أُحتجزت قبل أربع سنوات في المطار: قرب دم ملوثة بانتظار السفير الامريكي لإتلافها

أُحتجزت قبل أربع سنوات في المطار: قرب دم ملوثة بانتظار السفير الامريكي لإتلافها

- بشير السيد
برغم التكتم الشديد الذي تبديه وزارة الصحة في قضية قرب الدم المحتجزة في مطار صنعاء منذ اربع سنوات، إلا أن روائح بدت تفوح وتبرز على السطح خلال الأيام الماضية.
مصادر مطلعة أفادت لـ«النداء» أن كمية من القرب التي تحتوي على «دم» قيل إنه ملوث، عقب وصولها إلى مطار صنعاء في مطلع يونيو 2002م، تم احتجازها حينها للتأكد من صحة ما إذا كانت الدماء ملوثة أم لا، من خلال تقرير كلفت بإعداده إدارة المختبرات المركزية بوزارة الصحة بعد فحصها لعينة منها.
وقالت إن قرب الدم والتي كانت في حوزة احد الدبلوماسيين الامريكيين العاملين بالسفارة الامريكية في بلادنا، الذي كان قادماً من دبي على طيران الخليجية اثارت تساؤلات وشكوكاً عدة حين تضاربت إجابة الدبلوماسي الامريكي حول الجهة المستفيدة من القرب.
وأوضحت أن الدبلوماسي قال للجهة المسؤولة في المطار عقب وصوله إن قرب الدم خاصة بالسفارة الأمريكية ثم قال إنها تابعة لإحدى القوات «المقربة من الرئاسة».
وطبقاً للمصادر فإن الدبلوماسي، الذي اشرف -ضمن فريق امريكي ومحلي- على تدريب افراد هذه القوات لم يتمكن من إخراجها من المطار ولم يتابعها منذ احتجازها.
وذكرت مصادر متطابقة في الهيئة العليا للأدوية أن قرب الدم عند وصولها المطار كانت على وشك الانتهاء إذ لم يبق على صلاحيتها حينها سوى 25 يوماً، ومع هذا لم يتم فحصها والتأكد من سلامتها. وأضافت أن الجهات المسؤولة تعلم بأن فحص الدماء بعد إنقضاء ال25 يوماً لن يكون ذا جدوى ولن يتسنى معرفة إن كانت ملوثة أم لا، وماهو نوع هذا التلوث.
وقالت إن العشرة الأيام الماضية شهدت اجتماعات مكثفة للجنة التي شكلت لهذا الغرض من قبل وزير الصحة وشملت وكيل الوزارة لشؤون الطب العلاجي، والهيئة العليا للأدوية، وإدارة المختبرات المركزية، والأمن السياسي، والشؤون المالية في الوزارة.
وأضافت أن اجتماعات اللجنة التي غالبيتها تتم في المساء، احيطت مناقشاتها بتكتم لافت، إلا أنها رجحت أن اللجنة ستبحث عن الأسباب التي حالت دون فحص القرب قبل إنتهاء صلاحيتها بنهاية الشهر الذي تم احتجازها فيه.
وكشف مصدر على صلة وثيقة -طلب عدم ذكر اسمه- أن قضية قرب الدم أثيرت مؤخراً، بموجب توجيهات صريحة من رئيس الجمهورية طالب فيها وزارة الصحة بسرعة التحقيق والرفع.
واوضح أن بلاغاً وصل إلى رئيس الجمهورية مفاده أن كميات كبيرة من قرب تحتوي على دم ملوث ومصدرها أمريكي كانت مخصصة لإحدى القوات المقربة من القصر الرئاسي احتجزت في مطار صنعاء منذ اربع سنوات ولم يتم إتلافها بعد.
واضاف أن البلاغ حمل معلومات مبالغ فيها تتعلق بكمية القرب.
وأشار إلى أن عملية إتلاف أدوية ومستلزمات طبية في المطار مطلع الشهر المنصرم هي التي أثارت القضية مجدداً حيث اوضح أن اصوات علت أثناء عملية الإتلاف بحضور ممثلي الهيئة العليا للأدوية والأمن السياسي وصحة البيئة وآخرين طالبت بإتلاف قرب الدم المحتجزة منذ يونيو 2002، مع الأدوية التي كانوا يتلفونها.
إلى ذلك علمت «النداء» أن مدير عام المطار وجه مذكرات شديدة اللجهة لممثلي كل من الهيئة العليا للأدوية والأمن السياسي والجمارك في المطار اتهمهم فيها بالتقصير واللآمبالاة في الوقت الذي تحاك فيه مؤامرة خارجية ضد الوطن! حسب تلك المذكرات.
وأشار في مذكرته إلى أن بقاء قرب الدم اربع سنوات في مطار صنعاء دون إتلافها دليل على تقاعسهم في أداء مهامهم. إلا أن مدير عام المختبرات المركزية بوزارة الصحة سعيد الشيباني نفى في اتصال هاتفي اجرته معه «النداء» وجود أي قرب دم في مطار صنعاء منذ اربع سنوات وقال إن هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة وإن وجدت فليس له علاقة كونه لم يمض على تعيينه في موقعه الحالي سوى زمن بسيط.
وتوقع بعض المراقبين أن تكون قضية قرب الدم ضمن محاور اللقاء الذي جمع وزيرالصحة ووكيل الوزارة لشؤون الطب العلاجي مع السفير الامريكي منتصف الاسبوع الماضي.
واكد مصدر في الهيئة العليا للأدوية أن إتلاف قرب الدم لن يتم إلا بحضور صاحب الشأن (السفارة الأمريكية) بحسب قوانين الهيئة.