لهذا السبب ينشرون الفوضى والقتل

5-04-2011 صلاح السقلدي
يعرف جيدا حاكم صنعاء، القابع هناك في القصر الوثير- المسمى زورا وكذبا قصر جمهوري- أن انفراط السبحة قد حدث وتناثرت حباتها من بين يديه المرتعشتين، ولم يعد بوسعه أن يتمثل بالقول الفاسد: "اذا نطق المال صمت الحق"، حتى وإن حمّل (سلطان البركاني ويحيى الراعي وحمود عباد وحافظ معياد) فوق ظهورهم شوالات مما بقي من الأموال في البنوك التي يوسعونها نهبا، وذهبوا يجوبون بها عموم المناطق فلن يحصدوا بعد أن يصرفوها على بلطجيتهم ومرتزقتهم، بغية الحصول مرة أخرى على أكذوبة "الأغلبية الكاسحة" إلا الخزي والسخرية بعد أن فقد هذا الكائن المسمى "المؤتمر الشعبي العام" كل أسباب القوة والهيمنة ولم يعد يجيد فنون الخداع في معظم المحافظات ولم يبق معه سوى محيط القصر الذي يجمع حوله بعض المتكسبين بالأجر الأسبوعي "كل جمعة" 35 دولاراً للقادم من خارج صنعاء و250دولاراً للقاطنين فيها- حسب وكالة رويتر يوم الجمعة1 أبريل. ولأن رأس الحكم يعرف أنه من المستحيل انتزاع تلك الأغلبية من المقاعد ليتم من خلالها اختلاق مسمى الشرعية الدستورية بعد أن تهاوى حزبه الفاسد بعموم المحافظات وتخلى عنه أغلب أنصاره الذين سجلوا مواقف مشرفة بتركهم هذا الوكر الفساد ليواجه رئيس هذا الوكر ومن بقي في دائرته مصيرهم المخزي على وقع هتافات الطرد التي يتردد صداها من حناجر الملايين، وبالتالي فهذا الرئيس وعبر أذنابه ومرتزقته وبعد أن تيقن من أن هذه المحافظات أصبحت خارج هيمنته وخارج نطاق الاحتلال الذي يمارسه سدنته وبلطجيته، فقد عمد إلى نشر أعمال الفوضى بمختلف صنوفها بما فيها القتل الجماعي، لتحقيق أمرين من وراء ذلك، أولهما لكي يثبت ما دأب على ترديده هو وإعلامه المضلل بأن التشتت والضياع والصوملة هي البديل عن حكمه، وثانيهما لكي يزرع الفتن والقلاقل لأية سلطة تأتي بعد حكمه.
  لعمري إنه لا يوجد أكثر من هكذا أنانية وخساسة ولؤم في أي حاكم عربي أكثر مما يتوافر في تفكير حاكم صنعاء وأذنابه، الذين لا يجيدون أكثر من زراعة الخراب وصناعة الأكاذيب. فقد كشفت الأيام الماضية الطريقة الفاضحة التي عمد لها هذا الحاكم في محافظات شبوة ومأرب والجوف وأبين الجريحة، وعدن وغيرها من المحافظات حين شعر بتهاوي مكانته بالانسحاب المهين وتسليم تلك المناطق لمرتزقته مما يسميه بالقاعدة والإرهاب، والجميع يعرف من هو رأس الإرهاب ومن هو رأس الفوضى الذي يجيد ببراعة دور "دراكولا"، لتعيث تلك العصابات السلطوية المأجورة من أموال البسطاء والجياع، فسادا وقتلا ونهبا لصالح نظام خائر البنيان متهالك القوى، ينفث من غدده السامة آخر جرعات سمومها.
  *خاتمة مع نزار قباني:
كلما فكرت أن أعتزل السلطة
ينهاني ضميري
من ترى يحكم بعدي هؤلاء الطيبين؟
من سيشفي بعدي الأعرج..
والأبرص
والأعمى؟
ومن يحيي عظام الميتين؟
من ترى يخرج من معطفه ضوء القمر؟
من ترى يرسل للناس المطر؟
من ترى يجلدهم تسعين جلدة؟
من ترى يصلبهم فوق الشجر؟
من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر ؟
ويموتوا كالبقر؟
كلما فكرت أن أتركهم
فاضت دموعي كغمامة
وتوكلت على الله
وقررت أن أركب الشعب
من الآن إلى يوم القيامة 4689953