تتداخل الأصوات: يا دُب يا قصعة يا عبدالملك يا محمد عبدالكافي يا وُليد نزل شاهي يا وَلد أين الفول؟ ومن هناك البوعاني يرفع صوته بين اللحظة والأخرى: باقي نفر.. هناك كان عبدالملك خويلد بدكانه مهوى الآخرين، وأنا بينهم، أكن للرجل ...

في العام 2006 إبان الانتخابات الرئاسية والمحلية، نزلت إلى تعز بمعية د. رشاد العليمي. كان الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني هناك مشرفًا على المحافظة. صباح اليوم الثالث قالوا نذهب إليه.. تخيلت أنه -وهذا طبيعي- سيكون في القصر الجمهوري، قصر الشعب الذي صار ...

يدنو الغبش فنتهيأ للفحة البرد القادمة من حفيف الشوارع الباردة.. خطوات أقدام جنود الصاعقة تهيئ للفجر ولقبلة الشمس الأولى... تدب الحياة بين الباب وبداية ما تبقى من سور صنعاء الأزلية... تتهادى سيارات الفجر، تسمع النداء بين الأولى والثانية: تعز، تعز ...

يومها كانت الجمهورية العربية اليمنية تتمدد بين الشبكة والقلعة... الشبكة في تعز، والقلعة في صنعاء، والرادع بينهما، حتى تحول إلى موقف للسيارات، وأزيل سجن نافع سيئ الذكر. الرادع الذي أودع فيه كبير هذه البلاد شعرًا الأستاذ البردوني، فراشه قبل أن ...

ها أنت يا صاحبي أخيرًا تطل بوجهك البريء سنوات طوال وأنا أبحث عنك، عن نقائك المعهود تعرف يا سالم... بحثت عنك في شارع علي عبدالمغني، عند لاهب صديقنا أبو السلتة، محمد وعبدالله أنبل من عرفنا، يمدون خيرهم للجميع... حتى بائعات ...

مقولة "لا يصح إلا الصحيح" تتحقق دائمًا. ومهما مر من الوقت وجرى إهالة التراب على الوجوه المقاتلة، فلا بد أن تأتي لحظة واحدة ما ويهيله من على ملامح الوجه... كان باب اليمن في لحظة من لحظات مراحل الستينيات والسبعينيات، محطة ...

ماذا لو كان البردوني مواطنا روسيا مثل بوشكين؟ بكل بساطة سترى أجمل شارع يحمل اسمه، وفي أجمل موقع. من الشارع يقف على قاعدة من مرمر تمثال يخلده في وعي الأجيال. مصيبة أن يأتي المبدع في وطن يسكنه الجهل. بيت البردوني ...

كانت السماء تنذر ببعض رذاذ استعدادًا لهطول غيث لم يكتمل.. ذهبت بسيارتي إلى الغسيل.. لاحظته.. يقف بجانب "الدباب"، وبيده بايب الهواء، ينظف مخلفات الركاب.. شدني مظهره، مشدة مربوطة بطريقة توحي بالذكاء وشكل لطفل من ملامح وجهه النباهة... اقتربت.. أيش تفعل؟ ...

أفتقد هذا الرجل.. بل هي اليمن كلها تفتقده.. سعادة السفير غصاب الزمانان من ذهب وترك لنا الكويت ونحن نحبها دولة أخلاق ومثل عليا، وآثارها تدل عليها من: مدرسة الكويت عند أقدام صبر إلى كلية طب جامعة صنعاء وما بينهما... هذا ...

كلما أذهب إلى محلات "الجَزِبْ" في "بيت بوس"، لشراء بعض محتاجات البيت، ألاحظه.. أظل أتابع حركاته وسكناته.. إلى ملامح وجهه... اكتشفت أنه يحل محل الكبار: يسألك وأنت بين الشك واليقين: ما تشتي؟ فترد متثاقلًا: أشتي... وعينك على الكبير. يفاجئك الكبير: ...