اطباء سويسريون في صنعاء للكشف عليها. غانم: أمريكا انتزعت «الصندوق الأسود» من جثة السلمي لطمس الأدلة الجنائية

اطباء سويسريون في صنعاء للكشف عليها. غانم: أمريكا انتزعت «الصندوق الأسود» من جثة السلمي لطمس الأدلة الجنائية

- بشير السيد

ذكرت مصادر في منظمة «هود» أن أطباء سويسريين سيصلون إلى صنعاء فجر اليوم لمساعدة الفريق الطبي اليمني في الكشف على جثة «صلاح السلمي». وقالت لـ«النداء» إن الاطباء القادمين من جنيف تابعين لمنظمة «الكرامة» القطرية التي تتخذ من جنيف في سويسرا مقراً لها.
واضافت أن «هود» سبق وأن تواصلت مع «الكرامة» ووافقت الأخيرة على مساعدة اليمن في الكشف الطبي على جثة «السلمي» ومعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة.
وكان نجيب غانم، رئيس لجنة الصحة في البرلمان، كشف أن جثة الشاب «صالح السلمي» أفرغت من المعالم والمعلومات الدالة على أسباب الوفاة، من قبل السلطات الأمريكية، قبل وصولها إلى مطار صنعاء.
وقال في مؤتمر صحفي، نظمته «هود» الأحد الماضي، إن السطات الأمريكية إنتزعت جميع الاعضاء الحيوية («الصندوق الاسود») من جثة «السلمي» أثناء عملية التشريح لديهم.
واوضح ان الجثمان أُفرغت أحشاؤه وكل المكونات الداخلية من الاوعية الدموية والمخ والقلب والكبد والكلى. والتي على ضوئها كان يمكن ان نتوصل إلى معرفة اسباب وظروف الوفاة.
واتهم السلطات الامريكية بقتل السلمي ورفيقيه السعوديين. واعتبر إزالة هذه الاعضاء عمل مقصود لإخفاء معالم الجريمة. واشار (غانم) إلى أن ثلاجات المستشفيات غير صالحة لحفظ الجثث التي تنتظر الفحص، حيث ان درجة حرارة هذه الثلاجات صفر, فيما الجثث المطلوب فحصها تتطلب درجة حرارة تقل عن 50 درجة تحت الصفر حتى لا تتغير ملامح الاعضاء والاوعية الدموية.
والد صلاح السلمي كرر مطالبته بالكشف الطبي المحايد لجثمان ابنه ومعرفة اسباب الوفاة. واكد رفضه التعاطي مع التقرير الامريكي (قيل إنه سيصل نهاية الشهر الجاري) المتعلق بتشريح جثة ابنه وقال: «لا يمكن ان يكون الجاني والجلاد هو القاضي والطبيب».
وأكد أنه لن يتسلم ولن يدفن جثمان إبنه قبل كشف الحقيقة وإغلاق معتقل غوانتانامو والسجون الامريكية السرية التي وصفها بـ«قبور الأحياء». ووجه تعازيه للشعب الامريكي بموت «الضمير» مطالباً إياه بمراجعة حساباته ولا يجعل الأمة العربية والاسلامية تحقد عليه. واعتبر أن ابنه ورفيقيه «أحياء عند ربهم يرزقون».
منسق الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات «هود» أعرب عن اسفه لما أقدمت عليه السلطات الامريكية من خلال تشريح الجثة مما جعل من الصعب تتبع الأثر لمعرفة الحقيقة. واشار إلى أن السطات الامريكية اقدمت على ذلك وتجاوزت الحكومة اليمنية والمحامين وشركة المحاماة الامريكية المتعاقدة معها «هود» وكذلك اسرة المعتقل وبعيداً عن أي لجنة دولية محايدة.
وأضاف المحامي محمد ناجي علاو ان منظمته «هود» تواصلت مع منظمات خارجية لمساعدتها في الوصول إلى حقيقة ما جرى لـ«السلمي» بسبب ضعف الامكانيات اليمنية لفحص الجثة طبياً. ونوه إلى أن بعض المنظمات قالت إن الفحوصات غير مجدية لما تعرضت له هذه الجثث من تعذيب نفسي منهجي، إلا أنه اشار إلى أن منظمة «الكرامة» القطرية ابدت استعدادها للتعاون مع «هود».
واوضح أن التقارير الدولية تفيد بوجود اساليب تعذيب مبتكرة يصعب التعرف عليها طبياً ولا تترك أثراً على جسم السجين.
وقال إن منظمته «هود» تسعى لإيجاد ضغط دولي على الإدارة الامريكية المتوحشة، لإغلاق المعتقلات، مشيراً إلى أن عدد المعتقلين اليمنيين كبير جداً ويقبع كثير منهم في قاعدة «باجرام» الأفغانية، ومنهم: الناشري، ورمزي بن الشيبة، وياسر السلمي (شقيق صلاح).
فيما اعتبر البرلماني صخر الوجيه أن الادارة الامريكية قتلت المعتقلين عندما اعتقلتهم واودعتهم سجون غوانتانامو، كما قتلت السلمي ورفيقيه السعوديين مرة أخرى الاسبوع الماضي، وقال: «إن فرضية الانتحار كاذبة»، وتساءل: «كيف فكر الثلاثة في الانتحار في نفس الوقت وبنفس الأداة وبنفس الطريقة، فهل هؤلاء في فندق خمسة نجوم، أم أنهم في معتقل شديد الرقابة، لا سيما أنهم معزولون؟!».
كما تساءل الوجيه: «لماذا لا تطالب الحكومة اليمنية بالافراج عن مواطنيها في السجون الامريكية والدفاع عنهم؟!».
ودعا اسرة صلاح السلمي إلى أن يرفضوا تسلم ودفن جثمان ابنهم إلى أن يتم اجراء تحقيق دولي محايد لمعرفة اسباب الوفاة.
فيما استهجن البرلماني, علي حسين عشال غياب دور مجلس النواب برغم الصلاحيات الدستورية التي تمنحه القيام باشياء كثيرة. وقال إن المجلس أصدر عدداً من القرارات والتوصيات عقب مساءلة وزير الخارجية بشأن معتقل غوانتانامو، إلا أنها لم تنفذ من قبل الحكومة ولم تحظ بالمتابعة من قبل المجلس.
وعلى سياق متصل اظهر الكشف الاولي لجثمان «السلمي» والذي وصل مساء الاربعاء الماضي إلى مطار صنعاء، آثاراً واضحة لجروح في العنق والرأس والاصابع.
وقال سعيد العاقل, رئيس النيابة العامة الجزائية المتخصصة في قضايا الارهاب، لـ«قناة الجزيرة»، إنه لا يستطيع الجزم بما إذا كانت تلك الجروح لها علاقة بعملية الانتحار. موضحاً أنه اكتشف ايضاً آثاراً واضحة لعملية تشريح سابقة.
وكانت وزارة الدفاع الامريكية «البنتاغون» رفضت فتح تحقيق مستقل عن وفاة ثلاثة من معتقلي غوانتانامو مطلع الاسبوع الماضي وهم: اليمني صلاح علي السلمي, والسعوديان: ياسر الزهراني ومانع العتيبي, وقالت انها قادرة على إجراء تحقيقاتها الخاصة.