هجر الزكاة... في مركز السقاف

هجر الزكاة...في مركز السقاف

الزكاة... هي الركن الثالث من أركان الإسلام وهي اليوم أكثر هجرا في التعامل العام وأبشع استغلالا للثراء الممحوق وأبعد استخداما عن مصارفها وأبوابها الحقيقة من قبل ضعاف النفوس وبعض الأنظمة، فلو وظفت الزكاة وفق الشريعة السمحة في جلبها وتوظيفها وتصريفها لما وجد على الأرض فقير مسلم، والزكاة مصدر ثروة متجدد لا ينضب على الإطلاق عبر القرون، قامت بها العديد من مشاريع البنية التحتية التي استفاد المسلمين وغيرهم في كثير من الدول، وكانت الزكاة والأوقاف ركيزة أساسية في ثقافات المسلمين بغض النظر عن المستوى التعليمي أو الاجتماعي وتدفع بحسابات غاية في الدقة والورع وتصرف بمصداقية، وتقوى، فهي حقوق للمسلم لا منة فيها لأحد، بل إن التاجر والمزكي يعد نفسه محفوظاً إن وجد من يستحق الزكاة، والأخير يسعى بحرص بالغ لأن يجد ذلك الفقير المستحق بغض النظر عن لونه أو أرضه طالما أنه ضمن المستحقين الثمانية.
هذا جزء من محاور محاضرة تعددت روابطها بين الفقه والاقتصاد والمجتمع ألقاها صادق بن علي الجنيد مدير عام مصلحة الواجبات في حضرموت الداخل، بمركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيئون، والتي وسمت بعنوان "الزكاة بين الشريعة والمجتمع والإدارة". ومن خلال تلك المحاور أوضح صادق الجنيد واقع التعامل في الزكاة وقدم مقارنة متباينة بين اليوم والأمس في كيفية التعامل مع الزكاة حساً ووجداناً، وكذا موقف القانون اليمني المنسجم في غالبية بنوده مع الشريعة الإسلامية في هذا الشأن، وقد أكد أن الوقت مناسب لاستحداث العديد من الجهات ومن المشاريع التي تحقق الغاية الشرعية الحقيقية من الزكاة، وقد اتفق المحاضر والحضور في نقد البند القانوني الذي يستقطع زكاة الفطر قسراً على موظفي الدولة ولا يميز في ذلك بين عازب أو متزوج أو من لديه أطفال كثير أو قليل.
وقد شرح المحاضر المصادر المستحدثة في جلب الزكاة حيث حققت مصلحة الواجبات العام المنصرم عوائد وصلت إلى نحو 40 مليون ريال يمني، يتم ترحيلها إلى البنك المركزي، لتصرف على الجمعيات والصناديق الاجتماعية وفق المسوغات القانونية.
وقد خلص الجميع حضوراً ومحاضراً بأن واقع الزكاة يعاني من الأخطاء والازدواجية، وهناك خلل في العديد من مرافقه ومصارفه بحاجة إلى إعادة النظر فيها سواء من الجانب الوعظي والتوعوي أو الاجتماعي والقانوني، ومن خلال المداخلات قدمت بعض الاقتراحات لمعالجة ذلك الخلل، وهي جديرة بالمناقشة وبالدراسة.