الكهرباء تحصد قوت مزارعي إب

الكهرباء تحصد قوت مزارعي إب

- ابراهيم البعداني
كجميع المزارعين اهتم مزارعو محافظة إب بأرضهم ساقين إياها بالعرق قبل المطر الذي هطل بغزارة هذا العام.
مع كل ما أعطي أولئك المزارعين من جهد، ومع ماجادت به السماء من غيث، توقعوا أن يجنوا الكثير، لكن انتظارهم كان أطول مما حسبوا، وأعواد الذرة التي راقبوا نموها بلهفة لم تجلب لهم سوى الدهشة.
الثمر الذي انتظروه لم يخرج أبداً، السنبلة كانت تتراقص مع نسمات الهواء العابرة بكل خفة لخلوها من أهم ما قد تحتويه.
ذلك كان هو حصادهم في شهر آب: مجرد أعواد فقط. احتار المزارعون على طول الطرق المتفرقة من السحول، جبلة، بعدان، العدين، السياني، ذي السفال، ميتم، المخادر وغيرها من المناطق بما حل بثمارهم. لكن المهندس الزراعي مجيب الدحثاث لم يستغرب، وأرجع السبب في ذلك إلى الإنارة الليلية التي تمتد على تلك الطرق مفسراً: بأن شدة أشعة الشمس في النهار والإنارة الليلية تجعل النبات يستمر بعملية البناء الضوئي على مدار الساعة وهو ما يعمل على زيادة في النمو الخضري للنبات والتأخير في عملية النمو الثمري.
الدحثاث شدد على ضرورة إطفاء الإنارة الليلية في وقت خروج السنابل في شهر آب الزراعي حتى يتمكن النبات من أخذ فترة كافية للسكون وتكوين الثمار في ذلك الوقت.
«لو نصح القمر ليلة نقص القدح كيلة»، ذلك المثل الشعبي المعروف لدى المزارعين والذي استشهد به مجيب الدحثاث لم يكن جزافاً؛ فالإضاءة الزائدة حرمت الإبيين من حصادهم مما تسبب في ارتفاع سعر الذرة هذا العام حيث وصل سعر القدح إلى أكثر من 3000 ريال، خاصة أن غالبية أبناء المحافظة يعتمدون على الذرة كغذاء رئيسي، يتمثل بوجبة العصيد.
المواشي كانت هي الأوفر حظاً هذا العام فكل ما جاvت به الأرض كان من نصيبها «الأعلاف».
أوجد المزارعون عدداً من الحلول لآفات كثيرة تصيب زرعهم، لكنهم أبداً لم يعملوا أي حساب للآفة الجديدة التي ظهرت.