صنعاء 19C امطار خفيفة

بعد انقطاع طويل ما أحلى اللقاء مع صالح دويل

كان لقاء لا يقدر بثمن مع أخي وصديقي الصدوق ابن وادي عمر الديس الشرقية محافظة حضرموت، صالح مبارك دويل، المعروف للجميع اختصارًا وشهرة، صالح دويل.

 
هذا اللقاء حتى وإن كان سريعًا بعض الشيء، إلا أنه للأمانة كان مفرحًا لي للغاية، ومن خلاله عرفت الشيء الذي أعرفه مسبقًا، وهي أصالة وطيبة هذا الرجل الديسي المتفرد في كل شيء.
كيف لا أفرح بهذا اللقاء وأنا أمني النفس به منذ فترات بعيدة أن يحصل، وها هو قد تحقق، فنحمد الله على تحقيقه.
صالح دويل هذا الرجل الذي أحب المهرة وأهل المهرة، فكان أكثر وفاء وأكثر إخلاصًا في حبه لهذه المحافظة الجميلة بجمال أهلها وكرمهم المعروف.
فهو كما أعرف أي صالح دويل أنه أول دخول له للمهرة تحديدًا العاصمة الغيضة، كان في ثمانينيات القرن الماضي، ومن تلك الفترة وحتى اللحظة وهو ملازم لهذه الأرض، ومن حبه الكبير للمهرو وأهلها تزوج فيها حتى يتقوى ويشتد هذا الحب بوجود الأبناء.
الكاتب مع  صالح دويل
هذا المكوث الطويل والممتد لعقود طويلة من الزمن، لم يمنعه من زيارة الأهل والأصدقاء في الديس الشرقية خاصة وفي أماكن كثيرة من حضرموت وغير حضرموت، فكلما سنحت له فرصة استثمرها خير استثمار في زيارة أهله بوادي عمر الديس الشرقية، وكثير من مناطق الوطن، لم يفعل مثل البعض ممن يطويهم البعد طيًا غريبًا، ويفصلهم عن أهلهم وزمان صباهم الأول، حتى إنهم يتعذرون بالبعد كحجة في عدم التواصل الجسدي.
صالح دويل ليس إنسانًا عاديًا، بل إن لديه موهبة تنامت وكبرت معه منذ صغره حتى أصبح أحد المشاهير في مجال الفنون، إذ إنه من خيرة الإيقاعيين على مستوى الوطن، وخلال تواجده في المهرة، رافق أغلب فنانيها، إن لم يكن جميعهم، خصوصًا الفنان الكبير محمد مشعجل الذي ارتبط معه بعلاقات وثيقة، وفي كل أعمال هذا الفنان كان صالح دويل حاضرًا بإبداعه الإيقاعي، وفي جميع حفلاته الفنية، وكل أعمال الفنان محمد مشعجل تكون بصمات صالح دويل حاضرة كركن وركيزة مهمة في نحاجات هذه الأعمال.
أعجز عن وصف هذا الرجل الذي يخجلك بتواضعه وطيبة قلبه الكبير.
هذا الرجل لم تؤثر فيه الشهرة التي يحظى بها، بل إنها زادته تواضعًا وخلقًا شريفًا، يفرح فرحًا كبيرًا عندما يلتقي بأصدقائه، وتحس ذلك من خلال حديثه الصادق وإلحاحه وإصراره الكبير على اصطحابك للبيت وإكرامك الإكرام اللائق كصديق، وهذا حاله مع الكثير ممن يقصدون المهرة من أبناء حضرموت.
رحلتي هذه الأخيرة للمهرة هي التي سمحت لي باللقاء بأخي وصديقي صالح، وبكثير من الأصدقاء الذين انقطعنا عنهم لفترات طويلة بعد ما كنا نتلاقى كثيرًا، والسبب لم يخفَ على أحد، وهي الأوضاع المأساوية التي نمر بها في هذا الوطن الجريح.
صالح دويل كادر من كوادرنا الفنية الكبيرة، كادر سخر نفسه وسني عمره في خدمة الفن وأهل الفن، ولم يجنِ شيئًا من هذا الجهد إلا الشهرة وحب عشاق ومحبي الفن.
فظل على عهده الأول، وتمسكه في المحافظة على الفنون وتقديمها بما يجعلها أكثر تطورًا وشهرة.
وهنا أهمس همسة صادقة للإخوة في السلطة المحلية بمحافظة المهرة، وهي بالمثل هذه الهمسة موصولة للإخوة في سلطة محافظة حضرموت، ولا أنسى الإخوة في إدارة مكتبي الثقافة في كلا المحافظتين، في تبني تكريم هذا المبدع الحضرمي المهري في المحافظتين المهرة وحضرموت، وأن تتبنى السلطة المحلية بمحافظة المهرة تكريم كل مبدعي المهرة في مجال الفنون والشعر، أولئك الرجال الذين كان لهم شرف الحضور الدائم في استمرار عطاء وتدفق الأغنية المهرية.
من كل قلبي أتمنى من سلطة المهرة أن تكرم صالح دويل وبقية رفاقه من المبدعين.
فهل نرى استجابة لهذا النداء والهمسة كما أتوقعها من السلطة المحلية بمحافظة المهرة، ممثلة في شخص المحافظ محمد علي ياسر، في تكريم صالح دويل وبقية إخوانه مبدعي الأغنية المهرية من فنانين وشعراء وملحنين، وهم يستحقون هذا التكريم وأكثر لما قدموا من الجهود الجبارة في سبيل تطوير الأغنية المهرية، وإظهارها بما تستحق من الظهور.
لكن صالح دويل يعد من الأوائل في العطاء والظهور بحكم أنه سبق الكثير منهم.
وإن تم تكريمهم جميعًا، فهذا يعد إنجازًا جديدًا يضاف إلى إنجازات سلطة المهرة المتعددة، وربي يوفق الجميع لما فيه الخير.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً