الصالح محفوظ

الصالح محفوظ

هشام علي السقاف
• لم يودعنا الخميس الفائت عند رحيله الأبدي إلى خالقه، فلاح سيئون البسيط الأشهر: صالح محفوظ بافطيم (82 عاما)، إلاّ بعد أن بذر -وهو ملك البذور- وأنبت لنا جيلا رائعا من أولاده وأقاربه، يحملون من بعده راية عشق الأرض والإخلاص الصادق لها والإبداع الخلاق في الزراعة، كونها فنّاً قبل أن تكون حرفة ورزقاً.
• بافطيم صار اسماً عالميا لأجود أنواع البصل، واسماً موثوقا جدا لبذور أصناف ممتازة لقائمة طويلة من الحبوب والخضار، انتخبها بدقة ومهارة، وعمل بعناية لإكثارها على مدى سنوات بحرفية عالية، فكانت مزرعته (8 فدادين) وما زالت -مع مزرعة قريبه وتلميذه: هود باسيود، حفظه الله (5 فدادين)- حقولا أنموذجية دائمة لأبحاث ودراسات وتجارب المهندسين المتخصصين والجامعيين الزراعيين من كل اليمن.
• فلاحون بهذه المواصفات تحاصر مواهبهم وقدراتهم الكبيرة تلك المساحات الصغيرة من الأرض الممنوحة لهم -بعد الوحدة- من الدولة، فيما وزعت الأرض الزراعية الشاسعة، بلا مواصفات ولا ضوابط، على من هب ودب من الحبّوبين، ومعظمها ما زالت جرداء!
• مثل الوالد المرحوم صالح بافطيم، وأمثال هود باسيود، هم علامات عظمة حضارة بلدنا الزراعية السالفة، وهم الذين يفترض أن تتوجه وزارة الزراعة ومؤسساتها وهيئاتها لخدمتهم، لا العكس، أو على الأقل للكف عن غمط حقوقهم وملكياتهم الفكرية ومترتباتها المادية.
• رحم الله الوالد صالح بافطيم، وجزاه عنّا خير الجزاء، وكثّر أمثاله.. وسيظل اسما ورمزا خالدا وهو بباطن الأرض كما كان استثنائياً فوقها.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
ملاحظة: للمزيد عن حكاية بافطيم راجع أعداد صحيفة "النداء" الصادرة في الفترة من 28 يونيو 2007 حتى 18 يوليو 2007، وأرشيف ومنتدى موقع (newsyemen.net) في تلك الفترة.