من الحب إلى الرياضة.. جمهور الفرجة نساء

من الحب إلى الرياضة.. جمهور الفرجة نساء

أحمد زيد
مراعاة لحاجات المرأة التي تتلمس حاجات الأبناء والأخوة للشعور بالانتماء للرياضة، كانت تعز المدينة التربوية الثقافية السباقة بالمبادرة اجتماعياً، فكانت الاولى بالمؤازرة والحضور إلى ملعب الشهداء وبخاصة بعد رواج حضور ناديها الأصغر التعزي الذي بدأ في سنواته الأخيرة يلملم أبناء المدينة الحالمين بوجود حقيقي على خارطة الرياضة محلياً. بدورها بدأت الجماهير الرياضية بمن فيهم النساء تلتف حول فريقها كنوع من التحفيز والتشجيع المعنوي وبحضور قلة من النساء في مباراة الصقر والتلال يشعر المرء بأن رغبة مكبوتة تسكن داخل المرأة للتعبير عن الانتماء للرياضة ولو من باب اشباع الروح، وكم كان المنظر جميلاً والأنفس مهذبة فالتشجيع اخذ طابع الحياء والاحترام للحاضرات وبوجودهن إتسمت الهتافات بمعنى الرياضة اخلاقياً.
إن مجموعة نسوة لم يتجاوز حضورهن الرقم 15 امرأة لعبن دوراً كبيراً في إنشراح صدور الجماهير الغفيرة داخل ملعب الشهداء بتعز حتى أن الحضور غير العادي لجمهور الرجال الذين توزعوا على زوايا الملعب وكل المساحات المتاحة لبصيص فرجة بما فيها تلك الاعمدة الحديدية وراء المرمى غير المعدة بمدرجات، إمتلأت بالمشاهدين. كل ذلك الترحاب ادى إلى فضاء مدرج رحب بحضور النسوة رياضياً من خلال المشاهدة تاركين مساحة حرة لحضور المرأة.
يبقى الفراغ وحده من يشكل هم الفتيات فالكثيرات وبلا غاية يهرولن الشوارع لمجرد المشي بغية التسلية ويبقى شارع 26 قبلة الحب ومركزاً هاماً للتجمع، بل وحده من يحتضن الهاربات من فراغ الوقت، ولأن المرأة بطبيعتها تحب التزيين والتجمل والظهور بأناقة اكثر شكلية بالتالي يهرول الشباب إلى ذات المكان بحثاً عن الفرجة معها تصبح الفتيات محل صيد أعين المارة والمتواجدين على الدوام ويكون الازدحام عاملاً مسبباً لمضايقة البنات، ولو أننا ناقشنا المسألة بعقلانية اكثر فائدة للرياضة لخففنا كثيراً عن المرأة في الشارع ما معناه أنه لو أفسحت مدرجات ملاعبنا جزءاً ومساحة بسيطة تخصص لحضور المرأة في الساحة رياضياً كمشارك بالفرجة فقط وبحراسة تظمن تواجدها دونما احتكاك بالآخر، لانقلب الأمر حيث ستتحول أعين وعقول الشباب إلى مدرجات الملاعب بل منهم من سيحاول الدخول إلى عالم الرياضة لمجرد أن يكون لاعباً تشاهده وتشجعه المرأة أياً كانت: أم، أخت، حبيبة، بالتالي ستتسع دائرة المشاركين في الرياضة، فهل يقبل مسؤولو الرياضة المرأة رياضية في لعبة كرة القدم؟ ولماذا نقبل حضورها في المشاركة الديمقراطية ونجترها إلى زحمة الانتخاب؟ هل يأتي ذلك بدافع الاستفادة من صوتها فقط لتكون وراء ظهور رجل آخر، فيما لو جررناها للرياضة بالتأكيد ستكون وراء ظهور أكثر من لاعب، ولو فكرنا بشكل أعمق بوجودها كعنصر أساسي في اللعب والرياضة أقرب الظن بأنها ستكون وراء شعب يمتلك ثقافة مشاركة المرأة.
في الندوات الرياضية يحدث أن يطلع المسؤولون أكثر من مرة ليسهبوا في مفرداتهم اكثر من كلمة عن ضرورة مساهمة المرأة اليمنية في الرياضة، وما نتمناه على قادة السياسة والرياضة وجمعية الكشافة بكل مرشداتها أن يكونوا جادين لمرة واحدة في تبني مشاركة المرأة وإدماجها في الرياضة من خلال نشر وعي رياضي بفعل حقيقي بين الاوساط النسائية بتسهيل فرصة تواجدها في مدرجات الملاعب كعنصر هام، لا أن تكون المرأة وسيلة للاستغلال من وراء حضورها كما يحدث في رياضة الشطرنج التي يهتم لها القائمون، بل يكون الاحتفاء بالعنصر النسائي كبيراً جداً فيسلط الضوء بشكل ملفت على اللاعبات والحاضرات، ويحظين بتغطية صحفية مكثفة، وتبرز المرأة في هذا النوع من الرياضة بشكل اساسي، ولو أن وراء حضورها في المدرجات عائد مادي لسعى كثيرون لتزيين ملاعبنا بحسناوات يشكلن لوحة جماهيرية اكثر رقياً للرياضة المحلية. لا اتجنى على إتحاد الشطرنج على العكس انه نموذج رائع لانتشال المرأة.
ولاثبات الحضور الشكلي الذي تطلب نقل انتشار مفهوم الديمقراطية في اليمن تم تشكيل منتخب السلة من سيدات عدن، إلا انهن لم يحظين بمشاركة رياضية واحدة حتى أنهن ظهرن في بطولة غرب اسيا التي استضافتها بلادنا وكان حضورهن بالزي الرياضي للتصوير ونقل صورة رياضية مشرفة لمشاركة المرأة وبديمقراطية شكلية خارج الفعل الرياضي.
 
أقدار
قدر لي أن عشت مع أناس لم أفهمهم، لم أعرف هل هم من البشر أم من شياطين هذا الزمان، لكني سأظل أنادي بالتسامح، بل وادعوا بالصلاح، مع اني لست المسيح احمد ولا أنا ابن الله -بالنسبة لكثيرين- أنا أحمد زفت..