يوم 18 مايو المنصرم.. تواصلت معي من صنعاء.. ابنتي الدكتورة شفاء من عيادتها الخاصة وأرسلت لي صورة لها، وهي تتسلم نسخة من دراسة أو موسوعة: (الآثار المتبادلة للهجرة اليمنية).
وكان للعزيز القدير الدكتور فيصل عبدالجليل العريقي رئيس: (منتدى الحَداثة والتنوير الثقافي) بصنعاء الفضل الأكبر في حصولي على هذه النسخة، ليحضر إلى مقر العيادة ومعه الزميل/ العزي الصلوي، والأُستاذ/ عمرو معد يكرب الهمداني وليسلموا لها النسخة بأجزائها التسعة.. ودون أن أنسى هنا العزيز القدير/ قادري أحمد حيدر الذي كان قد وعدنا بِنفس الدراسة وكان له الفضل في حصولي على إصدارات أخرى.
شاكراً ومقدراً لهؤلاء الزملاء الأعزاء على نَبلهم وكرمهم، وحرصهم على زميلهم الذي رُغم عشقه الأزلي لصنعاء العزيزة ولكل ما ومن بها.. خاصة أمثال هؤلاء الزملاء وغيرهم وهم كَثُر! إلا أن صنعاء كما يعرفون ويعرف غيرهم، باتت شِبه مُحرمة على زميلهم كاتب هذه (الأحرف) مؤقتاً.. أكرر – مؤقتاً – فالفرج قادم لا محالة بعون الله.. ولأسباب معروفة لهم وللخاص والعام! ورغم ذلك فإن التواصل الأخوي والذهني فيما بيننا مُستمر وسيظل بعون الله.
وقبل عيد الأضحى المُبارك.. نزلت إلى تعز ابنتي د. شفاء مع طفليها السبطين زكريا وريان لقضاء أيام عيد الأضحى مع أبويها.. واصطحبت لي معها الدراسة أو الموسوعة.. حيث وجدتُ أيام العيد مناسبة لقراءتها أو بالأحرى.. لتصفحها بأجزائها التسعة! والتي شارك بإعدادها (18) أستاذاً وزميلاً.. هم من خيرة الزملاء الإعلاميين والمثقفين والأكاديميين المعروفين بمختلف تخصصاتهم، وبكتاباتهم السياسية والثقافية والفكرية والاجتماعية.. كانوا ولا يزالون بمثابة عناوين جَلية في البذل والعطاء الفكري بوجه عام بوطننا اليمني.
وظلوا يعملون بكل جد في إخراج هذه الدراسة أو الموسوعة، بإشراف مباشر وتمويل من الطيب الذكر رجل الأعمال والمثقف المُستنير الفقيد الراحل/ علوان سعيد الشيباني – رحمه الله. لتظهر للعلن بتسعة أجزاء قبل وفاته عام 2022م بأشهر قليلة..
لقد تصفحتُ الدراسة وقرأت أهم أجزائها.. ومنها.. الجزء الرابع، مركزاً على: (معاناة المهاجرين في السعودية) إضافة إلى: (الهجرات اليمنية الحضرمية إلى أندونسيا) ص 175 – 240 الخ.. كما قرأت الجزء السابع – خاصة ذكر بعض أسماء الشخصيات الاقتصادية والثقافية في السعودية بالذات!! وهالني حجم القُصور الذي تمثل بعدم ذكر أهم أسماء رجال الأعمال البارزين وعدم ذكر أسماء الشخصيات العلمية والثقافية والإعلامية البارزة والمعروفة بالسعودية!
كذلك.. قرأتُ الجزء التاسع والأخير من الدراسة أو الموسوعة.. والخاص بـ: (ملحقات الدراسة) من حيث خُطط الدراسة وأدوات الدراسة الميدانية، بجانب أسماء الفِرق الميدانية ونتائجها بِمختلف الدول التي يتواجد بها اليمنيون.. وهو جُهد مادي ومعنوي كبير!! لكن هناك الكثير من القصور الذي صَاحَب الدراسة بوجهٍ عام.. وإذا كان فريق الدراسة قد اعترف ببعض القصور مُمثلاً بعدم شموليتها! (ربما للظروف المحلية مع استمرار الحرب الأهلية، وهو ما أدى إلى صعوبة التنقل بين المحافظات والمدن، وانعكس سلبياً في التعامل مع المُستَهْدفين في الاستبيان والمقابلات الشخصية، إضافة إلى قِصَر الفترة الزمنية التي لم تتعدى العامين) وذلك هو ما جاءَ في المقدمة التي كتبها فريق الدراسة.. إلا أن القصور لم ينحصر بعدم شمولية الدراسة بل تعداه إلى جوانب أُخرى عديدة..
ولكن مهما ظهرت جوانب القصور الغير مُتعمدة في الدراسة أو الموسوعة.. فإن ذلك لا يقلل قطعياً من أهميتها التي تُعَد بحق أُنموذجاً حقاً! ولا يقلل من الجُهد الذي بذله الزملاء الأعزاء.. على أمل قيام الـ (17) الذين قاموا بالدراسة بعد وفاة الزميل الراحل/ حسن عبدالوارث – رحمه الله – تَفَادِي الكثير من القصور في الطبعات القادمة، وأنا على ثقة بقدرتهم بذلك.. من أجل مكانهم ومكانتهم، ثم تقديراً ووفاءً لمن أحسن الظن بهم وكان سبب ظهور هذه الدراسة أو الموسوعة للقراء الفقيد الراحل/ علوان سعيد الشيباني – رحمه الله.
إن هذه المقالة أو "الدردشة" ليست على الدراسة أو الموسوعة، فذلك يحتاج لسرٍ خاص بها، خاصة من بعض من قاموا بإعدادها! وإنما عن شخصية/ علوان سعيد الشيباني بكل إيجاز ممكن، والذي قدَّم - رحمه الله – الدعم المادي والمعنوي لتنفيذها وإخراجها للقراء والمُتابعين.. من خلال: (مؤسسة الخير للتنمية الاجتماعية) التي أسسها وترأسها عام 2008م.. وهي المؤسسة التي قامت بمهام ومشاريع تنموية وتعليمية وتربوية وإنسانية كما تابعتُ.. على أمل أن تظل كذلك بعد وفاة مؤسسها من قِبَل من أُسند أمرها إليهم بعد وفاته..
(يلاحظ القارئ، استخدامي كلمة "موسوعة" بجانب "دراسة" لأن ما تضمنته الدراسة من معلومات ثرية والخاصة بالمغتربين اليمنيين وبأجزاء تسعة.. قد أعتبرها شخصياً بكونها "موسوعة" فعلاً.. بجانب اعتبارها دراسة أيضاً).
لقد تعرفتُ على الفقيد الراحل علوان الشيباني غير مرة.. خاصة حينما كان يزور رئاسة الوزراء.. وكنا نتناقش ببعض الجوانب السياحية ذات الصلة بِمَهامِه.. إضافة إلى بعض مهام الشؤون الإعلامية والثقافية بمجلس الوزراء التي كنت أديرها.. وصولاً إلى مقارنة الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية أيام فترة دراسته.. وأيام فترة دراستي.. الخ.. لكنها تظل معرفة قصيرة.. لا ترقى إلى نفس معرفة بعض أهم الزملاء والأكاديميين الآخرين به.. إلا أنني من خلال قراءتي لسيرته الذاتية.. وحصوله على مستوى دراسي قد يميزه عما عداه من رجال الأعمال اليمنيين الآخرين.. ثم ما عرفته من بعض الأصدقاء الذين كانوا يعملون بـ (العالمية) ومنهم العزيز/ مفيد الشوافي زوج المذيعة القديرة والمعروفة سونيا المريسي.. وكلاهما مقيمان بالرياض حالياً! إضافة إلى سماعي من غيرهم عما يقوم بها من أعمال إنسانية ومساعدات تربوية وتنموية.. ظللتُ ولازلت أكبُر فيه هذه الجوانب ولو بعد وفاته – رحمه الله – وهو ما يؤكد لي أن التميز الذي حازه عند المقارنة بأمثاله لم يأتِ من فراغ!.
ولعل خلفيته الثقافية ثم تنقله ببعض المهام الوظيفية بدءاً من وزارة الخارجية، مروراً بالمؤسسة الاقتصادية بعدن.. ثم بالخطوط اليمنية وصولاً إلى تأسيسه لمجموعة (العالمية).. كل ذلك وغيره كان له دور في تميزه.. وفي قيامه بتأسيس: (مؤسسة الخير للتنمية الاجتماعية) التي يترأسها والتي من خلالها قام في تمويل دراسة أو موسوعة (دراسة الآثار المتبادلة للهجرة اليمنية)..
إن حديثي ليس عما خلَّفَ من ثروات بعد وفاته ولا عن (العالمية) التي ظهرت من خلالها عِدَّة مؤسسات وشركات حسب علمي.. فمآل ذلك كله لورثته كما هو معروف.. وربما لمؤسسة (الخير) حسب ما آمل! ولذا فإن حديثي هنا يقتصر على تركته التي ستظل ظاهرة جَليه في التاريخ ولدى الأجيال اليمنية الحالية والقادمة في الوطن والمهجر.. أعني قيامه في تمويل (دراسة الآثار المتبادلة للهجرة اليمنية) والتي هي وَحدها، سيظل رحمه الله خالداً من خلالها لدى المثقفين والمفكرين والمؤرخين وغيرهم حاضرا ومستقبلاً بعون الله..
إن الشعب الأمريكي.. ربما معظمه لا يعرف أسماء الرؤساء الأمريكيين منذ: (جورج واشنطن) حتى: (دونالد ترامب).. والقلة منهم قد يعرفون شيئاً عن أربعة أو خمسة من هؤلاء الرؤساء
لكن الشعب الأمريكي كله حسب علمي بل وغيره من بعض الشعوب الأُخرى.. يعرفون ويظلون يسمعون باسم: (جامعة هارفارد HARVARD University) التي تُعتبر أول جامعة أمريكية، حيث تأسست عام 1636م أي قبل إنشاء ما يسمى اليوم بـ: (الولايات المتحدة الأمريكية)، حينما كانت ولاية: (ماساشيوشيتس) التي تأسست بها هذه الجامعة تحت الاحتلال البريطاني لتصبح هذه الجامعة من أهم وأبرز وأعرق وأشهر الجامعات الأمريكية العالمية..
لقد قام بتأسيس هذه الجامعة شخص يُدعى (جُون هارفارد) ليصبح اسمه يتردد على مختلف الألْسُن وبكل مراحل التاريخ الأمريكي منذ تأسيسه للجامعة وحتى اليوم!.
وهو ما ينطبق على جامعة: (جونز هوبكنز johns Hopkins university) التي أسسها رجل الأعمال: (جونز هوبكنز) عام 1876م.. لتصبح من أهم الجامعات الأمريكية خاصة في مجالات الطب والصحة العامة والبحث العلمي.. وليظل اسم المؤسس لهذه الجامعة يتردد على مختلف الألسن منذ قرابة مائة وخمسون عاماً حتى اليوم وسيظل!
كذلك جامعة (ستانفورد Stanford university) والتي أسسها بولاية (كاليفورنيا) عام 1885م السيناتور: (لي ستانفورد) وزوجته: (جين).. تخليداً لذكرى ابنها.. لتصبح ثالث جامعة بأمريكا بعد (هارفارد) و: (برانستون).
وهناك جامعات ومعاهد ومكتبات ومؤلفات وغيرها من الأعمال الثقافية والعلمية التي تحمل أسماء المتبرعين بها أو حتى بدون ذكر أسمائهم داخل الولايات المتحدة الأمريكية وهي كثيرة.. حتى جامعة (بول) الحكومية بولاية إنديانا الأمريكية التي درستُ بها الإعلام الدولي تبرع بالأرض التي أُقيمت عليها مباني كليات الجامعة وَحَرَمها شخص اسمه: (بول) وكنتُ أسكن بمجمع سكني داخل الحرم الجامعي يسكن فيه أكثر من 4000 ألف طالب وطالبة.. تبرع في بنائه شخص اسمه: (شائفلي) ليصبح اسم المجمع (شائفلي هُول).
لا داعي لذكر أمثلة من أمريكا فقط حتى لا يُقال عن التأثر بالأمركة كما أسمع من بعض الزملاء الأعزاء!!
فها هي جامعة: (السوربون Sorbonne university) بالعاصمة الفرنسية باريس والتي أسسها عام: (1257م): (روبير سوربون) لتصبح من أهم وأعرق الجامعات الأُوربية..
ولنكتفي بذكر الجامعات السابقة، مع أن الهدف من ذلك هو أن التبرع في الجوانب العلمية والفكرية والثقافية والتاريخية التي يظل صاحبها خالداً لدى شعبه وأُمته هي أفضل من التبرعات الأُخرى التي قد لا تظهر للعلن لكنها عند الله ظاهرة ومعروفة حتماً.
ثم.. ها هي مجموعة (هائل سعيد أنعم) منذ تأسيسها على يد الرجل الاستثنائي هائل سعيد أنعم – رحمه الله – وهي تقوم بأعمال ومهام إنسانية وتنموية معروفة لدى الخاص والعام على مستوى اليمن وخارجه..
إلا أن أهم ما ستظل في وجدان وشعور الأجيال الحاضرة والقادمة.. هي الجوانب التربوية والثقافية ممثلة ببناء المدارس أو ما يعرف بـ: (مجمعات السعيد) بعدة محافظات ومدن يمنية، وكذلك دور العبادة وصولاً إلى: (مؤسسة السعيد الثقافية).. والتي ستظل تتردد على ألسنة التربوية والمثقفين والإعلاميين دوماً – حاضراً ومستقبلاً – لذلك يمكن القول.. إن: (الآثار المُتبَادلة للهجرة اليمنية) هي بالدرجة الأولى التي ستخلد اسم (علوان سعيد الشيباني) في التاريخ اليمني قبل أية أعمال أو مهام إنسانية اُخرى قام بها..
ولأن كل من يؤسس جامعة أو مكتبة أو مدرسة أو إحياء تراث أو دراسة.. أو غير ذلك.. من الجوانب المعرفية.. لابد أن يكون له هدف أو سبب لذلك.. فإن من أهم دوافع علوان الشيباني للقيام بهذه الدراسة أو الموسوعة.. بجانب أسباب ودوافع وطنية أخرى: إظهار أسفه من بعض البلدان: (التي تنكرت لدور اليمنيين الحضاري في نهضتها الاقتصادية والاجتماعية) حسب ما جاء ذلك في تصديره للدراسة أو الموسوعة.. كما قرأت في الجزء الأول منها حيث كتب ذلك بشهر يناير 2022م أي وفاته بخمسة أشهر.. بجانب حرصه على المغتربين.. كونه هو نفسه.. ذاق مرارة الغُربة والبُعد عن الوطن.. قبل أن يعود ويستقر بوطنه..
بل إن الكلمات التي صاغها في تصديره للدراسة إنما تؤكد مدى وطنيته، كونه كان – رحمه الله – حسب معرفتي وبما ظللتُ أسمع عنه.. أصيلاً في وطنيته عميقاً في يمنيته، ولأن اليمن كل اليمن كان هو حزبه الكبير، إذ بخلفيته الثقافية والذِهنية لم ينتسب لأي حزب أو تكتل – حسب علمي! وكيف له أن يكون كذلك وهو يتابع أدبيات كل حزب أو تكتل وهي تتحدث باسم الوطن، والوطن منها بريء؟! بل ظل وطنه ممتلئ بمُختلف التوجهات الحزبية والآراء المتضاربة، والمتحاربة فيما بينها على أتفه الأسباب!! ولا زلنا في الوطن أرضاً وشعباً نعاني من توجهات وخصومات بعض أهم الأحزاب اليمنية فيما بينها، التي أضرت الوطن أكثر مما نفعته وأوصلته إلى ما وصلنا إليه اليوم؟!
(أعتذر إن خرجت عن الموضوع قليلاً.. لولا أن الشيء بالشيء يُذكر!) مكرراً هنا أن دراسة أو موسوعة: (الآثار المتبادلة للهجرة اليمنية) هي قبل غيرها من الأعمال التي قام بها علوان سعيد الشيباني التي ستظل شاهداً حياً له – رحمه الله.
ثم.. بقدر التقدير والاعتزاز بالفقيد الراحل على مآثره ممثلة بهذه الدراسة أو الموسوعة من خلال: (مؤسسته الخيرية).. بقدر هدفي من وراء هذه المقالة أو "الدردشة" أيضاً إلى استنهاض بعض رجال الأعمال اليمنيين داخل الوطن وخارجه وهم كُثر.. في تبني الجوانب الثقافية والتربوية والمعرفية التي تخدم جغرافية وتاريخ ومكان ومكانة اليمن واليمنيين داخل الوطن وخارجه.. وهي جوانب عديدة ومتنوعة..
أختم هذه "الدردشة" بحديث نبوي شريف أن الرسول - صلَّ الله عليه وسلم – قال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث.. صدقة جارية، أو علم يُنتفعُ به، أو ولدٌ صالح يدعو له" أو كما جاء بنص الحديث.. فالصدقة الجارية قد تأتي من خلال بعض المؤسسات والوقفيات الخيرية وهي كثيرة.. والعلم المُنتفع به قد لا يقتصر على ما خلفه العَالم من تدريس وتأليف وإنما قد يأتي من خلال إنشاء المدارس والجامعات والمستشفيات أو تبني دراسة فكرية أو تاريخية ذات صلة بالوطن وشعبه وتمويلها. كما هو حال (الآثار المتبادلة للهجرة اليمنية).. وإنما رددتُ كلمة (قد) لأن التفسير هو اجتهاد شخصي فحسب!
فإلى زملائي وأساتذتي الأعزاء الـ (17) الذين يمثلون فريق دراسة أو موسوعة: (الآثار المتبادلة للهجرة اليمنية) فرغم أنكم الأفهم والأدرى بما يخص الدراسة وهي كانت وراء ثقة الممول لها واختياره لكم عما عداكم.. إلا أنها لا تزال بحاجة إلى المزيد من الشمولية والتركيز على بعض ما جاء بها، وتفادي القصور في الطبعات القادمة منها.. تقديراً للفقيد الراحل ولثقته بكم.. ثم وهو الأهم لِمَا تمثلون أنتم من مكان ومكانه في وطننا الحبيب.. مع أن ذلك القصور لا يقلل كما قلتُ وأكرر من أهمية الدراسة أو الموسوعة بطبعتها الحالية.. إضافة إلى أهمية إبراز هذه الدراسة إعلامياً ودعائياً.. داخل الوطن وخارجه، خاصة بين المغتربين المَعنيين بفحواها! ولا أخالُ القائمين على (مؤسسة الخير للتنمية الاجتماعية) من أبناء وأقارب الفقيد علوان الشيباني – رحمه الله – ومن يعنيهم أمر المؤسسة.. سيبخلون في دفع ما تحتاج إليه الدراسة من ترويج وغيره.. بما يخص هذا الجانب.
أخيراً..
ألتمس العذر من القارئ لهذه "الدردشة" من التطويل وكذلك من عدم الكتابة مؤقتاً عن شؤون العرب عامة وعن اليمنيين وما بات عليه وطنهم اليوم خاصة.. رغم صعوبة الكتابة اليوم عن زمَنٍ سقطت فيه الهِمَم.. وَخرُبت الذمم، ولم يبقَ إلا هوى يتحكم.. وشهوات دنيوية بات ينقاد لها الصالح والطالح مع بعض الفوارق؟!! كما تحولت أزمة اليمن منذ انقلاب 21 سبتمبر 2014م المشؤوم حتى اليوم إلى مغانم للبعض وهم القلة.. وإلى المزيد من الفقر والجوع والمرض والخوف لدى الكثرة. وكلما كتب أمثالي عن أوضاع ومآسي وطنه لا يجد أي تفاعل أياً كان! عدى الكتابة في بعض المماحكات والخصومات السياسية وما أكثرها اليوم؟! فالكتابة اليوم بوجه عام باتت تجهد الفكر والوقت دون طائل غالباً.. ورغم ذلك، فإن الكتابة لدى أمثالي، باتت أحياناً بمثابة تنفس على الأقل!
والله غالب على أمره