لم نرَ أو نسمع من قبل ترقبًا ومتابعة لكثير من الحروب الماضية والحالية، كالتي نراها اليوم في الحرب المبتدئة بين إيران والكيان الصهيوني البغيض. مرد هذا الترقب والمتابعة الحثيثة من الناس هو أن الطرفين إيران وإسرائيل يعدان المبغوضين في كل مكان، خصوصًا هنا في الشرق الأوسط، فكل مشاكل الشرق الأوسط بسببهما.
أحاديث الناس اليوم مجمعة ومنصبة على هدف واحد، وهو أن يدمر هذا الطرف الطرف الآخر، فالكل سواسية في نظر الناس، والكل أعداء، والدلائل على ذلك كثيرة.
إسرائيل مغتصبة الأرض، وجل سكانها جاؤوا بهم من الشتات، وفرضوهم وأسكنوهم بالقوة في أرض ليست أرضهم.
إسرائيل التي لم تكتفِ بما آخذته من أرض من شعب لا يمتلك القوة الكافية للمقاومة، ومع ذلك ظل يقاوم لعل وعسى أن يلاقي الدعم والإسناد من إخوة في العروبة والإسلام.
إسرائيل تاريخ أسود ملطخ بدماء الأبرياء من أبناء شعبنا الفلسطيني ممن يخرجون للدفاع عن أرضهم.
إسرائيل ظلت وستظل كما عرفناها في الكتب السماوية أشد كرهًا وعداوة للعرب والمسلمين.
إسرائيل باختصار وبقليل من الكلام، ينطبق عليها المثل القائل: "ذيل الكلب عمره ما يعتدل".
أما من دخلت حاليًا في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فهي لمن يدقق النظر لها ولهذا الاسم المكتسي باسم الإسلام، أنها لا تقل كرهًا وعداوة للعرب والمسلمين. وهذه الكراهية والعداوة هي أزلية، ومن فترات زمنية بعيدة، والشواهد كثيرة على عداوة الفرس المجوس لنا، ففي أماكن كثيرة من أرضنا مازالت بقايا حصون للفرس عندما غزوا أرضنا في تلك الفترات الماضية.
وظلوا عن نفس النهج الذي توارثوه ممن سبقوهم في التوسع في أرضنا، وكأنهم وكلاء علينا.
حاليًا كل من ينظر لنتائج كراهية الفرس وعداوتهم لنا، فهي نتائج كارثية، انظروا للعراق وما آل إليه بحكم التدخل الفارسي الكريه في الشأن العراقي.
انظروا إلى لبنان سوريا، وانظروا لحالنا هنا في اليمن حتى أصبحنا هكذا، والسبب ليس مخفيًا على أحد، إنه التدخل الفارسي في شؤوننا الداخلية.
كل ما تم ذكره على عجل لا يعد شيئًا أمام الأوضاع المأساوية التي أصبحت عليها هذه الدول ودول أخرى كثيرة طالتها أيادي التدخل الفارسي والاحتلال الإسرائيلي.
لهذا ليس هناك ما يدعو للتعجب عندما نرى الناس تتابع هذه الحرب أولًا بأول.
حتى إن البعض عندما يأتون بأخبار عن تدمير كبير طال أحد المواقع في إيران أو إسرائيل، فسرعان ما يرد الحاضرون على هؤلاء الناقلين للخبر في تمنيهم أن يكون الرد مدمرًا واقوى مما تم نقله.
هكذا صار الناس مع هذه الحرب، لأن أوجاعهم مجتمعة في طرفي الحرب لا غيرهم... وكفى.