قال إن الرواية الامريكية عن انتحار «صلاح» محض إفتراء.. والد سجين غوانتانامو: ابني مجاهد ولا يمكن أن يقتل نفسه

- بشير السيد
طالب والد الشاب الذي أعلنت السلطات الأمريكية خبر انتحاره في معتقل غوانتانامو، السبت الماضي، بتشكيل لجنة دولية محايدة للتحقيق ومعرفة اسباب الوفاة.
وكذَّب علي عبدالله السلمي الرواية الامريكية، وقال في تصريح لـ«النداء»: «إن ابناءنا لا يمكن ان يقوموا بقتل أنفسهم»، مضيفاً أن ابنه وزملاءه مجاهدون من حفظة القرآن وتفسيره وأنهم يعلمون أن الاسلام يحرم على الإنسان قتل نفسه.
ووصف السلمي، وهو فلاح يقيم في قريته، نبأ وفاة ابنه صلاح (22 عاماً) بالفاجعة، لكنه اوضح بأن والدة صلاح تشعر بالاعتزاز لاستشهاد ابنها، وكذلك حال أشقائه الثمانية.
وناشد الحكومة اليمنية والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية بسرعة التدخل لكشف حقيقة وفاة ابنه وزملائه عبر لجنة محايدة وإخضاع الجثث الثلاث للتشريح الطبي وسرعة إيصال جثمان إبنه «صلاح».
وأوضح ان إبنه «صلاح» المنتمي إلى حزم العدين عزلة الاسلوم في محافظة إب عُرف في سجلات معتقل غوانتانامو بـ«علي عبدالله احمد».
وقال إن «صلاح» إختفى منذ خمسة اعوام عندما إنتقل في عام 2000 إلى محافظة عدن للعمل فيها.
واضاف انه أُبلغ أن ابنه اعتقل في باكستان من قبل الجيش الامريكي بعد مدة وجيزة من سفره إلى عدن.
وأوضح أن الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات هي الجهة المخولة لمتابعة قضية ابنه «صلاح».
وأعلنت السلطات الامريكية السبت الماضي إقدام ثلاثة من المعتقلين على شنق انفسهم بواسطة «حبل» صنع من أغطية وقطع ملابس داخل زنزاناتهم في قاعدة غوانتانامو التي تضم حالياً (475) معتقلاً بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة.
وفي مؤتمر صحفي عبر الهاتف قال الادميرال هاري هاربس، قائد القاعدة البحرية الامريكية في كوبا إن أحد الحراس في المعتقل إكتشف ان أحد المعتقلين «شنق نفسه» في سجنه. وأضاف ان عمليات بحث جرت في الزنزانات الأخرى، حيث عثر على اثنين آخرين في الوضع نفسه. واضاف ان الرجال الثلاثة وهم سعوديان ويمني كانوا غائبين عن الوعي ولا يتنفسون، وبذلت جهود كبيرة لإنعاشهم ولكن دون جدوى.
وكانت الخارجية الامريكية ابلغت الحكومتين السعودية واليمنية باسماء الثلاثة المنتحرين وتفاصيل الحادثة، إلا أن اعلام الحكومة اليمنية لم يشر إلى الحادثة حتى ساعة كتابة هذا الخبر.
فيما أعلنت السلطات السعودية الاحد الماضي عن اسمي مواطنيها الاثنين اللذين انتحرا في المعتقل وهما: مانع بن شامان العتيبي (30 عاماً)، وياسر طلال الزهراني (22 عاماً). ونقلت وكالة الأنباءالسعودية عن المتحدث الأمني باسم الداخلية السعودية انه «فور بلوغ الخبر تمت مباشرة الاتصالات والاجراءات الرسمية لاستعادة جثماني المتوفين».
وفي سياق متصل دعت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات «هود» علماء اليمن واحزابها السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وعلى رأسهم الشيخ عبدالمجيد الزنداني، إلى اتخاذ موقف معلن والتحرك ضد الجريمة التي اقترفتها الحكومة الامريكية في قتل ثلاثة من معتقلي غوانتانامو.
واستنكرت «هود» في بيان لها الصمت الذليل للحكومة اليمنية والاحزاب السياسية والمنظمات والمثقفين امام الجرائم المستمرة ضد المعتقلين اليمنيين في سجون غوانتانامو من قبل الادارة الامريكية، والذي اعتبرته ابرز رموز العصر لانتهاك حقوق الانسان.
وطالبت العلماء بدعوة المجتمع اليمني إلى إقامة صلاة الغائب على روح الشهيد القتيل الذي أفادت «هود» أن اسمه « علي عبدالله احمد السلمي» من ابناء محافظة اب، وعلى رفيقيه السعوديين.
وحول اشارة «هود» في بيانها إلى الشيخ عبدالمجيد الزنداني في قائمة المطلوب منهم اتخاذ موقف، قال منسق الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات «هود» في اليمن، المحامي محمد ناجي علاو، إن الشيخ الزنداني من ابرز علماء اليمن وله قبول محلي وخارجي ويعد أكثر المعنيين بهذه القضية، كونه من العلماء العاملين وليس من العلماء الساكتين. وأضاف أن للزنداني فضل في المبادرة لقيادة الشارع.
واكد أن الشيخ لا يختلف مع «هود» في أنه لا يجوز السكوت على ما يحدث لمعتقلي غوانتانامو من تعذيب وقتل. وقال: «وهو ما لا تختلف معه المنظمات والاحزاب والحكومة».
واكد على وجود اكثر من (130) معتقلاً يمنياً في غوانتانامو، وان هؤلاء ينتظرون من ينصرهم. وتساءل علاو: «إذا لم تحركنا هذه القضايا فأي القضايا يمكن أن تتحمس وتستفز مشاعرنا لها حكومة وعلماء واحزاباً». وحمَّل «علاو» رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح وحده مسؤولية التحرك للإفراج عن مواطنيه باعتباره مسؤولاً بموجب الدستور أمام الله وامام الشعب عن حماية حقوق وحريات الاسرى، وطالب رئيس الجمهورية بدفن جثة «السلمي» حال وصولها في مقبرة الشهداء وان يكون في مقدمة الجنازة.
وتزايدت الضغوطات على إدارة الرئيس الامريكي جورج بوش لاغلاق معتقل غوانتانامو وإطلاق المعتقلين وإغلاق جميع السجون السرية الموجودة في الدول الفقيرة والصغيرة.
ويحتجز السجناء في قاعدة غوانتانامو إلى أجل غير مسمى ولا يتمتعون بأي من الحقوق التي يكفلها النظام القضائي الأمريكي لأسرى الحرب.
وقد دعا رئيس الوزراء الدانماركي اندريسي فوغ إرسموسن، حليف واشنطن، الجمعة الماضية، إلى إغلاق المعتقل.
إلى ذلك أكد أهالي القتيلين السعوديين اللذين انتحرا لـ«الشرق الاوسط» انهما على ثقة من ان ابنيْهم لن يقدما على الانتحار كون ذلك محرماً في الشريعة الاسلامية. واضافوا انهم التقوا بزملاء «ياسر» و«مانع» الذين افرج عنهم سابقاً، واخبروهم ان طابع الهدوء هو البارز في شخصيتيهما في السجن وانهما كانا يحفظان القرآن.
وشكَّك وكيل أُسر المعتقلين في غوانتانامو، المحامي «كاتب الشمري» في تصريحه لوكالة «فرانس برس»، في الرواية الامريكية التي اعتبرت وفاة المعتقلين الثلاثة نتيجة عملية انتحار, مستنداً في تشكيكه إلى الرقابة اللصيقة والمستمرة من قبل إدارة المعتقل للمعتقلين داخله، سواء من خلال الرقابة الفردية أو من خلال كاميرات المراقبة التي تعمل (24) ساعة على مدار اليوم. وطالب بتشكيل لجنة مستقلة من المنظمات الدولية الانسانية للتحقيق في ظروف وفاة المعتقلين الثلاثة.