أطفال الجعاشن والمهمشين رسموها منزلاً بجواره مدرسة وأزهار تروى

أطفال الجعاشن والمهمشين رسموها منزلاً بجواره مدرسة وأزهار تروى

                                     أطفال يرسمون الحرية في نقابة الصحفيين 
* حميد دبوان
قرابة 42طفلا، حالفهم الحظ في أن يكونوا ضيوفا على نقابة الصحفيين ومركز عاد ورعاية "نيوزيمن"، جلسوا بأحبارهم البسيطة ومخيلتهم البريئة يرسمون الحرية..منهم من رسمها بأنها منزل بطابق وأحد وفناء خلفي فيه ملعب كرة قدم وبجواره مدرسة فيها الكثير من الأزهار التي تسقى، وشمس كبيرة تغطي كل بقاع العلم اليمني المرسوم تحتها، وجامع كبير يستوعب الناس، حيث هيمنت تلك الفكرة على مخيلة أطفال الجعاشن و الفئات المهمشة ممن كانوا مشاركين في الفعالية التي نظمها مركز عاد للطفولة بالتعاون مع "نيوزيمن" ونقابة الصحفيين اليمنيين.
ومنهم من رسمها وردة صغيرة ذبلت نتيجة انقطاع الماء عنها، ومعاناة طفلة يعيش والدها في السجن، وأخرى ترتدي ثوباً تزينه ألون العلم اليمني تحاول أن تلمس السماء، وقد سادت تلك الفكرة رسوم أطفال الصحفيين. ورغم أعمار المشاركين الصغيرة، والتي لا تتجاوز ال14 في الغالب، فقد برزت رسومات لدى طلاب بعض المدارس الأهلية والحكومية، التي تخصص نشاطات أسبوعية للطلاب لتعلم الرسم، ناهيك عن تشجيع الآباء لفكرة الرسم، الذي ساهم في صقل مواهب بعض الأطفال.
الطالبة في الصف الثامن بمدرسة رابعة العدوية (بثينة) ابنة الصحفي أحمد الزكري، رسمت بإتقان ودقة باستخدامها لكافة الأدوات المتاحة لها للرسم من المسطرة والقلم الرصاص ودفتر الرسم والالوان صورة مقاربة لصورة معلقة على حائط النقابة للصحفي المعتقل في السجن على ذمة القاعدة (عبد الإله حيدر شائع) مع إضافة قلم إلى يده اليمنى وأسوار حديدية تحول دون تحرر الصورة من حائط الورق. ومثلها ( وعد ورغد) طفلتا الصحفي عبد الله الدهمشي برزت في رسوماتهما الدقة في استخدام الأدوات والتلوين.
إذ رسمت رغد (8 سنوات)، طفلة صغيرة تبكي وهي تشير إلى والدها المحتجز خلف قضبان السجن. تقول بثينة الزكري إن مدرستها تخصص نشاطات أسبوعية للطلاب لتعلم الرسم، وإن تشجيع والدها لها سأهم في تنمية مواهبها على تجاوز مرحلة الخوف. أما وعد ورغد الطالبتان في الصف الرابع والثالث الابتدائي في مدرسة صنعاء الأهلية، فتقولان إنهما تعلمتا الرسم في المدرسة التي تعطي حصة أسبوعية للطلاب لتعلم الرسم.
كما برزت الدقة في رسومات الطالبة في الصف السابع بمدرسة رابعة العدوية نهى أللهبي حيث أكدت أخذها حصص الرسم كنشاطات في المدرسة.
خلافا لرسومات طلاب المدارس، رسم أطفال المهمشين وأهالي الجعاشن بعفوية لا متناهية تاركين وراءهم الدقة والتلوين لأطفال المدارسة، لكنهم بذلك استطاعوا إيصال معاناتهم.
فالطفل رضوان من أهالي الجعاشن وذوال8 أعوام، رسم منزله الذي يحلم فيه بجوار مدرسة مليئة بالأزهار ويد تمسك جاك مياه ترش تلك الأزهار وكتب تحتها حلم العودة للمدرسة، ومثله رافد رسم منزله المجاور لملعب كرة قدم ومدرسة، وشمس على شكل مستطيل يغطي العلم اليمني المرسوم أسفل منها، وعندما سئل عن أسباب رسمه الشمس بشكل مستطيل قال ببساطة حتى لا تغرب على جزء من العالم.