وجهة نظر شخصية: من نصدق: «سبورت» أم الصرمي؟

وجهة نظر شخصية: من نصدق: «سبورت» أم الصرمي؟ - علي جمعان سالم

< في العدد 205 من صحيفة «سبورت» الصادر بتاريخ 31 يناير من عامنا، هذا أبرزت الصحيفة تصريحا ناريا للأخ محمد رزق الصرمي نائب رئيس النادي الأهلي بصنعاء ورئيس اتحاد تنس الميدان، والذي هو شخصية غير عادية، ويقف على رصيد رياضي صلب كما جاء في مقدمة ذلك التصريح. الصرمي هاجم اتحاد كرة القدم ورئيسه الشيخ أحمد العيسي الذي طالبه بالعودة إلى صوابه وأن رئاسة الاتحاد الكروي تحتاج لشخصية محايدة تفهم أصول اللعبة!
< بعد أسبوع، وبالتحديد في العدد الذي يليه، والذي يحمل الرقم 206، وفي تناولة رئيس التحرير الزميل فؤاد قاسم في الصفحة الأخيرة، والتي كانت تحت عنون بـ«ليته سكت»، فند الزميل فؤاد قاسم حقيقة التصريح الذي نفاه القيادي الصرمي حينما قال: «إننا سمعنا ويا رب لا كان صدقا» أن الصرمي نفى ما صرح به في أكثر من مناسبة.. أولها في وزارة الشباب، والثانية في اللجنة الاولمبية وعبر التلفون.. وحقيقة نأسف أن نسمع مثل هذا الكلام من شخصية قيادية تقود أهم الأندية في بلادنا، ونؤكد أننا في «سبورت» ليس من عادتنا أن نلفق التصاريح وأن نقول أشياء وهمية من نسيج الخيال.. ومع شخصية مثل الصرمي رجل دولة.. وكل ما قاله موثق لدينا». وزاد على ذلك -والكلام للزميل رئيس تحرير «سبورت»- أن الصرمي لم يوجه له سؤالا عن الاتحاد بل إنه فاجأنا بالهجوم الكاسح ضد الاتحاد ورئيسه. وسبق هذا الموضوع توطئة لرئيس التحرير يقول فيها: «إن نادي أهلي صنعاء عرفناه شامخ شموخ الجبال عبر تاريخه الرياضي بل هو مؤسسة تربوية ورياضية وصرح لا يشق له غبار من خلال أبنائه وقياداته المتلاحقة.. يتزعم الأندية وقت الشدائد والمحن.. أما الآن فحدث ولا حرج!».
< وفي العدد رقم 208 من الزميلة "سبورت" الصادر بتاريخ 21 فبراير، وفي الصفحة الاخيرة، صرح الصرمي بالتالي: «رئاسة الاتحاد العام لكرة القدم ليست حكرا على أحد والعيسي يقوده بخطوات ثابتة".. وتابع «إن العيسي قاد الكرة اليمنية بخطوات ثابتة تخدم الرياضة اليمنية وتعزز من تواجدها في جميع المحافل العربية والقارية والعالمية... الخ». وفي نفس العدد وفي الصفحة رقم 4 تم إنزال إعلان في ربع صفحة ملون للأخ الصرمي يهنئ فيه الشيخ أحمد العيسي بمناسبة انتخابه رئيسا لمجلس قبائل العواذل!
< المتتبع لسير هذا التسلسل المليء بالتناقضات، يرى العجب ويضع الجميع في حيرة من أمره لكون الحقيقة لم تتضح بعد، ولا نعرف من هو الجاني ومن هو المجني عليه. فالصحيفة تؤكد أنها تمتلك البراهين والأدلة التي تدين الصرمي وتهجمه على الاتحاد مع انه وردت فقرة تثير الشكوك من قبل رئيس تحرير «سبورت» في تعقيبه على نفي الصرمي للتصريح الأول، والذي لم ينشر في الصحيفة حسب المتعارف عليه وإنما جاء في أروقة الوزارة ومكاتب مسؤوليها حينما قال: "سمعنا ويا رب لا كان صدقا"! و«سمعنا» هذه تثير علامات استفهام كثيرة وتعطي الصرمي جزءا من البراءة وليس كلها في أن الكلام الذي قاله غير صحيح مع أن الزميل فؤاد يؤكد أن التصريح موثّق ومسجل لديه!
< الأغرب هو في إظهار الصرمي مرة أخرى في أنه مساند ومقدر العمل الذي يسير عليه اتحاد الكرة، والذي يتعارض مع رأي الصحيفة التي ترى في اتحاد الكرة أنه فاشل، بل إنها تبنت حملة كبيرة وغير مسبوقة لتأليب الشارع الرياضي في أن الاتحاد أثبت فشله، وعليه تقديم استقالته، وهو ما يضع الصحيفة والقائمين عليها في ورطة حقيقية أمام قرائها لكون التناقض بلغ صورة غير متوقعة ولم يعهدها أحد، بل ولم يتوقعها إطلاقا. غير أن ذلك ما حصل، وهو ما تؤكده أعداد الصحيفة الثلاثة المتسلسلة، وربما قادم الأيام يحمل أشياء أخرى!
وحينما أبدينا وجهة نظرنا في إخفاق مسقط قالوا إننا متمصلحين ومن هواة السفر، بل زادوا على ذلك وقالوا إننا سقطنا في مسقط مع أن الاختلاف لا يفسد للود قضية، ولا يحق لأي كان أن يسيء لزميل من خلال وجهة نظر لم تتفق معه.. طيب ماذا عسانا أن نقول اليوم في هذه التراجيديا والكوميديا التي أتحفتنا بها «سبورت»، والتي لا أنتقص منها بل أعدها في طليعة الإصدارات الصحفية في هذا المجال.
هل نسمي ما حدث سقوطا وتراجعا؟ أم نسميه لعبة مصالح مشتركة لهدف ما؟ أم نسميه رضوخا من قبل المشرفين على الصحيفة من أجل قيمة إعلان هنا أو هناك؟ أم نسميه اعترافا بالذنب تجاه اتحاد الكرة؟
< الحقيقة التساؤلات أعلاه ساقت وفرضت نفسها بهذا الشكل مع التأكيد على أن حق القارئ يبقى ملزما للجميع في توضيح الصورة له وعدم الاستهتار به وكأنه «كوره» يتم قذفها من عند هذا إلى ذاك، وهو أمر خاطئ إذا اعتقد ذلك الإخوان لأن القارئ أذكى ويعرف ما بين السطور التي بانت بشكل واضح جدا!
كنت أتمنى ألا أتناول هذا الموضوع مرة أخرى حتى لا يساء فهمه، ولأنني أيقنت أن الحديث فيه يجرنا إلى متاعب ومطبات كثيرة في مقدمتها الحرب الضروس التي تدار بين الزملاء وبطريقة خاطئة، والخاسر فيها هم الزملاء أنفسهم. غير أن هذا المستجدات أو المتناقضات -سموها ما شئتم- هي التي جعلتني أعود وأتناول الموضوع مرة أخرى مكرها أخاكم لا بطل!