البرنامج الإنمائي: جو عسكري ساد عملية تسجيل الناخبين

البرنامج الإنمائي: جو عسكري ساد عملية تسجيل الناخبين

في اول تقرير محايد عن عملية قيد وتسجيل الناخبين التي كانت موضع نقد من أحزاب اللقاء المشترك، قال تقرير أصدره البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في اليمن إن العسكريين ارتكبوا عدة مخالفات في عملية قيد وتسجيل الناخبين. وحذر من أن تكرار مثل هذه المخالفات سيجعل من الصعب على اللجنة العليا للانتخابات تقديم نتائج انتخابات مقنعة..
التقرير الذي أعده مراقبون يعملون لحساب البرنامج الإنمائي تولوا الرقابة في ثلاثة عشر مركزا انتخابيا فقط، قال إنه على الرغم من وجود خمس تجارب انتخابية في اليمن "إلا أن العملية الانتخابية تبدو غير مؤسسة على قواعد حتى الآن"... وأن مئات من أفراد وحدات الشرطة في العديد من المراكز الانتخابية "قد حضروا لتسجيل أسمائهم أو نقل مواطنهم الانتخابية مع أنهم لا ينتمون إلى الدوائر التي حضروا إليها للتسجيل ولم يقم أعضاء اللجان الفرعية بالتأكد من معلوماتهم قبل تسجيلهم.
وانتقد التقرير حضور أفراد وحدات الشرطة إلى المراكز الانتخابية محمولين على شاحنات عسكرية. وأكد ان ذلك تسبب في إعاقة عملية تسجيل الناخبين بشكل عام كما أثر على نفسيات الناخبين الذين عاد البعض منهم بدون تسجيل بسبب ذلك الجو العسكري لعملية التسجيل.
وحذر من تكرار المخالفات في المراحل القادمة خصوصا مخالفات اللجان الأمنية التي قال إنها كانت بارزة وبوضوح على مستوى مراكز التسجيل. وقال التقريرأنه إذا تكررت هذه المخالفات خلال الانتخابات فإنه سيكون من الصعب على اللجنة العليا تقديم نتائج انتخابات مقنعة.
وحسب التقرير، الذي يعد الأول لإحدى المنظمات الدولية العاملة في اليمن، فإن تواجد أفراد الحراسات الأمنية داخل وخارج مقرات اللجان الفرعية لقيد الناخبين، مصحوبين بالأسلحة في جميع المراكز الانتخابية "قد ترك انطباعا سيئا لدى المراقبين, وان هذه اللجان لم تكن تتفهم مهامها، وفي أغلب الأحيان كان أعضاؤها يتدخلون في النقاش الذي يدور بين المراقبين وأعضاء اللجان"..
وإذ أوصى معدو التقرير بتحسين وتطوير العملية التي تصب في النهاية في شفافية الإجراءات "وخلوها من التخويف والإرهاب من اجل الحفاظ على الوحدة السياسية"، فإنهم
سجلوا قيام مراكز انتخابية بقيد معلومات شخصية في سجلات الناخبين لا تتطابق مع الواقع وخصوصا أعمار المسجلين...
وأكد التقرير أن مواقع المراكز الانتخابية كانت غير مناسبة، حيث وجد أن هناك بعض المناطق المجاورة لمركز انتخابي معين غير ان الناخبين نقلوا الى منطقة بعيدة عن قراهم، وتم وضع اللجان النسائية في مدارس بنين "مما اثر على إقبال الناخبات في الحضور والتسجيلـ".
وانتقد التقرير الكلفة المالية لعملية قيد وتسجيل الناخبين، وقال إنها كلفت مبالغ باهضة, ووصلت كلفة البطاقة الواحدة إلى 10.33 دولار أمريكي نظرا لقلة المسجلين من دون احتساب نفقات التحضير للعملية والمواد والنفقات الدورية للمقر الرئيس للجنة وفروعها. وأرجع ذلك إلى قلة المسجلين حيث بلغ متوسط عدد المسجلين في كل مركز 100 شخص.