الثائرات والثائرون

23-03-2011 وديع العزعزي
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته، وتحية إجلال لكم أيها الصامدون في ساحة التغيير بصنعاء، وعبركم إلى كل ميادين وساحات التغيير والحرية في ربوع يمننا الغالي.
واسمحوا لي بداية أن أتقدم ببالغ الأسى وعظيم الرجاء وخالص الدعاء لله العلي القدير أن يتغمد الشهداء بفسيح جناته وينزلهم الدرجات العلى، ويلهم ذويهم وأنتم وكل شعبنا اليمني العظيم آباء وأمهات، إخوة وأخوات، وزوجات، أبناء وبنات، أحبة وحبيبات، جميعاً أهل كل الشهداء- يلهم الجميع الصبر والسلوان، ويمن بالشفاء العاجل لكل المناضلين من المصابين والمصابات، الجرحى؛ وأن يزيدكم ثباتاً ويحقق بكم أحلام وآمال وتطلعات كل اليمنيين.
أيها الثوار: أنتم وعد الله وكلمته التي ألقاها في اليمنيين من خلالكم، فأنتم التعبير الحق عن عظمة هذا الشعب العريق والعظيم، فلقد أعدتم للراية الوطنية مكانتها، في نفوس الناس، بل وأعدتم صياغة المفهوم الحقيقي للوطنية بمعناها السامي والرفيع.
أنتم تصنعون الآن المستقبل الذي حلمنا به نحن وأجيال عديدة سبقتكم، أنتم تجسدون الآن أعظم وأنقى وأسمى ما في اليمن على امتداد تاريخه الحضاري في عمق التاريخ، وتجسد السلطة القمعية ومن معها أسوأ ما في هذا الشعب على مر كل عصوره وحقبه.
أنتم طليعة شعبنا بكل فئاته؛ لكم تمنيت أن أكون معكم تلميذاً في أكاديميتكم العظيمة، بل وأكثر من هذا تمنيت لو أني أمسك بيد ابني جمال وابنتي رنوس، وأقودهما إلى ساحة التغيير كي يتشكل وجدانهما على وقع كلمات هتافكم، وحروف وألوان لوحاتكم، ولافتاتكم، وعلى مشهد قبضاتكم وسواعدكم وهي ترتفع في سماء الساحة، وترتفع بها ومعها هامات كل اليمنيين أينما كانوا، باستثناء القتلة، لكني معكم قلباً وقالبا.
وإني أجدها فرصة لأشكر من خلالكم الزملاء الأعزاء في نقابتنا الكريمة (نقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعتي صنعاء وعمران)، وبالأخص الزملاء الأجلاء في الهيئة الإدارية للنقابة الذين انحازوا للشعب وطليعته الواعية، المجسدة بكم، والذين عبروا بصدق عن قدسية مهنة التدريس ومكانة الجامعة في وجدان المجتمع.
للشهداء الخلود وللثورة المجد ولكم الانتصار.
                                                              أ. مساعد الإعلام جامعتي صنعاء والملك سعود 4780377