحاضرين في المهرجان ب30 ألف أغلبهم من الأطفال رغم الكتلة البشرية التي اكتظ بها ميدان الشهداء والشوارع المؤدية والمجاورة له, في حين قدرت عدد الحاضرين في مهرجان مرشح المؤتمر بمليون و700 الف رغم ان عدد مواطني تعز المقيدين في السجل الانتخابي لايزيدون عن المليون ناخب وناخبة.
أدوات المؤتمر للمنافسة لا تقف عند الاتهامات والشائعات والحرب الاعلامية واستغلال الأجهزة الرسمية بمنع انصار بن شملان القادمين من الارياف من الوصول للمدن والتلويح بالخصميات المضاعفة للموظفين والمعلمين وتغيير اماكن إقامة المهرجانات وقطع الكهرباء ودفع الأموال المضاعفة لأصحاب وسائل النقل لحرمان انصار بن شملان من الحضور, بل تعدت إلى إختراقات للمهرجانات والموكب والتلويح بانها ليست إلا “لعلي” والوقوف امام مداخل الملاعب لإستفزاز انصاره ورميهم بالحجارة والطماطم على النساء خاصة، كما في إب, وقذف السيارات والبشر العائدين إلى قراهم بالحجارة والأحذية كما في تعز.
لا تقتصر المعركة على ذلك فصاحب مطعم في تعز يبلغ موكب بن شملان باعتذاره عن تقديم وجبة الغداء المحجوزة من وقت سابق بعد معرفته بهوية كبير المعزومين ومرافقيه, في حين كانت سيارات تحمل مكبرات صوت مع العديد من الصبية تحاصر الفندق المقيمين فيه وسط مدينة تعز تهتف للمرشح المنافس “صالح” وتناهض “بن شملان” بصورة عدائية وربما مناطقية تنم عن تعبئة غير ديمقراطية تقابل بضبط للنفس من انصار المشترك وصلت حد تكسير زجاج 3 سيارات في جولة القصر لم يتخذ الامن إزاءها شيئاً ما أضطر المتضررين للدفاع عن انفسهم وسياراتهم.
مع إقتراب موعد ال20 من سبتمبر الذي سيحدد فيه اليمنيون رئيسهم القادم لسبع سنوات تتصاعد حالة المواجهة بين طرفي المعركة الانتخابية التي تبدو غير مسبوقة يمنياً وعربياً لايستطيع احد التكهن بما ستصل إليه تداعياتها قبل الاقتراع وبعده في ظل وجود غالبية يمنية قد توجه رسالة للرئيس صالح وحزبه الحاكم برفض الاستمرار في سياساته خاصة منها الاقتصادية والتي بدت معالمها واضحة من خلال ملاسنة بين شابين كان احدهما في طريقه مشياً على الاقدام إلى ملعب الكبسي بإب حيث مهرجان بن شملان فاعترضه آخر من أنصار صالح مقدماً له نصيحته بان “الشمس محرقة” في إشارة إلى رمز الاصلاح الذي قال صالح انه سيغيبه إلى مابعد البحر، فرد الآخر ان حرقة الشمس لديه أهون من “جوع المؤتمر”.
بروح الشباب يواصل الرجل السبعيني فيصل بن شملان الطواف على المحافظات لحضور مهرجاناته الانتخابية على متن سيارة فارهة، لكنها عادية وليست مدرعة ضد الرصاص, (في حين يطوفها صالح الرئيس الستيني بطائراته الخاصة وقيادات المجلس الاعلى للمشترك), ويخالجك شعور انه قد يصل متعباً ومنهكاً لن يستطيع الحديث كما يجب ليفاجؤك برسائل موجهة لمنافسه وتطمينات للآخرين ودروس في الحصافة والتربية الديمقراطية والحقوق يوجهها لسامعيه الحاضرين او عبر شاشات التلفزيون.
فريق لايزيد عن العشرين شخصاً جلهم من الشباب يطوف بن شملان وطنه برفقتهم، ثلاثة منهم كحراس وسائقي السيارات فيما يقود سيارته وشئون موكبه المتواضع زميلاه السابقان في مجلس النواب (فهد العليمي, سالم بن طالب).
أجواء من الألفة تسود بين رجل على بعد ايام من رئاسة اليمن إذا حالفه الحظ ومجموعة تعمل في مهمة جديدة عليها تحرص على نجاحها ليصبح الاسم الذي تردده (الرئيس) حقيقة غير مستحيلة في ظل الحشود الطوعية في مهرجاناته وحفاوة الاستقبال الغالبة على اليمنيين بمن فيهم عديدون لايزالون غير مصدقين ان رئيساً آخر قد يفوز في أول إنتخابات رئاسية تنافسية، وأن رئيساً حالياً قد يسلم بنتيجه سطرها شعبه عبر صناديق الاقتراع.