تذكار الزمن الجميل وتساؤل المستقبل.. ديربي عدن.. ماذا ننتظر؟

تذكار الزمن الجميل وتساؤل المستقبل.. ديربي عدن.. ماذا ننتظر؟

 احمد ابو صالح
طوابير بشرية تبدأ من بوابة استاد الحبيشي وتنتهي بجانب البنك الأهلي بمدينة كريتر، مدرجات مملوءة جداً بالبشر ومكسوة باللونين الأحمر والأخضر، شعارات، أهازيج، أناشيد رياضية يصل صداها إلى أرجاء المدينة بكاملها، طبول ومراويس تشكل سيمفونية إيقاعية بديعة، أطفال يضعون على رؤوسهم القبعات ويصبغون وجوههم باللونين الأحمر والأخضر، عشرات الآلاف من الجماهير يطوفون شوارع مدينة كريتر مرددين الأناشيد الرياضية البديعة.
تلك هي الصورة التي ما تزال مخزونة في ذاكرتي، صورة رائعة عن ديربي عدن أو قمة عدن الكروية التي تجمع فريقيها الكبيرين التلال والوحدة، أو "الشياطين الحمر" و"بيارق الهاشمي"، كما تسميهم جماهيرهما الكبيرة والصحافة الرياضية أيضاً.
لقاءات التلال والوحدة كانت حتى وقت قريب قمة كروية بكل ما تحمله كلمة قمة، وحدث رياضي سنوي ينتظره عشاق الكرة بصبر طويل ويتابعه جمهور الكرة داخل الوطن وخارجه عبر الشاشة الفضية بأصوات المعلقين محمد سعيد سالم وعوضين، وعبر الأثير الإذاعي بأصوات المعلقين فيصل باعباد والراحل سالم بن شعيب، وكانت بحق متعة وإثارة وفنا كرويا راقيا تجسده على أرض الملعب مهارات ابوبكر الماس والأحمدي والسبوع ووجدان شاذلي وطارق قاسم ومشتاق محمد سعد والويكا وياسين محمود وعصام زيد وغازي غراب وكامل صلاح وخالد عفارة وشرف محفوظ ومنير عوض والأوبلي ولطفي سالم وغيرهم.
كوكبة من أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم الملاعب اليمنية، أوجدهم ذلك التنافس الرياضي وصنع نجوميتهم ذلك الديربي العدني الشهير وساندهم جمهور الناديين الذي تتعدى أرقامه مئات الألوف من الجماهير الوفية.
استعادة تلك الذكريات من الزمن الرياضي العدني الجميل هي نتاج طبيعي لوجود قطبي الكرة العدنية لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات في مسابقة كروية واحدة، وهي دوري الدرجة الأولى، بعد غياب الوحدة العدني لفترة طويلة وعودته الموسم الماضي التي تزامنت مع هبوط التلال المؤسف. والآن بوجودهما معاً تنتظر الجماهير اليمنية قاطبة عودة الروح إلى الكرة العدنية وبث نسائم الحياة في عروقها من جديد. فيا ترى هل يكون ديربي عدن القادم كما كان أيام زمان؟ سؤال ستجيب عليه الأيام القادمة. فلننتظر.