* الشعب لم تعد ترهبه الطوارئ أو السجون أو حتى القتل النائب البرلماني أحمد سيف حاشد ل "النداء"

22-03-2011 * تخلي القبائل عن السلاح وحميميته واللجوء إلى ميادين الحرية والتغيير تهتف "سلمية سلمية مية بالمية" يثبت كم هذا الشعب عظيم
* الرحيل اليوم لم يعد خياراً يليق بل يجب ملاحقة النظام ومحاكمته هو وكل الضالعين في الجرائم
قال النائب البرلماني المستقل أحمد سيف حاشد إن ما حدث الجمعة الماضية، يكشف كم أن الرئيس "مستبد ومجرم ومتشه للدم والحكم". واعتبر ذلك محاولة يائسة منه لجر المعتصمين إلى مربع العنف، لكن هؤلاء يعون أن النضال السلمي هو خيار حضاري مدني لا يمكن التخلي عنه.
ولفت إلى أن الاعتصامات داخل الساحات ليست إهداراً للوقت. مؤكداً ان الاستمرار داخل الساحات حتى لو فترة أطول "يدخل في إطار إنضاج الثورة.. كل يوم يمر يقصر من عمر السلطة".
واعتبر حاشد الاستقالات المتوالية من الحزب الحاكم "تصدعاً وشروخاً وعلامات انهيار للسلطة القائمة.. سفينة يتقافز منها الناس للنجاة". وقال إن أصحاب مصالح باتت مهددة يبحثون عن مكان جديد وآمن في النظام الجديد القادم.
حوارهلال الجمرة * ما تعليقك على الأحداث الدموية التي ارتكبت في ساحة التغيير بصنعاء وساحات الحرية في كافة المحافظات، على المعتصمين سلمياً المطالبين بإسقاط النظام؟
- إنها مأساة كبيرة وفاجعة تبتلع وطناً.. جرائم وأفعال غارقة بالحماقة وكاشفة عن حقيقة وجوهر هذا الحاكم ومدى بشاعته وقبحه.. فعل يكشف كم هو مستبد ومجرم ومتشه للدم والحكم.. فعل لم يبقِ ورقة توت تستر عورته ودمامته.. لكم هي مفردات اللغة عاجزة عن وصف مبلغ أفعاله وجرائمه وجرائره. * لم يكن هناك ردود فعل قوية من قبل المعتصمين تجاه تلك الأحداث، خاصة التي حدثت في ساحة التغيير.. ما هو السبب؟
- ربما هي لحظة الغرق بالذهول من هول الفاجعة والصدمة.. وربما من أجل حشد الطاقات والجهود أكثر لفعل أكبر. وقبل كل شيء فإن خيار النضال السلمي الذي اختاره المعتصمون كان السبب الرئيسي لعدم تحول مشاعر الألم والسخط إلى أفعال انتقامية عنيفة ضد السلطة.. إذ يعي الجميع أن النضال السلمي هو خيار حضاري ومدني لا يُمكن النظام من تحويل القضية إلى صراعات محلية لطالما أجاد اللعب بها. كما أن خيار النضال السلمي يشكل ركيزة مهمة للدولة المدنية التي يطمح اليمنيون إلى بنائها عقب رحيل نظام صالح.
كما أن وحشية السلطة ولجوءها إلى العنف قد أخرج الكثير ممن كان لا زال يراهن أو يراوح في المنطقة الرمادية، إلى منطقة الفعل والتغيير، وقطع الطريق على من كان لا يزال يفكر بالعودة للوراء بساحة التغيير خلسة. وبنفس القدر وضعت استحالة حقيقية في أن تستمر هذه السلطة بحكم الشعب في المستقبل.. إن التغيير قادم ووشيك لا محالة. * رغم أن اعتصاماتكم ترفع شعار "سلمية سلمية" إلا أنكم لم تَسلموا من الهجمات المتكررة التي تستخدم فيها قوات الأمن الرصاص الحي بكافة الأسلحة والقنابل المحرمة دولياً، كما تقولون، هل يعني ذلك أنكم لن تدافعوا عن أنفسكم ولن تتخذوا أي إجراءات تصعيدية أبعد من الاعتصام داخل الساحات؟
- كما سبق وأخبرتك، فإن السلطة تسعى حثيثا ومن خلال استخدامها أشد أدوات القمع، أن تجر الشعب إلى مربع العنف، ولكن يبدو أن الشعب قد فهم ما ترمي له السلطة، وقرر أن يطيح بها من خلال أدوات النضال السلمي المحض.. حتى القبائل تخلت عن السلاح وحميميته، وأتت إلى ميادين الحرية وساحة التغيير تهتف سلمية سلمية مية بالمية.. تتصدى لرصاص الجبناء بصدور عارية.. فعل جدير بالتأمل، ويثبت بالواقع والملموس كم هذا الشعب كبير وعظيم.
المذابح والجرائم التي ارتكبت بحق المعتصمين والمحتجين سلميا ستلقي بأثرها وتداعياتها على المشهد السياسي.. فالشروخ والتصدعات التي حدثت في بنية السلطة كبيرة، واحتمالات انهيار الحكم باتت راجحة، بل وأكيدة.. وبالمقابل نجد كل يوم إرادة الشعب وعزيمته تقوى للإطاحة بهذه السلطة المثقلة بعبء التاريخ ودم الضحايا.
بالتأكيد هناك إجراءات تصعيدية ستتم في المستقبل القريب. إن التراكمات الكمية ستفضي بالتأكيد إلى تحولات نوعية مهمة. إنه قانون فلسفي شامل لا يفعل فعله في الطبيعة فقط، ولكن أيضا يفعل فعله في الوعي والمجتمع. نعم هذا ما يحدث الآن في اليمن. إنني على قناعة أن المستقبل سينتصر قريبا، وأن مخاض الولادة سيأتي حتما بمولود.. أتمنى أن يكون هذا المولود جميلا وقويا ومعافى. * باعتقادك ماذا يريد النظام والرئيس من تلك المجازر؟
- إنه يريد أن يجر الشعب إلى مربع العنف الذي ألفه واعتاد عليه وعلى التعامل والتعاطي معه.. ولكنه اليوم يفشل وينتكب رغم فداحة المصاب وجسامة المذبحة. * بعد مجزرة الجمعة، هل ارتفع سقف مطالبكم أم ما زالتم تنادون برحيل الرئيس وأسرته فقط؟
- إن الرحيل اليوم لم يعد بخيار يليق.. بل يجب ملاحقة النظام ومحاكمته هو وكل الضالعين في الجرائم المرتكبة بحق الشعب والوطن. إن الشعب جدير بأن يحقق ذلك.. وسينتصر دم الضحايا على سيف الجلاد وغروره وجنونه. * الجمعة الماضية خرج الرئيس ليعلن عن حالة طوارئ، برأيك ماذا يريد النظام من ذلك؟
-إنه فعل اليائس.. ورقة أخيرة أو ما قبل الأخيرة.. خطوة أو حالة ستستنفد صلاحيتها مع أول تصعيد قادم إن لم تكن بالفعل قد استنفدت جدواها. الشعب لم تعد ترهبه الطوارئ أو السجون أو حتى القتل.. انظر عندما تطلق الرصاص على ساحات التغيير كيف يهرع الشباب ويتسابقون نحوها.. انظر كيف يتلقف المعتصمون القتلى والجرحى منهم ويسلمونهم إلى زملائهم ويستحثون الخطى للعودة والمقاومة.. إنهم ثوار وشجعان بالفعل وصانعو ثورة مجيدة.
من جهة أخرى، يدرك كل الوسط السياسي، بمن فيهم الرئيس، أن إعلان حظر الطوارئ لا يمتلك أية شرعية، وقد قوبل بالرفض من قبل عموم النخب السياسية والجمهور اليمني. * برأيك هل سيتحرك المجتمع الدولي لإيقاف النظام عن تنفيذ مثل هذه الجرائم؟
- هذا ما آمل حدوثه.. هناك بالفعل كثير من الضغوط المحلية والدولية لإيقاف تنفيذ مثل تلك المجازر.. هناك أيضا قد وجد أساس قانوني جلي لملاحقة المجرمين دوليا في المستقبل. أتوقع فعلاً خارجياً مؤثراً في حال استمرار السلطة في إيغالها بالقمع والقتل. وإنه لمن المؤكد أن الملاحقة القضائية والقانونية ستتم بعد رحيله، ورحيله صار أيضا مؤكدا وعلى مرمى حجر. * ماذا لو لم يتحرك؟
- من الملاحظ أن المجتمع الدولي قد بدأ فعلياً بالضغط سياسياً على النظام، وصلت أغلبها إلى إدانة صريحة لما حدث من قمع للاعتصام السلمي، وبالتالي فإنني متأكد أن المجتمع الدولي يقدر أهمية ألا يدع نظام صالح يكرر ما حدث في ليبيا.
وقبل كل شيء، هذه ثورة شعبية عارمة، والشعب قادر أن يفرض أجندته على الداخل والخارج.. يستطيع أن يفرض على الآخر أن يتعاطي مع قضاياه.. هذا يتوقف على مدى إرادته وعزيمته واستمرار صلابته.. وعلى حد وصف الشاعر التونسي: "إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر". * شاركت مع الطلاب في المسيرات والتظاهرات المطالبة بإسقاط النظام منذ اليوم الأول، الآن بعد مرور نحو شهرين على بداياتكم الأولى، ما هي قراءتك للوضع؟
- إنها ثورة.. لقد كنت أدرك ذلك منذ يومها الأول في 16 يناير، فيما كان ينظر لنا البعض أننا مجانين أو مغامرون نفتقد الحد الأدنى من العقل والحكمة. هذه الثورة لن تنتهي بالإطاحة بالرئيس.. بل ستستمر كما هو الحال في نموذج الثورة المصرية.. ستستمر حتى اقتلاع هذا النظام من جذوره.. ستستمر في مرحلتها الثانية في الضغط لبناء دولة مدنية حديثة قائمة على المساواة والعدل واحترام الديمقراطية وحقوق الإنسان.
إن الشعب اليمني خلال هذه الفترة قد أكد بخيار السلمية على تأكيد الخيار المدني، وهو يعي خطورة القوى التقليدية والمتخلفة على ثورته. فالخطر على الثورة لا يأتي اليوم وغداً من السلطة المترنحة، ولكن من القوى الأكثر تخلفاً وعصبية.
إن الثورة لن تنجز مهمتها التاريخية إلا ببناء دولتها المدنية والوطنية والعصرية الحديثة. على قوى الحداثة وأنصار بناء الدولة العصرية أن يستفيدوا مما مضى، وينظموا أنفسهم في مكونات فاعلة، ويكونوا جاهزين ومستعدين لإنجاز مهام الثورة الملحة والقادمة. * هل لديكم أي مؤشرات تشير إلى أن الرئيس سيرحل؟ وهل سيرحل قريباً أم تعتقد أنه سيرتكب الكثير من المجازر قبل رحيله؟
- مهما كان عنيداً أو استحوذ الغباء والحمق على عقله وبصره، فإني مؤمن بأن الشعب الذي خرج للساحات قادر على جعله يدرك حقيقة ضرورة رحيله، وأن كل رهانته سقطت وكل أوراقه حرقت وكل حيله استنفدت، وأن الموضوع لا يعدو أكثر من مسألة وقت، وأن خياراته تضيق كل يوم حتى باتت قاب قوسين أو أدنى، ومنحصرة بين أن تطاله العدالة أو الانتحار. - لكنه لم يقدم أي تنازلات للشباب؟
- المستبدون لا يعون ولا يتخلون عن سلطاتهم طوعا، بل يستميتون من أجلها، ولا يستطيعون العيش دونها، ولا يتنازلون عنها حتى تقصم الحقيقة ظهورهم.. هذا ما سيحدث في اليمن أيضا. * يقال إنك تتعرض لمضايقات وتهديدات بالتصفية، هل ما زالت مستمرة؟ وهل أضعفت موقفك وقللت من حماسك الثوري المطالب برحيل النظام؟
- نعم أتعرض لمضايقات وتهديدات، ولكني لا أعيرها اهتماماً.. القضية أهم والهدف أكبر، وما دونه يهون ويصغر.. لم يضعف حماسي يوما، ولكن أحيانا لا بأس من استراحة المحارب. وحتماً سأمضي مع الناس إلى النهاية، ولا أعتقد أني يمكن أن أكل أو أمل بسهولة. * إهدار الوقت على الاعتصامات داخل الساحات قد يخدم الطرف الآخر، أنت كقيادي في ثورة الشباب، هل لديكم خطوات تصعيدية تسرّع في تحقيق هدفكم في إسقاط النظام؟
- أولاً اسمح لي أن أؤكد لك، من وجهة نظري، أن الاعتصامات ليست إهداراً للوقت، حتى ولو طال اعتصامنا لبعض الوقت. ربما ما يحدث حتى الآن يدخل في إطار إنضاج الثورة.. كل يوم يمر يقصر من عمر السلطة.
لا زال الحال يسير لصالح المعتصمين.. أخطاء وخطايا السلطة القائمة تتكاثر وتكبر. وإعادة تنظيم الشباب في ظل هذه الفترة والاستفادة منها مهم من أجل وجود كيان شبابي مدني يستطيع أن يصنع الحدث في المستقبل، ويكون ضمانا لنجاح الثورة وتحقيق غايتها في بناء دولة وطنية حديثة وعصرية. بالتأكيد هناك خطوات تصعيدية قادمة.. انتصار الثورة في مرحلتها الأولى صار الآن على مرمى حجر. * يُشاع عن وجود انقسامات وفرقة داخل ساحات التغيير والحرية، وعن وجود سيطرة من قبل طرف معين على الساحات، هل هذه الإشاعة التي تروج لها وسائل الإعلام الرسمية صحيحة؟
- نعم يوجد اختلافات في وجهات النظر، وهذا شيء إيجابي، إذ إن هذه الاختلافات لم تصل لحد وجود انقسام حاد، فالمعتصمون بكل اختلافهم مجمعون على نفس الهدف، وهو "إسقاط النظام". هذا الهدف مشترك قوي بين الجميع.
لا أنكر أن كثيرين، وأنا منهم، نبدي قلقاً من محاولة طرف بعينه نشعر أنه يريد أن يحرف مسار الثورة، ويحاول احتواءها في المستقبل.
بالتأكيد هناك طرف إقصائي مستحوذ في الساحة لا زال مثقلاً بثقافة الماضي. طرف يقصي الآخرين ولا يريد أن يسمع إلا قوله ولا يرى إلا فعله. هناك من يريد أن يكون في المستقبل إلهاً يقصي ويحرم ويجرم من يخالفه. لذلك لابد للقوى المدنية والقوى الحية أن تأتلف وتتحالف ضد الإقصاء، وضد إعادة إنتاج الماضي البائد. لابد أن نتحالف من أجل عدم احتواء الثورة من قبل القوى التقليدية والمتخلفة. إن الشباب المستنير هم صمام أمان الثورة، ولذلك لابد من أن ينظموا في كيان شبابي قوي وفعال من أجل القدرة على صياغة المستقبل بفاعلية وإثمار.
إنني أبذل جهدا في الساحة من أجل هذا. هناك التحالف المدني للثورة الشبابية، أتوقع أن يفعل شيئاً من هذا، وموعد إشهاره سيكون خلال الأيام القليلة القادمة. أتمنى من كل الأطر الشبابية المدنية التي تريد بناء دولة يمنية حديثة، أن تكون منضوية تحت هذا التحالف لتقوى حتى تستطيع تحقيق الهدف.
ومن جهة أخرى، فإنني أنصح الأطراف التي تحاول الاستحواذ أن تعتبر مما يحدث، وأن تنتبه إلى حقيقة ومعنى خروج الناس إلى الساحات، رفضاً للاستحواذ والإقصاء اللذين تمارسهما السلطة الحالية. وأتمنى من هذه القوى أن تكون شريكاً في بناء وطن أفضل، ولا أتمنى أن يخرج الناس ضدها إلى الساحات في حال لم تعِ الدرس. * كيف تلمس الحماس والانسجام بين المعتصمين داخل الساحة؟
- الحماس منقطع النظير بين كل المعتصمين في الساحات، إذ يجمعهم هدف إسقاط النظام.
الاختلاف أمر طبيعي، غير أن غير الطبيعي هو محاولة بعض الكيانات التي يديرها أشخاص نافذون أو أحزاب من خلف الكواليس، أن تفرض نفسها على الآخرين، وتملي تصوراتها وأجندتها بإرغام وبسط. هناك في الساحة من يحاول فرض أمر واقع على الآخرين، ويعمل بدأب على إقصائهم، وهو مستمرئ هذا الوضع، ويعمل على تكريسه. كثير من المعتصمين يرون في محاولة تسيد الخطاب الديني للساحات، عملية إقصاء لا تتفق مع روح الثورة، وهي بالفعل لا تتفق معها، إذ يجب أن تتعدد الأصوات، وأن نبدأ من الساحات التأسيس لسلوك وممارسة ديمقراطية ومدنية حقيقية، وليس مجرد شعارات ومغالطات. وأعتقد أن أي طرف سيغتر ويعتقد بقدرته على القفز على أهداف الثورة، سينال نفس ما يناله النظام القائم. * هل أصبح لدى الثورة ائتلاف موحد يتحدث باسمها؟
- هناك كيانات شبابية وتعبيرات سياسية وفكرية كثيرة، ودعني أحدثك عن 3 نماذج منها. الأول هو التحالف المدني للثورة الشبابية الذي بدأ يتبلور ويتحد ويكبر، وآمل أن يكون إطاراً جامعاً لكل المكونات الشبابية التي تهدف إلى بناء يمن جديد وحديث وعصري.
وفي المقابل هناك كيان آخر لا يقود ولكنه ينقاد بحزب أو شخص، يتشرب ثقافته، ويريد أن يرغم الآخرين أن يشربوا مما يشرب.
وتوجد أيضا كيانات صغيرة وتفريخ بمسميات كثيرة صارت لا تعد ولا تحصى. أتمنى أن تعمل جاهدة على التوحد في أطر أكبر تكون قادرة على تمثيل خياراتها في المستقبل القريب. * ما هو رأيك بدور الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والنقابات؟
أعتقد أن الجميع يبذل قصارى الجهد، ويسهمون في إنجاح الثورة. إلا أنني أعتقد أنه ينبغي أن تأتلف كل قوى التحديث في اصطفاف واحد وجبهة واحدة لضمان عدم حرف مسار الثورة في المستقبل، والحيلولة دون احتوائها من قبل القوى التقليدية والمتخلفة. * كيف تقرأ استقالات نواب ومسؤولين في الحزب الحاكم؟
- إنها تصدع وشروخ وعلامات انهيار للسلطة القائمة.. سفينة يتقافز منها الناس للنجاة.. أصحاب مصالح باتت مهددة يبحثون عن مكان جديد وآمن في النظام الجديد القادم. * ما رأيك بدور المؤسسة الأمنية والحرس الجمهوري؟
- لا يزال دورها سلبياً، إذ يفترض بها كمؤسسات وطنية أن تعمل على حماية مصالح الشعب وليس السلطة. يجب على الأمن والجيش أن يقوم بدوره الوطني، وأن يحمي خيارات الشعب اليمني، ويتحمل الجيش والأمن المسؤولية الكاملة في حال لم يقف في صف الشعب اليمني.
لا زال بإمكانها أن تؤدي دوراً معيناً لصالح السلطة، ولكنه لن يكون بمقدورها حسم الصراع لصالحها، حيث المتوقع أن تشهد تلك الوحدات تصدعاً وانحياز وانضمام ضباط وأفراد إلى صفوف المحتجين.. وربما نشهد تمرد بعض الوحدات على قياداتها في مرحلة ما وهامة من الصراع القائم بين الشعب والسلطة. * ماذا بشأن الجيش؟ هل تعتقد أنه سيتدخل؟ وإلى جانب من سيقف؟
- أتوقع في البداية انقساماً في الجيش إما وفق سيناريو متفق عليه أو وفق ولاءات محتدمة لقياداته، ولكن سينتهي الأمر في نهاية المطاف لصالح الشعب. وأنا أدعو الجيش، لأن يكون وطنياً، وأن يعلن في أسرع وقت انحيازه للشعب كما حدث في تونس ومصر. * هل تعتقد أن بقاء الرئيس سيطول؟
- لا أعتقد.. ربما نجد بعد فترة غير طويلة تطورات المشهد تسير بإيقاعات سريعة.. ولذلك أعتقد أن بقاء الرئيس لن يطول، لأن ضغوط الشارع تزداد بقوة من أجل تنحيته. وكما نرى فإن استسهال الأمر ومضي الرئيس في غيه عمل على تحويل مطلب الجماهير من رحيله إلى المطالبة بمحاكمته. * المعتصمون في أوج غضبهم الآن، لكن جمعة الغضب ما زالت بعيدة لو نظرنا إلى تسمياتكم، متى ستدعون لجمعة الغضب؟
- أعتقد أننا لن نشهد أكثر من جمعتين أو 3، وفي أسوأ الأحوال أظن لن يطول بقاء هذه السلطة أكثر من شهر ونصف، إلا إذا تدخل عامل قوي لم يكن في الحسبان، فربما تقل وربما تزيد المدة بحسب الحال وتأثير ذلك العامل أو الظرف. * كلمة توجهها للشباب المعتصمين في الساحات، وللشباب الذين لم ينضموا حتى الآن..
- وحدوا أطركم وصفوفكم في تحالف أو إطار أو ائتلاف مدني كبير لتكونوا قوة فاعلة ومؤثرة في صناعة قرار اليمن في المستقبل. ولا تملوا ولا تتنازلوا عن تغيير كامل للنظام، وعن بناء دولة وطنية ومدنية حديثة وعصرية. أنا من جهتي أعلن أني مع خيار الدولة المدنية، وأنني سأستمر مع كل من يؤمن مثلي بهذا الحلم في الساحات حتى تحقيقه. * كلمة توجهها للقادة الأمنيين والعسكريين..
- أقول لهم اختاروا المستقبل.. انحازوا إلى الشعب.. عندما تأتي لحظة الحسم كونوا شجعان وميامين.. اختاروا الاصطفاف إلى جانب شعبكم والانتماء إليه.. عندما تضيق الخيارات عليكم اختاروا آباءكم وإخوانكم وذويكم في ساحة التغيير.. اختاروا شعبكم لأنه صار كبيرا وعظيما.. ومن اختار غيره سيكون عليه الدرس قاسيا وعظيما. * كلمة أخيرة توجهها للرئيس..
- تنحَّ ونحِّ أقاربك عن السلطة في أيام أو أسابيع قليلة. نحِّ من تعرفهم من المفسدين والفاسدين في السلطة.. أعد للشعب حقوقه المنهوبة في الخارج والداخل. اعتذر لشعبك في الشمال والجنوب، فلربما غفر لك ولو بعد زمن طويل. لا أظنك تفعل لأن المستبدين لا يطيقون مثل هذا الفعل والاعتذار، ولا يصحون إلا بعد فوات الأوان، وبعد أن تقصم الحقيقة ظهورهم.