صنعاء 19C امطار خفيفة

صفقات غير مطمئنة

يسود المنطقة حالة عدم استقرار تنذر بحروب مستعرة، فكل ما يحدث أصبح رهن صفقات للتفاوض لم تنفذ بعد.

 

ومطروح حاليًا صفقتان للتفاوض:

 
1‐ صفقة التفاوض بين إسرائيل وحركة حماس
تتعلق الصفقة بتسليم الرهائن الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، يتخللها وقف إطلاق النار، ودخول المساعدات الإنسانية إلى كامل القطاع خلال شهرين.
 
وقد تحدث تغييرات في مسار الصفقة خلال زيارة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي نتنياهو (7-10 يوليو الجاري) إلى واشنطن، وماتزال الصفقة قيد التفاوض بين الجانبين، حركة حماس وإسرائيل، عبر الوسيط دولة قطر، على الرغم مما يحدث من انتهاكات صارخة وإبادة إسرائيلية على القطاع في الوقت الراهن، وفرض مواقع جديدة على الأرض.
 
وكل ما يصرح به الرئيس الأميركي يعتبر مجرد كلام أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع إذا ما نظرنا بعين الاعتبار إلى الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة والضفة الغربية. وعليه، يجب انتظار نتائج التفاوض على أرض الواقع للحكم عن جدية التفاوض، و"الماء يكذب الغطاس".
 
المثير في الأمر، أن هناك تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا في شمال وجنوب الضفة الغربية، وإخطار الفلسطينيين بهدم منازلهم بذريعة أنها بنيت بدون ترخيص. وهناك نصب الحواجز في الخليل، والمغادرة القسرية لـ54 عائلة من طولكرم، واقتحام المخيمات، وسلسلة مداهمات في شرق مدينه نابلس، ناهيك عن تجاوزات أخرى من غلاة المستوطنين.
 
وتتوقع مصادر عليمة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يسمح بضم 20% من أراضي الضفة الغربية لإسرائيل.
وبالنسبة لقطاع غزة، فإن أي توسع إسرائيلي سيكون على حساب فلسطين. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل ثمة تدخل حول من سيحكم غزة في حال الانتهاء من التفاوض بعد شهرين؟ الرد، في هذا الصدد، يجب أن يكون التحرك بشكل سريع، وبدعم عربي، على أن يكون مستقبل الحكم في فلسطين يحدده الفلسطينيون أنفسهم. وفي هذا الخصوص، ترى السلطة الفلسطينية أن تكون الدول العربية شريكة في الحكم على غزة في البداية.
 
ومن الجدير بالذكر، أن مبادرة السلام السعودية الرامية إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مقابل السلام مع إسرائيل، تمثل الحل الأمثل للمنطقة واستقرارها. وسيعقد في يوليو الجاري مؤتمر دولي في نيويورك برئاسة السعودية وفرنسا، وبحضور دولي واسع، تجاه توسيع دائرة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
 
حقيقة الأمر، إن ما يحمله نتنياهو في جعبته للتفاوض مع الرئيس ترامب، كان صرح به قبل سفره إلى واشنطن، على النحو الآتي:
- القضاء على قدرة حركة حماس، ونزع أسلحتها، والتصميم على طرد أعضائها من القطاع.
- العمل على تقليص قدرات إيران العسكرية، ومراقبة برامجها النووية والصاروخية.
- اللقاء مع أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وتقديم شكره على تعاونهم مع إسرائيل، ناهيك عن التفاوض معهم حول مستقبل السلام في منطقة الشرق الأوسط، وقال لدينا فرصة للسلام في الشرق الأوسط، والتطبيع مع بلدان المنطقة، وتحقيق السلام تحت قيادة الرئيس ترامب. وأضاف أن هناك وقف إطلاق النار مع إيران دون اتفاق نهائى حتى اللحظة، وينتظر اتفاق آخر بين إيران والولايات المتحدة حول برنامجها النووي، خلال الأسابيع الثلاثة القادمة.
 
2- التفاوض المتوقع بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية إيران الإسلامية، حول برنامج سلاح إيران النووي
أوضح معهد واشنطن، أنه بالإمكان لواشنطن بعد الضربات على المنشآت النووية في طهران، من التفاوض بثقة أكبر، وأن إيران ماتزال تحتفظ ببعض اليورانيوم عالي التخصيب وأجهزة الطرد المركزي.
وفي غضون ذلك، يدين وزير الخارجية الإيرانية عراقجي مواقف الترويكا الأوروبية: بريطانيا وفرنسا وألمانيا، التي انحازت إلى الولايات المتحدة الأمريكية حول تحذير إيران من تخصيب اليورانيوم، ناهيك عن تعليق تعاملها مع الوكالة الدولية للطاقة النووية، وأضاف أن إيران لها الحق في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، كما أنها ستحدد الخطوات التي تضمن تعاونًا منظمًا وسلسًا مع الوكالة بعد أن غادر موظفو الوكالة طهران لأغراض أمنية، حسب مدير الوكالة رافاييل غروسي. وتعلن الترويكا الأوروبية أن الوضع يثير القلق، وأن إيران يجب عليها التعاون الكامل مع الوكالة دون تأخير، في حين أن إيران تنتقد سياسة الوكالة المنحازة لإسرائيل والغرب، لأنها كانت من العوامل الرئيسة للعدوان الإسرائيلي والأميركي على إيران.
ومن ناحية أخرى، تكشف مصادر أميركية عن تحركات إيرانية سرية في مضيق هرمز تتعلق بشحنات ألغام بحرية على سفنها.
وبمناسبة الذكرى السنوية للعيد القومي للولايات المتحدة الأميركيّة، يوم 4 يوليو، قال الرئيس ترامب إنه استعاد قوة أميركا في العالم، وأنه قد محا البرنامج الإيراني في عملية تسمى مطرقة منتصف الليل بمقاتلات "بي 2". وقد رفع بصره بزهو أثناء حديثه عن استعراض القاذفات f 22 وf 35 بجانب B 2، احتفاء بهذه المناسبة.
صفوة القول، على الدول العربية، وهي الغنية بالإمكانيات والمقدرات، أن تدرك خطورة تطور الأحداث في المنطقة على مستقبلها، ما لم تستفد من وسائل القوة الممكنة والمتاحة لديها للمواجهة، ولات حين مناص.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً