ردم البحر لتوفير متنفس آمن للدبابات

28-03-2011 فؤاد مسعد
كانت المنطقة الحرة في عدن تبرر إقدامها المستمر على ردم مساحات واسعة من البحر بالحرص على الاستثمار وتسهيل المهام أمام المستثمرين، ولو على حساب المنظر العام للمدينة ومتنفساتها العامة، وفي سبيل ذلك خاضت أكثر من مواجهة وقابلت أكثر من طرف، سواء في المحاكم أو خارجها، وضد مبدأ استقلالية القضاء كما تجلى ذلك في التوجيهات الأخيرة الموصوفة بـ"العليا" التي ألزمت محاكم عدن بعدم الخوض في نزاعات تكون المنطقة الحرة طرفا فيها، ومع أن ذلك سهل المهمة أمام إدارة المنطقة إلا أنها لم تقدم على الردم بهذه الطريقة التي تقوم بها هذه الأيام خصوصا مع اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام، حيث تعمل آلة الردم في أكثر من جبهة على ساحل البحر في منطقة كالتكس والمناطق القريبة منها، اليوم مع توتر الأوضاع وانتشار وحدات من الأمن والجيش في شوارع عدن وأحيائها معززين باليات وأسلحة متوسطة وثقيلة أصبح المكان المردوم مؤخرا مكانا مناسبا للدبابات، وهذه خطوة ستكون محسوبة لإدارة المنطقة الحرة التي سهلت المهمة للمستثمرين فيما مضى مثلما تسهل بهذه الأعمال المهمة للدبابات التي لا ندري متى ستعود إلى ثكناتها؟