الشيخ عبدالله يبدأ تدخله والرئيس يوكل إلى العلماء تولي قضية صعدة.. 120 يوماً من البحث عن حل

الشيخ عبدالله يبدأ تدخله والرئيس يوكل إلى العلماء تولي قضية صعدة.. 120 يوماً من البحث عن حل - غمدان اليوسفي

اليوم تدخل المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية والحوثيين شهرها الرابع دون التوصل إلى حل يفك إطلاق النار أولا ويحل الأزمة برمتها ثانية.
مجددا لجأ يوم أمس الرئيس علي عبدالله صالح إلى العلماء للمرة الثالثة. لكن التوسل الذي أظهره صالح أمس كان يوحي بالحاجة الماسة لإيقاف نهر الدماء من طرفي القوات المسلحة والمناصرين للحوثي؛ فقد منح علماء اليمن "تفويضا كاملا لعمل ما يلزم لتجنيب اليمن الفتنة التي أشعلها الحوثيين في محافظة صعدة ".
كان ذلك أمام المؤتمر العام لعلماء اليمن، الذي كان فيه للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر كلمة أيضا، معتبراً فيها أن "واجب العلماء تجاه المخربين والمفسدين في الأرض أكبر من واجب الدولة، وإن المواقف القوية والصادقة للعلماء تكون قدوة لأبناء المجتمع".
هذه الدعوات تأتي متراخية بعض الشيء وتحمل نوعا من استجداء حل طال أماد البحث عنه، وهي متعارضة مع تصريح رئيس الوزراء على محمد مجور في وقت سابق أكد فيه أن الحل العسكري هو الحل الوحيد مع أنصار الحوثي، وتصريحات مستشار رئيس الجمهورية عبدالكريم الإرياني بأنه يجب استئصال الحوثيين وانه لا ينفع معهم سوى القوة.
قبيل عودته من السعودية التي ظل فيها لمدة شهرين يتلقى العلاج، بدأ الشيخ تدخله بعد انتظار من جميع الأطراف طال أمده، حيث لم يتدخل منذ بدء المواجهات سوى بتصريحات أبرزها نفيه أن يكون وسيطا بين الحوثيين والحكومة، واعتبر حينها أنهم فئة خارجة على الدولة.
هذه المرة وجَّه الشيخ رسالة إلى مشائخ محافظة صعدة طالبهم فيها بتحمل مسؤوليتهم في الوقوف ضد الحوثيين، معتبرا أنهم حفنة من "المخربين والمراهقين والحالمين الذين يريدون إعادة عجلة التاريخ للوراء". داعيا المشائخ "لتطهير مناطقهم من هؤلاء المخربين الذين يسيؤون لسمعة أبناء صعدة ومشايخها".
لم يكن الرد حسنا على الشيخ، وتلقى جوابا من مشائخ خولان عامر حملت فيها تذكيرا بحكمة الشيخ وتأنيبا لتأخر تدخله، ثم تضمنت حديثا عن توريث السلطة للأبناء من أعلى هرم السلطة، مطالبين برفع الجيش من محافظة صعدة. هذه على الأقل الرسالة التي نشرتها بعض وسائل الإعلام.
تسارعت تبعات الحرب في صعدة ووصل الأمر إلى استدعاء السفيرين في ليبيا وإيران، وقد وصل الأول يوم أمس الأول بينما وصل الثاني يوم أمس الثلاثاء، وترافق الأمر مع زيارة لوزير الخارجية إلى دمشق حاملاً رسالة من الرئيس للأسد قالت مصادر دبلوماسية إنها تحمل نقاشا حول الوضع في صعدة وحديثا لتدخل الأسد مع الأطراف الإيرانية بوقف الدعم. ويحتمل أن يتطور الأمر إلى مظاهرات تطالب بإغلاق سفارتي البلدين في اليمن.
الخارجية الإيرانية أعربت عن أسفها لتصريحات المسؤولين اليمنيين. معتبرة أن تلك التصريحات غير مسؤولة وأن ربط القضايا الداخلية اليمنية بإيران أمر مفاجيء. داعية اليمن –في الوقت ذاته- لحل المشكلة سلميا.
ومع تسارع التبعات أظهر وزير الخارجية تأكيدا أن يحيى الحوثي يقيم في ليبيا بينما تظهر القنوات الإخبارية ووسائل الإعلام في اتصالاتها معه أنه في ألمانيا ولم يعرف بعد السر وراء عدم إلقاء القبض عليه في ألمانيا بعد أن أدخلته السلطات الألمانية والانتربول في القائمة الحمراء للمطلوبين كما تؤكد الجهات الرسمية في اليمن.
ومع تسارع التبعات على الواقع السياسي يظهر على أرض الوقع صورة ليست كصورة التصريحات حيث يزداد الأمر سوءا في مناطق صعدة ويعاني المواطنون الأمرين جراء المواجهات العسكرية ونقص المواد الغذائية خصوصا مع توقف أعمال الإغاثة من قبل الصليب الأحمر. في الوقت الذي يتزايد فيه عدد النازحين على الأخص خلال الأيام الأخيرة، حيث بلغ عددهم قرابة الأربعين ألف نازح غالبيتهم من النساء والشيوخ والأطفال، منهم قرابة ستة عشر ألفاً يتوزعون في مخيمات: العند (منطقة المقاش)، محجر أخماس (آل الصيفي)، مندبة (باقم)، الصحن (غرار)، القص (القص). فيما تناثر الآخرون في محافظات شتى بينها العاصمة صنعاء.
ومع زيارة أمير قطر المستعجلة كانت كل الأوراق قد استنفدت لإنهاء الأزمة، ولم تظهر ملامح جديدة أو أفكار يمكن أن توقف الصخرة التي تدحرجت في صعدة ولم تتوقف بعد، على الأقل بعد أن تم استنفاد الأوراق القبلية والدينية، والعسكرية أيضا، وهو يلقي بضبابية على الأمر لا تجعل للأمل منفذا أمام الحكومة، على الأقل في الوقت الحالي.